وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الفلسطيني الممغنط؟!

نشر بتاريخ: 31/08/2019 ( آخر تحديث: 31/08/2019 الساعة: 11:13 )
الفلسطيني الممغنط؟!
الكاتب: وليد الهودلي
بداية كانت الهوية الشخصية التي يصدرها الاحتلال والتي بها تم مصادرة وسرقة السجل المدني للفلسطينيين والتحكم الكامل به، حتى اذا صار للفلسطينيين سلطة كانت سلطة لا سلطان لها على السجل السّكاني، بمعنى أنها لا تملك أن تقرر أن هذا الانسان مواطن فلسطيني أم لا الا باذن من سلطات الاحتلال، فان أقرّت لها بان له اسم في السجل الفلسطيني المصادر لديها، اصبح بامكانها أن تطبع له هوية فلسطينية وان لم تعترف به سلطات الاحتلال ضاعت عليه هويته الفلسطينية ولو كان ابوه وجده السادس عشر فلسطيني. فعمل السلطة باصدار الهوية هو مجرد طابعة يملك فيها أمر الطباعة ما يسمى الادارة المدنية الاسرائيلية .
وليت الامر توقف عند هذا الحد، ابتدعوا لنا ما يسمى الهوية الممغنطة : عندما يوافق الفلسطيني على التقدم لطلب الهوية الممغنطة بدعوى الضرورة لتجاوز قطاع الطرق والحواجز والدخول الى القدس وفلسطين الداخل وما الى ذلك مما يسمى تسهيلات! ، هو بذلك يعترف ويقرّ باجراءات الاحتلال الامنية . لم نسال أنفسنا لماذا ابتكر الاحتلال هذه الهوية الممغنطة ؟ هل هي بالفعل للتسهيل على المواطن الفلسطيني أم لتسهيل تتبع الفحص الامني وتمحيصه مائة بالمائة الكترونيا ولضبط حركته في وطنه المسلوب كي لا يخرج بتاتا عن التعاليم التوراتية المقدسة للامن الصهيوني؟.
وقصة ان هذه ضرورة ولا بد من اتباع تعليماتهم للوصول الى اهدافنا ولتمكيننا من الحركة بشكل افضل ، لا يمكن ان يكون هذا باي ثمن. ماذا لو خرجوا علينا وقالوا ان على الفلسطيني ان يلبس بنطالا زهريا وقميصا برتقاليا وأن نطبع ختما على جبينه من اجل حفظ الامن وللضرورات الامنية فهل نتيح لهم ذلك؟، هل نتبع هوسهم الامني ونوافق على كل اجراء يتخذونه من وحي هذا الهوس؟، وأين يعمل بمثل هذا في أية دولة من دول العالم الا في مثل حالتنا حيث الروح العنصرية المقيتة.
هو بلا شك اجراء عنصري خالص لانه تحديد لحركة الفلسطيني وحده دون غيره من البشر القاطنين في نفس المنطقة وربطها لها بهذا الممغنط، وكذلك هي تمييز بين فلسطيني وفلسطيني، واحد مرضي عنه والثاني مغضوب عليه، هي اجراءات احتلالية للتمييز بين الناس على أساس عنصري بغيض، من يحق له ان يمر في بلده ووطنه ومن لا يجوز له، في الاصل أن توضع الامور في موازينها الصحيحة: بأي حق او قانون أو نظام يمنع هذا الانسان من حرية الحركة في وطنه؟ بغض النظر عن درجة السيطرة وبسط نفوذ الاحتلال عليه، ما بين ضفة وقدس وفلسطين محتلة، وكلها بالطبع خاضعة لذات النظام وهذا يبرهن على أن فلسطين ما زالت كلها محتلة وتخضع لهذه الاجراءات العنصرية دون اي استثناء .
والغريب أن الاجراء الاحتلالي واضح وحاسم بعنصرية فجة لا مراء فيها، ولكن الموقف الفلسطيني من هكذا اجراءات هو الموقف الذي يقع عليه الفعل ثم تجري عليه عملية التبرير السريعة ، للاسف قسمونا الى فئات: ممغنط وتصريح وvib، وpmc محصلتها جميعها ان تنتج انسان: "رضي الاحتلال عنه ورضوا عنه"، فالذي يملك حريص أن يراعي أن لا يغضب الاحتلال للحفاظ على هذه الميزة والارتقاء للتي هي اعلى درجة، والذي لا يملك حريص ويملك طموح الحصول على ما يؤهله لها لذلك لا بد من ان لا يغضب الاحتلال، والمحصلة النهائية السيطرة اللعينة للاحتلال على نفوس من يقعون تحت احتلاله من الداخل والتحكم بعقولهم الباطنة التي تنتج السلوك المطلوب.
هذا ما يريده الاحتلال من هذه التقسيمات العنصرية اللئيمة ولكن شعبنا هو خير من ينتفض اذا بلغ سيلهم الزبى، يملك ان يرفض وان يشق طريق حريته بيده بعيدا عما يريده الاحتلال منه.