|
التطريز والتحف اليدوية.... بدايتهما شغف ونهايتهما كسبا للرزق
نشر بتاريخ: 19/03/2008 ( آخر تحديث: 19/03/2008 الساعة: 19:58 )
غزة -معا- كتبت ريم الريس - بدأ المكان يعج بالناس منذ اللحظات الأولى لافتتاح معرض نسوي يقيمه مركز شئون المرأة خاص بالأعمال النسوية والتراث , في كل زاوية قصة تلقي بظلالها على واقع التراث الفلسطيني ومكانه الذي أصبح يقل كل سنة عن سايقتها .
في إحدى الزوايا تجلس أم محمد خلف كومة من الأقمشة طرزت عليها نقشات فلاحية منها الثوب والتعليقة و حافظة الجوال وغيرها,تنتظر من يأتيها وبجعبته كومة من النقود ليوفر عليها عناء الانتظار لآخر النهار . اشتغلت أم محمد بمهنة التطريز منذ ما يزيد عن 6 أعوام ولكنها أتقنته وعمرها 7 سنوات لشغفها به وذلك بفضل جارتها التي قامت بتعليمها فنون التطريز كافة والغرز المشهورة في كل منطقة من مناطق البلاد قائلةً :" لم تكن أمي تتقن فن التطريز وجارتي هي الوحيدة التي وقفت بجانبي وعلمتني اياه ". لم تكن أم محمد تعلم ان المهنة التي أحبتها وتعلمتها عن رغبة ستكون هي المعيل والمسند الوحيد لعائلتها كاملة , خاصة بعد أن توفي زوجها بعد عناء مرض السرطان والذي قضى على اخر قرش يملكونه , فبعد رحيله بقيت هي وأولادها الثلاثة بدون معيل , مما أجبرها إلى النزول إلى السوق للبحث عن عمل في محل لبيع التراث الفلسطيني , وما أن وجدته حتى تخلت عنه بسبب بخل صاحب المحل على الزبون فكان يرفض أي مساعدة له كإعارته ثوب فلاحي ليوم واحد فقط او حتى إعطائه نقشة أو تطريزة معينه أعجبته مضيفةً :" إلي بساعد الناس الله بساعدو ". لم تيأس أم محمد وخاصة بعد أن زاد عليها الحمل بتوقف ابنها الكبير عن العمل بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد , فأصبحت مسئولة عنه وعن عائلته والمكونة من 7 أفراد مع الزوجة فما كان منها إلى شراء الأقمشة والخيوط اللازمة لتقوم بالبيت بانتاج الأثواب و الشالات والأحذية الفلاحية , معتمدةً في بيعها لمنتوجاتها السعر المناسب للناس والكلام الجذاب و الخامات الأصلية . وفي كل عام تأتي أم محمد إلى المعرض السنوي التي تقيمه المؤسسات النسوية لفاعليتها وقدرتها على جذب الجمهور بالإضافة إلى أمكانية عرض منتوجاتها والترويج لها إلا أنها تلتمس قلة عدد المواطنين الذين يأتون إليه في كل عام قائلةً:" هناك إقبال ولكنه ليس يالكثير ومن يأتي لا يشتري بسبب غلاء المنتج بالنسبة له ". وفي زاوية اخرى يقف أيمن الذي أبدا حبه لما هو يملكه من موهبة أمام منتوجاته التي أنتجتها أيدي نسوية وهي عبارة عن تحف يدوية مصنوعة من مادة أقوى من الزجاج لا تنكسر وقد وضعت فيها زهور وحبوب مجففة في منظر رائع على أشكال متعددة منها الاواني والأطباق يمكن استخدامها يوميا ويمكن وضعها للزينة يالإضافة إلى كماليات التي توضع في المطبخ والحمام وغرف البيت . بدأ أيمن حرفته في قطاع غزة بعد ان تعلمها في ألمانيا حيث قام عند عوته بفتح مصنع قام بتعليم حوالي 13 امرأة على العمل بها وانتاج العديد من التصميمات من انتاجه قائلاً :" قمت بتصميم العديد من المنتوجات وبيعها في الخارج ولكن اغلاق المعبر أدى إلى تسويقه في القطاع ", مشيرا إلى أنه بدأ التعاون مع محل في غزة يقوم ببيع الهدايا وأدوات الزينة المنزليه حيث قام بعرض منتوجاته فيها والتي لاقت إقبالاُ من الناس لجمالها وندرتها . |