وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة في غزة تدعو لتعميق ثقافة الاختلاف لمواجهة احتكار السلطة و المعرفة و الثروة

نشر بتاريخ: 19/03/2008 ( آخر تحديث: 19/03/2008 الساعة: 19:55 )
غزة -معا- عقد المرصد الوطني للإعلام والاتصال في مدينة غزة ندوة فكرية بعنوان " ثقافة الاختلاف " شارك فيها كل من عصام يونس/ مدير مركز الميزان والشيخ عبد العزيز عودة، مفكر اسلامي و تيسير محيسن، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب.

وقد عرض تيسير محيسن، مفهوم ثقافة الاختلاف والتطور التاريخي لهذه الثقافة وانطباقاتها المتتالية في التاريخ العربي وأكد أن ثقافة الاختلاف تقوم علي ثلاث مفاهيم رئيسية هي الحوار و التعاقد الحربين المختلفين وفعالية مفهوم النقد والنقد الذاتي ونقد الأخر.

كما اعتبر محيسن إن الإقرار بثقافة الاختلاف لا بد أن يتم عبر عملية مأسسة من اجل ضمان تأطير الممارسة القائمة علي الاختلاف وكذلك التعبير عن هذا الاختلاف .

واعتبر محيسن أن الاختلاف جزء أصيل من الديمقراطية الحديثة والمجتمع المدني وهذه الثقافة تأتي في مواجهة ثقافة الاحتكار سواء أكان هذا الاحتكار للسلطة أو للثروة أو للمعرفة وختم محيسن مداخلته بالدعوة إلي أن تكون ثقافة الاختلاف جزءا أصيلا من مكونات المجتمع الوطني الفلسطيني المبني علي التنوع والتعدد في سياق تطوير مجتمع ديمقراطي مدني يتعاطى مع ثقافة الاختلاف بروح ديمقراطية أصيلة .

ثم تحدث عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في مداخلة مطولة بعنوان " الحق في الاختلاف .الحق في التسامح " .

وقد شرع يونس في عملية ربط جدلي بين الاختلاف والتسامح واعتبر أن التسامح كمفهوم يشرع لقبول الأخر ويؤسس لثقافة الاختلاف ومع ذلك أشار إلى حالة من الالتباس في النشأة والتطور لمفهوم الاختلاف واعتبر أن غياب مفهوم التسامح هو الذي يؤسس لكافة مظاهر الاحتقان سواء أكان هذا الاحتقان سياسي أو مذهبي أو عرقي . وما يقابله من غياب لمفهوم التسامح .

واعتبر يونس أن الاختلاف هو أصل الأشياء وهو السر الكامن وراء كل جديد وابتكار، فالاختلاف يفرض حالة ديناميكية حية ترفض الاستكانة وتتجه نحو الصراع الذي هو مصدر للثراء والتطور والابتكار .

وحذر يونس من النظر إلى مفهوم الاختلاف باعتباره ظاهرة خطرة يمكن ان تهدد وحدة المجتمعات أو تساعد في تعزيز الفرقة والتشتت لان في هذه النظرة يمكن أن تقود إلي حالة من الجمود والاستكانة وعلية فلا خطر من الاختلاف والتناقض والخطر الرئيسي هو ان يتعرض مفهوم الاختلاف إلى حالة من التعصب ليأخذ البعد الخطر حين يتحول هذا التعصب إلي أيدلوجيا تنفي حق المختلفين والتي قد تصل إلي إعطاء الحق للذات المختلفة في إطار الوعي التعصبي الرخصة بالقتل او النفي او الحصار.

ثم تطرق يونس إلي العلاقة بين القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي والإنساني بمفهومي الاختلاف والتسامح التي شددت علي كفالة الحق في الاختلاف وضرورة السلوك المتسامح بغض النظر عن القناعات او الثقافات وشدد علي أهمية الوثيقة الصادرة عن منظمة اليونسكو لعام 1995م والتي تضمنت أهم المبادئ التي ينطوي عليها مفهوم التسامح وعلاقته بالقيم و الحقوق والحريات الإنسانية .

وختم يونس مداخلته بعملية إطباق للمفاهيم التي قدمها علي واقع الحالة الفلسطينية الراهنة التي بلغت حدة الخلاف بداخلها إلي حدود الإلغاء والإقصاء وإسقاط المشروعية عن أطراف الصراع الداخلي الفلسطيني .

واعتبر أن منشأ اللاتسامح فلسطينيا يكمن في الفشل في تنظيم الاختلاف السياسي ووضع ضوابط وقواعد ناظمة لإدارة هذا الخلاف .

وطالب يونس بان يقف الجميع وقفة مسئولة من اجل تنظيم حالة الخلاف بعيدا عن قواعد التجريم والإلغاء بالاستناد إلي خيار التسامح والاعتراف بالأخر وإنهاء حالة القطيعة .

من جهته تناول الشيخ عبد العزيز عودة مفهوم الاختلاف من منظور إسلامي ، حيث أكد أن الإسلام اقر بالاختلاف الطبيعي وحق الأفراد في قبول الأخر دون تعصب واعتبر ان الاختلاف الموضوعي هو احد السبل للوصول إلي الحقيقة وأشار فضيلته إلي ان الإسلام احترم العقل البشري وما ينشا عنه من اختلاف في الوقت الذي يعتبر التعصب دون دليل عقلي واضح نوعا من الجهل الذي يرفضه الإسلام .

وتحدث فضيلته عن الإسلام كحالة منفتحه على الحوار مع الجميع دون استثناء أما اختلاف الأديان فهو ظاهرة قديمة لكنها لا تؤسس لعدوان أو قتال أو تظالم ، بل يشجع الإسلام على الحوار والجدل بالحسنى بما يحقق أهداف الوحدة الإنسانية .