|
جامعة بيرزيت تؤبّن أستاذها الراحل سميح حمودة
نشر بتاريخ: 18/09/2019 ( آخر تحديث: 18/09/2019 الساعة: 17:46 )
رام الله- معا- أقامت كلية الحقوق والإدارة العامة في جامعة بيرزيت، الأربعاء 18 أيلول 2019، حفلاً تأبينياً لعضو هيئتها التدريسية في دائرة العلوم السياسية الأستاذ سميح حمودة، والذي وافته المنية بتاريخ 25 أيار الماضي.
وقدم رئيس جامعة بيرزيت د. عبد اللطيف أبو حجلة، كلمة الجامعة، قائلاً: "لقد فقدت جامعة بيرزيت برحيل الأستاذ سميح حمودة رحمه الله أحد أساتذتها وباحثيها المتميزين، وشكّلت وفاته خسارة لجامعة بيرزيت والمجتمع الفلسطيني، غير أنه لا اعتراض على قضاء الله وقدره." وأضاف: "عرفنا سميح أستاذاً ذا سمعة طيبة بين طلبته وزملائه، لما تحلى به من أخلاق رفيعة خاصة صدقٌ في القولِ وأمانةٌ في الواجب وجديةٌ في العمل، حيث عمل في جامعةِ بيرزيت إثني عشرَ عاماً وهي فترة قد يصفها البعض بالقصيرة نسبياً، إلا أنها كانت فترة حافلة بالإنجازات والعطاء، هذا إذا استثنينا من ذلك أن سميح هو ابن هذه الجامعة، حيث نال منها درجة البكالوريوس في تخصص دراسات الشرق الأوسط عام 1984، وكان عضواً متميزاً وفاعلاً في أنشطتها الرياضية واللامنهجية. " وقال: "لم يكتفِ الأستاذ سميح بالتدريس في جامعة بيرزيت، بل اتجه أيضاً نحو التأريخ والتأليف والبحث، وساهم بشكل فعّال في أعمال خيرية كثيرة. كما وكان فاعلاً في المجتمع المحلي بمؤسساته المختلفة، وكان وطنياً مكافحاً ملماً بأحداث وتفاصيل القضية الفلسطينية." من جهته قدم عميد كلية الحقوق والإدارة العامة السابق د. ياسر عموري، كلمة الكلية، والتي أكد فيها أن سميح حمودة شكل حالة فريدة بأخلاقه وقيمه وطرقه المبدعة في الإنتاج المعرفي والتعليم الجامعي، وأن غياب حمودة يعد خسارة ثقافية لما قدمه من علم ومعرفة للطلبة وما حمله من فكر معتدل ونير وفقدان مرجع هام للباحثين في الشأن الفلسطيني. وتحدث رئيس دائرة العلوم السياسية د. مراد شاهين، عن زميله الراحل حمودة، قائلاً: "كان شعلة موقدة في الدائرة، كان الأخ الحنون والصديق الوفي والأستاذ المعطاء، حصل على محبة الجميع واحترامهم، سواء اتفقوا معه فكرياً أم لا، والدائرة اليوم تفتقده وطلبته يشتاقون له، وما يعزينا هو أن منتج المعرفة لا يموت، وحمودة قدم من الكتب والمعرفة الكثير، إضافة إلى الأثر الطيب الذي تركه بنفوس طلبته وكل من عرفه." وأكد رئيس نقابة أساتذة وموظفي جامعة بيرزيت سامح أبو عواد، أن سميح حمودة قاد في حياته رحلة من العطاء الفكري والبحثي، قضاها لصالح قضيته الفلسطينية العادلة في مواجهة رواية الاحتلال، والامبريالية الأمريكية التي زجت به في سجونها لسنوات، ولم يثنيه ذلك عن مواصلة العمل لتعزيز الرواية الفلسطينية. وأعلن كبير الباحثين في مؤسسة الدراسات الفلسطينية د. سليم تماري خلال حفل التأبين، عن قرار المؤسسة إنشاء مجموعة أرشيفية خاصة تحمل اسم مجموعة سميح حمودة للأوراق العائلية والتاريخ الاجتماعي، وذلك تخليدا لذكراه وخدمة للباحثين. وقدمت د. وئام حمودة، ابنة الفقيد سميح حمودة وأستاذة الصحة العامة في جامعة بيرزيت، كلمة العائلة، حيث شكرت فيها جامعة بيرزيت بشكل عام وكلية الحقوق والإدارة العامة بشكل خاص، على هذا التأبين، الذي يدل على حبهم وتقديرهم الكبير لوالدها، وقالت: "خسارة العائلة كبيرة، وخسارة فلسطين أيضا، فقد كان الأب الحنون، والزوج المحب، وكان هادئا، واسع الاطلاع، وموسوعة تاريخية، وذو عقلية نقدية ملتزمة بآداب النقاش، وشغوف للمعرفة، كما وكان خلوقا، شجاعا، كريما، وعاشقا لفلسطين، واجه المرض بإصرار وجدارة وكرامة كما واجه المحن العديدة في حياته." وخلال حفل التأبين الذي حضره حشد كبير من الطلبة والموظفين والأصدقاء قدمت مجموعة من الكلمات التأبينية، حيث قدم كل من أستاذ الجغرافيا المتقاعد د. كمال عبد الفتاح، وأستاذ تخطيط المدن في جامعة حيفا راسم خمايسي، وأستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة حيفا محمود يزبك، والباحث والمؤرخ عباس نمر، ورئيسة نادي العلوم السياسية مرح خلف، كلمات أجمعت على السيرة الحسنة للمرحوم حمودة والأثر الطيب الذي خلّفه في نفوس الناس، وكذلك جهوده العلمية والفكرية القيّمة. كما شمّلت مراسم التأبين عرض فيلم عن حياة حمودة العلمية وقيّمه وخصاله. واختتم الحفل بتكريم عائلة الفقيد لما قدّمه من جهود متميزة في الارتقاء بمستوى العملية التعليمية في جامعة بيرزيت. |