وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ليس دفاعاً عن الدبلوماسية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 03/09/2019 ( آخر تحديث: 03/09/2019 الساعة: 15:10 )
ليس دفاعاً عن الدبلوماسية الفلسطينية

رام الله- معا-كتبت وحدة الإعلام في وزارة الخارجية والمغتربين مقالا شرحت فيه الية عملها وانجازاتها في المحافل الدولية لصالح القضية الفلسطينية.

هذا نصح المقال:

لعبت الدبلوماسية الفلسطينية في السنوات الأخيرة دوراً بارزاً في تحقيق إنجازات على إمتداد الساحة الدولية، متحدية الحواجز والقوى وأسلحتها في الخندق المقابل الذي يملك إمكانيات هائلة سياسية ومالية، والقدرة على فرض العقوبات والتلويح بالتهديدات للساحات التي تفتح ذراعيها للنشاط الفلسطيني وعدالة الموقف الفلسطيني .
وزارة الخارجية والمغتربين بتعليمات من سيادة الرئيس محمود عباس، أدارت نشاطاً مثمراً وخاضت معارك صعبة لصدّ الإختراقات الإسرائيلية حفاظاً على إنجازات تجسّدت بجهدٍ جبار في ظروف حالكة، وحققت إختراقات هامة في عديد الساحات وحصدت المزيد من الإعترافات بدولة فلسطين، ورسخت الشخصية القانونية الدولية للدولة، ونجحت في تعميق علاقاتها الثنائية والمتعددة الأطراف بجدارة وبشهادة العدو قبل الصديق، وما ترؤس فلسطين لمجموعة 77 الصين، وانضمام دولة فلسطين لعشرات المنظمات والاتفاقيات الدولية، وما الاعتراف الاممي الذي حصلت عليه دولة في الامم المتحدة، وما المعركة الطاحنة التي خاضتها الدبلوماسية الفلسطينية لتحقيق انضمام دولة فلسطين لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية، وما المتابعات اليومية واللقاءات والاجتماعات التي عقدها وزير الخارجية والمغتربين د.رياض المالكي وتمارسها القطاعات والادارات المختلفة مع الجنائية الدولية للاسراع في فتح تحقيق رسمي بجرائم الاحتلال وانتهاكاته إلا أمثلة حية على ذلك، هذا بالاضافة الى الكثير من الشواهد لمن يرغب في الإطلاع عليها ومتابعتها بصدق وحيادية. هذا الجهد الذي يقوده السيد الرئيس محمود عباس حاربته قوى دولية، تملك القدرة على التأثير والتعطيل، في إصطفاف متماسك بين يديها عصي الترغيب والترهيب في مواجهة ساحات ودول مدركة لعدالة القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها الادارة الأمريكية ودولة الاحتلال التي لطالما حاولت توصيف الحراك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني بما أسمته بـ (الارهاب السياسي والدبلوماسي).
إن الإنكار والتنكر للجهود والإنجازات التي حققتها وزارة الخارجية، في ظروف قاهرة وحالكة ينمّ إما عن جهل وقلّة دراية، أو عن حكم مسبق لأغراض شخصية ولمنافع ذاتية بحثاً عن المواقع على حساب جهد الآخرين، فأمتنهوا وضع العصي في الدواليب، وتقزيم الإنجازات على حساب جهد أجيال قضت وأجيال تقف في خندق الدبلوماسية المتقدم. يرى البعض أن عمل وزارة الخارجية والمغتربين يجب أن ينطلق من توجه " صقوري "، حسب تسمية البعض لنصيحة يدعيها، والتخلي عن السياسة "الحمائمية"، ويبدو أن الجهل في العمل الدبلوماسي ودور وزارة الخارجية وصل بهم إلى هذا التصنيف، هم يريدون أن تتحول الخارجية إلى "وزارة حرب" بمفاهيم شعبوية، والمفاهيم المغلوطة التي يطرحها البعض في تطاوله بثوب النصيحة لوزارة الخارجية لا تنسحب على الدبلوماسية، هؤلاء لم يأخذوا في الحسبان حجم وقوة الدول التي تحارب التحرك الدبلوماسي الفلسطيني، وموقف دول الإقليم وخطورة الخطوات غير المدروسة في مواجهة بعض الأحداث والمواقف، فالعمل الدبلوماسي لا يستند إلى الإنفعال والإرتجال وتجاهل المعطيات وسلامة الحسابات.
إن إستغلال البعض لقرار هندوراس الأخير لشن هجوم على الدبلوماسية الفلسطينية التي يقودها السيد الرئيس محمود عباس وتنفذها وزارة الخارجية، لا يعدو كونه محاولة لـ "الصيد في الماء العكر"، خاصة في ظل التجاهل المقصود لنجاح الدبلوماسية الفلسطينية في تعزيز الموقف الدولي الرافض لقرار ترامب بشأن القدس، وموقف الغالبية العظمى من دول العالم في رفض نقل سفارة بلادها الى القدس المحتلة، وهو الإنجاز الأكبر الذي حققته الدبلوماسية الفلسطينية بامكانياتها المتواضعة في وجه أعتى قوة على الأرض.
أما بالنسبة لصفقة القرن، فموقف وزارة الخارجية والمغتربين واضح تماماً، ونشاطها الدبلوماسي يستند إلى رفضها. إنه الموقف المستمد من حكمة الرئيس وإلتزام تعليماته، موقف شجاع حازم وحاسم في وجه أصحاب هذه الصفقة... وهذه " اللا " الفلسطينية تخشاها واشنطن وتجرح مؤيديها وداعميها وتحرجهم.... أليس هذا عملاً صقورياً وفق مفهوم منتقدي الوزارة وعملها وهيكلتها؟!
إن الإنتقاد من منطلق شخصي لا يمكن أن يرقى إلى مستوى النصيحة، بل هو معول الهدم.. وستواصل الوزارة عملها ورسالتها تحت إشراف رئيس الدولة .. مدركة أن هناك إخفاقات.. وفي ذات الوقت تدرك حجم التحديات الرهيبة.. لكن، الإرادة متوفرة، وستبقى في الميدان والخندق المتقدم تخوض المعارك في مواجهة الاحتلال وروايته حتى ينال شعبنا كامل حقوقه الوطنية والمشروعة.