|
السعودية ستطلق وابلاً من الصواريخ
نشر بتاريخ: 19/09/2019 ( آخر تحديث: 22/09/2019 الساعة: 09:35 )
بيت لحم-معا- حذّرت صحيفة "الغارديان" البريطانية من أنّ التصعيد بعد الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط تابعتين لشركة "أرامكو" سيكون "خطيراً"، منبّهة من أنّ البنى التحتية السعودية تقع في مرمى الرد. ونقلت الصحيفة في تقريرها عن محللين تأكيدهم أنّ قدرة السعودية على تلافي هجمات مستقبلية "محدودة" ومرتبطة بشكل كبير بـ"استعداد دونالد ترامب لإبرام اتفاق مع إيران".
وفي وقت قال فيه ترامب إن الحرب هي الخيار النهائي في التعامل مع إيران، كتبت الصحيفة: "ستسعى الرياض في ردّها إلى تفادي كل خطوة يمكن أن تشعل فتيل نزاع أوسع، لا سيما إذا كانت عاجزة عن الاعتماد على الدعم الأميركي". ونقلت الصحيفة عن الباحث في مركز برشلونة للشؤون الدولية، إيكارت وورتز، قوله: "يعتمد سلاح الجو السعودي بشكل كبير على الولايات المتحدة، وذلك على مستوى الذخيرة والتزود بالوقود والمعلومات الاستخباراتية". وأضاف الباحث: "في ما يتعلق بالجنود، فإنّ قدراتهم (السعوديون) محدودة أكثر، فليس لديهم الكثير من الجنود في اليمن، حيث يعتمدون على المرتزقة". بدوره، حذّر المحلل في "ستراتفور"، عمر لامراني، من أنّ المسار التصعيدي "خطير جداً" بالنسبة إلى السعودية، لأنه يعرّض بنى الطاقة التحتية فيها للضربات الانتقامية الإيرانية، متوقعاً حصول ضربة "رمزية" على أن تكون "متكافئة (مع هجوم أرامكو) بشكل تام"، وذلك في أعقاب توجيه الرياض أصابع الاتهام إلى طهران، على الرغم من تبني الحوثيين للهجوم. وقال لامراني: "استهدفتهم أهم منشأة نفطية لدينا، لذا سنستهدف المنشأة خاصتكم، ومن ثم نتراجع". في السياق نفسه، تحدّث مستشار البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج بوش الابن، روبرت ماكنيلي، عن احتمال اتجاه القوات السعودية أو الأميركية أو الاثنين إلى الرد بشكل "متكافئ ومحدود"، متوقعاً إطلاق وابل من صواريخ "الكروز" باتجاه المنشآت أو الأراضي التي انطلق منها الهجوم، ومحذراً في الوقت نفسه من حصول هجمات جديدة "الثلاثاء المقبل أو بعد أسبوع من يوم الجمعة المقبل- يمكنهم القيام بذلك مجدداً". وفي هذا الصدد، حذّر وورتز من أنّ المعامل التي تكرر مياه الشفة السعودية إلى جانب الأنابيب التي تنقلها إلى المدن الكبرى تبدو عرضة للخطر. في ما يتعلق بعجز الأنظمة الدفاعية السعودية عن صد الهجوم على "أرامكو"، أوضحت الصحيفة أنّها مصممة للتعامل مع تهديدات مختلفة، مضيفةً بأنّها كانت موجهة في الاتجاه الخاطئ. وفيما لفتت الصحيفة إلى أنّ السعودية أنفقت مليارات الدولارات في السنوات الأخيرة لشراء صواريخ أرض-جو من طراز "باتريوت" لإسقاط الأهداف التي تحلّق على علو مرتفع مثل الطائرات أو الصواريخ الباليستية، أوضحت أنّ الطائرات المسيرة وصواريخ "الكروز" تحلق على علو منخفض جداً يعجز رادار "الباتريوت" الأرضي عن رصدها. وتابعت الصحيفة بأنّ الخبراء يرجحون أن تكون المنظومات الدفاعية الصاروخية موجهة نحو إيران وجنوباً نحو اليمن، في حين أنّه يُعتقد أنّ بعض الصواريخ والطائرات المسيرة انطلق من الغرب. على مستوى تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الرياض وواشنطن، نقلت الصحيفة عن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، الجنرال جوزيف دانفورد، قوله "إن الولايات المتحدة لا تتابع الأوضاع في الشرق الأوسط بعين لا ترمش". من جهتها، بيّنت المحللة بيكا واسر إنّ وزارة الداخلية السعودية هي الجهة المسؤولة عن حماية البنى التحتية النفطية، مستدركةً بأنّها تركز تقليدياً على التهديدات الداخلية. قال السفير السعودي لدى المانيا الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة رداً على هجوم "أرامكو". ولدى سؤاله عن احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، قال السفير السعودي لدى المانيا اليوم الخميس: "بالطبع كل شيء مطروح على الطاولة ولكن علينا مناقشة ذلك جيداً"، مضيفاً: "ما زلنا نعمل على تحديد المكان الذي أطلقت منه (الصواريخ والطائرات المسيرة). إيران تقف وراءها بكل تأكيد". |