|
وزارة الصحة: اثر توفر 90% من الأدوية لعلاج السرطان والكلى في المستشفى الوطني البسمة والأمل يعودان إلى المرضى
نشر بتاريخ: 24/03/2008 ( آخر تحديث: 24/03/2008 الساعة: 11:40 )
بيت لحم - معا - اوضحت وزارة الصحة انه ونتيجة توفر 90% من الادوية لمرضى السرطان والكلى في المستشفى الوطني، فقد رسمت السعادة والبسمة والامل على وجوه ذوي المرضى.
وتحدثت الوزارة في بيان تلقت "معا" نسخة منه، عن عدة حالات، منها: "فور وصول محمد عمر والد الطفل نصر المصاب بسرطان الدم إلى قسم العناية النهارية في المستشفى الوطني، توجه محمد إلى صيدلية القسم للسؤال عن توفر الجرعة الكيماوية لابنه، وخرج منها سعيدا بعد تأكده من توفره. محمد عمر من أحدى قرى طولكرم يحضر وبشكل دوري لعلاج ابنه نصر ابن العشرة أعوام المصاب بسرطان الدم من النوع الحاد، يروى وبنوع من الأسى ما حل بابنه جراء عدم توفر الدواء اللازم للجرعة الكيماوية في السابق، وكيف انه كان يضطر للاستدانة وبشكل متواصل كي يحصل على ثمن الدواء الذي يصل إلى ألف شيكل لكل جرعة. واضاف والده :"كنت أحيانا لا أستطيع أن احبس دموعي وأنا أشاهد طفلي وكما الأطفال في القسم، ينتظر أن أوفر المال اللازم لشراء الدواء وكيف أن الأطباء كانوا يصابون أيضا بالإحباط وهم عاجزون عن فعل أي شيء لا سيما مع استمرار هذا الوضع الكارثي لأكثر من عام، ونحن نناشد عبر الصحف ووسائل الأعلام ولا مجيب، إلا أن الوضع انقلب رأسا على عقب منذ حوالي الخمسة شهور، حيث أصبح من النادر عدم توفر دواء من ضمن الأدوية الأساسية لعلاج ابني نصر". ووجه والد الطفل نصر رسالة شكر إلى وزارة الصحة الفلسطينية والى وزير الصحة بشكل خاص، قال فيها :" أن المواطن أصبح يلمس فرقا ملموسا حتى في توفر وجوده الخدمات المقدمة"، مناشدا الحكومة الاعتناء وبشكل مستمر بالمستشفيات الحكومية لا سيما وانه لا يوجد أي بديل للمواطن لعلاج مثل هذه الإمراض في مستشفيات أخرى حيث التكلفة الباهظة التي يتطلبها العلاج". والحالة الثانية حسب الوزارة :"رائد عثمان موسى من قرية سيلة الظهر قضاء جنين يشارك محمد عمر الرأي، رائد والد للطفلة جنى والتي تعاني أيضا من سرطان الدم الحاد يقول: كنا نضطر إلى الذهاب لمستودعات خاصة خارج وزارة الصحة وكيف كان يتم التلاعب بالأسعار إضافة إلى نوعية الدواء وطريقة تخزينه السيئة ، وكيف كان ينعكس هذا الموضوع على صحة طفلته، إلا انه ومنذ أكثر من 4 شهور أصبح الدواء متوفرا وبشكل دائم مشيرا إلى أن حتى نوعية الدواء المتوفرة حاليا هي من النوع الأصلي، وكيف أن النتائج وحسب ما اخبره الطبيب أبدت تقدما كبيرا جدا انعكس إيجابا على نفسية الطفلة والأهل بشكل عام". واشارت الوزارة انه وقاعة الانتظار في قسم العناية النهاية في المستشفى الوطني ترى أكثر من 40 مريضا مع أقاربهم ينتظرون الدخول إلى طبيب القسم الدكتور لؤي شاهين، د. لؤي رجل في أوائل الخمسين من عمره وسيم لا تغيب البسمة عن وجهه وهو يودع مريضا ويستقبل آخر في غرفته وتراه يخرج قطعة حلوى من جيبه ويعطيها لأحد الأطفال المرضى، يقول: "الفرق واضح وكبير بين اليوم ومنذ حوالي العام، لقد كنا نصاب بحالات إحباط يومية حتى أنها آثرت على أسرتي أنا أيضا كما يقول، واصفا كيف أن الطبيب يدخل في حالة تحدي مع المرض وكيف انه يصاب بنوع من السعادة الغامرة وهو ينتصر عليه، بعكس عدم توفر العلاج وكيف يتمكن المرض من الانتصار عليه وبالتالي يصاب الطبيب وأهل المريض باليأس والإحباط وهم يجدون أنفسهم عاجزين عن فعل أي شيء، باستثناء الطلب للتحويل خارج مؤسسات وزارة الصحة، والتي كما يقول كنا نحول أحيانا مرضى للعلاج بالخارج نتيجة نقص دواء قد لا يتعدى ثمنه الخمسين شيكلا واثر ذلك على ميزانية وزارة الصحة". ويعزو د. شاهين الوضع الجديد من حيث توفر أكثر من 90% من الأدوية الأصلية إلى جهود وزير الصحة د. فتحي أبو مغلي، واصفا إياه بواحد من أفضل وزراء الصحة التي عاصرهم على مدى الأعوام الطويلة السابقة طالبا بضرورة الاستمرار في توفير الأدوية الأصلية للمريض الذي يعاني الأمرين نتيجة الحواجز والإجراءات الاحتلاليه إضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب. ومقابل غرفة الطبيب تقع غرفة الباحث الاجتماعي صلاح عباس الذي يلعب الدور الأكبر في استقبال الحالات المريضة ودراسة أوضاعها والعمل على استيعابها لا سيما المريض نفسه وتهيئته، وضرورة التحدث مع أهله كي يتم إرشادهم للطريقة الامثل للتعامل معه، يقول الباحث الاجتماعي: "لقد مرت على القسم واحدة من أسوأ فتراته منذ تأسيسه، حيث كان الدواء وكنوع من اليانصيب إن صح التعبير، أحيانا موجود وفي مرات عديدة أكثر غير موجود، وانعكاس ذلك على نفسيته وأسرته، وكيف كان يحاول تهدئه المرضى وهو يعلم بداخله أن كلامه طبيا غير مقنع". واضاف :" إلا أن الوضع ألان تغير كليا، حيث عادت البسمة على وجوه المرضى ومرافقيهم كذلك الأمل وكيف أن هذا الوضع النفسي يساعد المريض على الشفاء". مدير المستشفى د. حسام الجوهري الذي تجد مكتبه كخلية نحل يقول وقد ارتسمت البسمة على وجهه:" الوضع عندي هنا تغير بشكل كبير فخلال الفترة القليلة الماضية استطعنا تامين الكثير من الاحتياجات التي كنا نطلبها بلا مجيب، هذا المستشفى يعالج أمراض السرطان والكلى وهو مركزي لكافة محافظات شمال الضفة وأي نقص فيه ينعكس على الجميع لقد كان لدينا نواقص بأكثر من 70 صنفا من الدواء والعديد من المستلزمات الطبية، واليوم تجد النواقص بعدد اصابع اليد، هناك شعور عام لدي الجميع بأن الوضع بدأ يتحسن للأفضل لا سيما وان الوزير الحالي د. فتحي أبو مغلي هو ابن وزارة الصحة وله علاقات متميزة مع البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية حيث كان يعمل معهم وانعكاس ذلك على الوضع في المستشفى اثّر الثقة المتبادلة بينه وبين الجهات المانحة، حيث أن المستشفى أصبح حاليا يعمل بطاقة 18 جهاز غسيل للكلية الصناعية بعدما كان وضعا صعبا نوعا ما ، وان كافة الأجهزة تمت صيانتها إضافة إلى أن المستشفى استلم منذ أيام كافة ما طلب من بياضات وفرشات طبيبة ومخدات تكفي لعام كامل". واضاف د. الجوهري: الشكر موصول إلى اللجنة الأهلية لمحافظة نابلس التي قدمت الكثير للمستشفى والتي كان أخرها طلبية لأجهزة بقيمة 65 ألف دولار كذلك جهاز غسيل كلى، وكل ما تطلبه المستشفى، أيضا إلى أهل الخير وكيف أن المستشفى تلقى جهاز غسيل للكلى من ألمحسنه راوية كنعان، إضافة إلى ما تبرع به المهندس محمد زاهي الخياط لجلب واستحداث أسرة المستشفى بما قيمته 30 ألف دولار، وكيف أن الثقة المتبادلة بات تعود تدريجيا بين مواطني المحافظة والمستشفى بعد هذا التطور الملحوظ. د. عمر النصر مدير عام العلاقات العامة والأعلام قال :"أن هذا التحسن الملحوظ هو أولي، مؤكدا أن وزارة الصحة أصبحت في المراحل النهائية لترسية عطاءات الأدوية لجميع محافظات الوطن بقيمة إجمالية 32 مليون دولار والتي حال توفرها في الأيام القليلة القادمة سوف تنهي أي نقص بالأدوية والمستلزمات بنسبة 100% لمدة عام كامل، وانه حتى النقص المشار إليه بالتقرير في أدوية السرطان وان بلغت من 5 - 10% ستصبح عن قريب جزءا من الماضي". |