وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كلمات عفوية عن حراك عفوي...

نشر بتاريخ: 25/10/2019 ( آخر تحديث: 25/10/2019 الساعة: 19:38 )
كلمات عفوية عن حراك عفوي...
الكاتب: رانا أبي جمعة

لا يسعنا نحن المواطنون إلا أن نستغرب أمر السياسيين في لبنان وأبواقهم الإعلامية ( وهي كثيرة وأشد خطراً من السياسيين احياناً على البلد).
منذ أشهر ويتم الحديث عن إنهيار اقتصادي ومالي وشيك للبنان بسبب السياسات المتبعة. اليوم بعض السياسيين يريد تحميل المتألم الذي ينام في الشارع منذ أسبوع تقريباً مسؤولية تعطيل البلد واحتمال الانهيار في حين أن البعض الآخر يعتبر بأن طرح ما يسمى بالورقة الاصلاحية هو من انجاز المحتجين... توحدتم على افقار الشعب، وحدوا خطابكم اليوم يا أيها الساسة لنفهم كيف يجب الرد عليكم.
تصوبون على الحراك بأنه يقطع الطرقات ويشل البلد. اذا كان كذلك فعلاً كيف تملء الساحات. كيف يصل الناس الى نقاط الاعتصام. وهنا لا أتحدث عما يتم من تجاوزات على الأرض من قبل فئة قليلة التي وإن دققنا في هوياتها سنراها من زعران الأحزاب المتسلطة والمتحكمة في رقاب العباد من أيام الحرب الأهلية.
تصوبون على كثرة المطالب. وفي الواقع أنتم لم تتتركوا للمواطنيين أي جانب من الحياة لا يريد اصلاحاً. حتى الهواء الذي نتنشقه بحاجة للمعالجة!
تنتقدون الحراك لأن يفتقد الى القيادة الموحدة. نعم هو كذلك. لأنه حراكٌ عفوي. نعم هو كذلك وأتفهم استغراب البعض الذي سلم بأن المواطن اللبناني يساق دائماً بأمر من زعيمه. الحراك دون قيادة هو وسام على صدر من قرر الخروج من عباءات الذل وكنف السياسيين ومن يطلقون على أنفسهم زعماء الطوائف.
وتصل الوقاحة الى أعلى درجاتها عندما يطلب من المواطن العادي المعتصم البسيط أن يقدم مطالبه على ورقة بيضاء أنيقة وحلولاً لفساد مقونن.
بالله عليكم ما هذه الوقاحة ...
تريدون تحديد المطالب. يكفي أي مسؤول مهما علا أو قل شأنه أن يتابع شاشات التلفزة لساعات معدودة. دقائق على ساحتي رياض الصلح والشهداء. ودقائق على ساحات صور والنبطية وصيدا. دقائق على طرابلس وعكار. دقائق على الساحات التي تمتد على مساحة هذا الوطن العزيز الذي تريدون بيعه "بالمفرق والجملة"...
بهذه الدقائق ستستمعون الى صراخات الناس ومكامن الوجع والطلبات المحقة. لا تبرروا مكابرتكم وتقاعسكم بأصوات تنادي هنا وهناك بمطالب سياسية لمآرب معروفة. من أخرج الناس هو الجوع على أمل أن تشبعوا يا سياسيي لبنان يوماُ ما..