وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

زج غزة في حرب بالوكالة انتحار

نشر بتاريخ: 30/08/2019 ( آخر تحديث: 30/08/2019 الساعة: 13:51 )
زج غزة في حرب بالوكالة انتحار
الكاتب: ماجد سعيد
من غير رادع ودون تعليق من أحد الا من أصحاب الشأن، اخذت إسرائيل توسع من عدوانها وهي تتنقل بين عواصم عربية من بغداد الى دمشق فبيروت، موجهة عدة ضربات جوية لمواقع فيها قالت انها لإيران، العواصم الثلاث أعلنت احتفاظها بحق الرد كما في مرات سابقة، وإسرائيل لم تلق بالا لذلك فهي وان اخذت تهديدات حزب الله على محمل الجد أكثر من غيرها الا انها ظلت تهدد بمزيد من الضربات.
لكن المفاجئ في الامر انه وبعد ساعات معدودة من تهديدات حزب الله كانت غزة تطلق رشقات من الصواريخ على عدد من المستوطنات القريبة من القطاع، وإسرائيل تقصف مواقع للمقاومة في غزة، فيما أعلن مصدر في المقاومة الفلسطينية ان الاخيرة ستدخل على خط المواجهة في حال نشبت مواجهة بين اسرائيل واي من إيران او حزب الله.
في الغالب ان هذا التصريح وما سبقه من إطلاق الصواريخ كان من الجهاد الإسلامي التي لديها تفاهمات سابقة مع طهران كونها محورا للأخيرة في الاقليم، رغم ان إسرائيل وجهت أصابع الاتهام الى حماس باعتبار ما جرى هو نتاج لقاءات نائب رئيس المكتب السياسي لها صالح العاروري في طهران.
وبغض النظر عن ذلك والذي بالتأكيد حصل بمعرفة الحركة الحاكمة لغزة، فان المؤكد ان طهران التي لا ترغب في فتح جبهة مباشرة مع تل ابيب تدفع بوكلائها في الاقليم كي يردوا على هجمات إسرائيل، مثلما هو الحال أيضا بالنسبة لنتنياهو الذي لا يريد من هذه الهجمات سوى تحقيق مكاسب انتخابية دون الدخول في حرب واسعة مع إيران او مواجهة طويلة مع حزب الله او حماس على الأقل خلال هذه الفترة.
الفلسطينيون وعلى مدار ثوراتهم المتعاقبة بدءا من عشرينيات القرن الماضي وصولا الى الثورة المعاصرة لم يكونوا ورقة بيد أحد، وانما كانت ثوراتهم ومواجهاتهم مع الاحتلال نابعة من أنفسهم على قاعدة القرار الفلسطيني المستقل، لكن حماس كسرت هذه القاعدة وهي تتنقل في أحضان العديد من دول الاقليم بحثا عن نفسها وعن تثبيت كيانها دون النظر الى المصلحة الشمولية الاوسع للفلسطينيين الذين عليهم ان لا يجازفوا بقضيتهم في رهان التجاذبات الإقليمية.
ان زج قطاع غزة في أي مواجهة قادمة لحساب جهات إقليمية ما هو سوى انتحار، فغزة التي دفعت الثمن وحدها في ثلاثة حروب سابقة ما زالت تعيش مآسي هذه الحروب والحصار الذي يبقيها في عزلة وفقر.