|
فتح بوابات الجدار واهداف الاحتلال
نشر بتاريخ: 26/09/2019 ( آخر تحديث: 26/09/2019 الساعة: 20:41 )
الكاتب: المحامي سمير دويكات
قبل اندلاع الانتفاضة الثانية التي سميت بانتفاضة الاقصى كنا ندخل الى اراضي الثماني واربعين دون عوائق وامام اعين جنود الاحتلال، وكان وقتها شىء ربما يزيد من تدفق العمال الى الداخل وهناك نشاط اقتصادي افضل في الاراضي الفلسطينية نظرا لطبيعة الدخل العالي هناك وكان يتم تهريب بعض البضائع الى الاسواق مما يؤدي الى الحفاظ على نسبة معينة من النشاط الاقتصادي الذي يتاثر سلبا باجراءات الاحتلال.
قبل شهرين وبالتحديد في اجازة العيد تم تسريب خبر برفع الحظر الامني عن عشرات الالاف من المواطنين الفلسطينيين وعندما استفسرت وجدت انني من بين الاسماء حيث انه وعلى مدار ما يقارب العشرين عام لم يسمح لي بالدخول الى اراضي الداخل الا مرة واحد بتنسيق امريكي، الامر كله يدور في فلك بحث الجيش الاسرائيلي عن عوامل هدوء تكون نتيجتها ارضاء المواطنين الفلسطينيين لالا يولد الضغط نتيجة الازمة المالية وقطع الرواتب الى عمليات فدائية وعسكرية وحتى مظاهرات على غرار الانتفاضة الاولى والثانية، وهو امر يمكن للاحتلال تنفيذه باقل تكلفة وذلك بتشغيل المواطنين وتوفير جانب من الحركة المحسوبة لهم الى الداخل مما قد يقلل من اي نشاط يمكن ان يكون ضد الاحتلال. المسالة الاخطر وهو ان يكون الهدف بان تكون العين على الضفة نحو مزيد من التهويد وزرع المستوطنات والمستوطنين خاصة فيما يتعلق بتسريبات صفقة القرن وما يمكن ان ينشا منها من ضم للضفة او اجزاء واسعة منها، وبالتالي فان الامر له ابعاد كبيرة خاصة عقب اجراءات الحكومة الفلسطينية من امور اتخذتها على الارض من الغاء تصنيف المناطق وهو امر ضرب اتفاق اوسلو بالصميم والاخر فك التبعية عن الاحتلال من خلال خلق شراكات دولية مباشرة دون الرجوع الى الاحتلال. لكن الامر يبقى معقد في كون ان الدولة الفلسطينية العتيدة تحت الاحتلال وان اجراءات الاحتلال اقوى من السيادة الفلسطينية وتفرضها سياسات درج على استخدامها طوال سنوات وسنوات وبالتالي فان الامر معقد جدا ويحتاج الى النبش في النظريات القانونية التقليدية ليفهم المسؤول الفلسطيني او المواطن اين يقف وكيف تسير الامور؟ عله يكون قادر على التصدي لاجراءات الاحتلال. من الناحية القانونية فان الامور تسير لصالح الفلسطينيين اذا ما تم استثمارها سياسيا من عقول نيرة وقادرة على مخاطبة العالم من جديد، ولكن على الارض الاحتلال مسيطر على كل شىء وليس بايدينا سوى جلب الاحتلال الى مزيد من الضغط بتحرير ايدي المقاومين وتعزيز صمود الناس. هذا الاجراء وهو موضوع هذا المقال هو من قبيل معرفة ردة فعل الناس وخاصة ان اسرائيل سيطرت بالتعاون مع البعض على كل جذور المقاومة وتعرف من خلال اجهزتها وعملائها عن حركة الجميع ولديها بيانات كاملة وبالتالي فان فتح البوابات هو عمل استخباراتي من قبل الموساد صاحب الكلمة في الموضوع وسيكون في الايام القادمة بصورة منظمة بعد نجاح الاختبار في معرفة توجه المواطن الفلسطيني. والفصائل الفلسطينية الغارقة بتفاصيل الانقسام والمناصب والوضع الداخلي المزري لن يكون شفيع بصد اجراءات الاحتلال وخاصة انه لا يوجد لها ثقة لدى المواطن، حذرنا مرارا وتكرارا من الامور التي تحصل وقلنا ان صمود الناس هو الامل وثقتهم هي الاهم ولكن لا احد يسمع وخاصة ما جرى اخيرا في القضاء بتراجعه خمسون بالمائة من عمله السابق هو مؤشر على ان المسؤول الفلسطيني ربما امن نفسه ولا يهمه غير ذلك لان اسرائيل كانت تخطط من وقت طويل والجميع يعرف ذلك والضفة اصبحت ضيقة جدا بفعل اجراءات الاحتلال المستمرة. |