وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لو كنت مكان حزب الله

نشر بتاريخ: 26/10/2019 ( آخر تحديث: 26/10/2019 الساعة: 18:37 )
لو كنت مكان حزب الله
الكاتب: فارس الصرفندي
رغم ان الخطابين اللذين خرج بهما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ظل الازمة التي تعصف بلبنان كانا يحملان تحذيرات عميقة لمشهد قاتم باتجاهين احدهما مشهد الفساد والواقع المعيشي الصعب الذي دفع بالالاف للنزول الى الشارع والمطالبة بمحاسبة الفاسدين واعادة اموال الدولة ومشهد ازمة تدمير الدولة وما بعد الحكومة التي يطالب عدد من الفرقاء باستقالتها وتشكيل حكومة تكنوقراط مكانها. والاصابع الخارجية التي ستعود للعب في مستقبل لبنان , السيد نصر الله حاول ان يرسل رسائل التقطها البعض بشكل صحيح وفهمها وادرك مغازيها والبعض الاخرهاجمها واعتبرها بانها خذلان للحراك الشعبي من قبل الرجل الذي يجمع الاعداء والحلفاء على نظافة يده وعلى وطنيته , وحقيقة ان حزب الله في موقف لا يحسد عليه فهو من جهة يدرك ان صوت الشارع محق ويدرك ان الايادي الخارجية قد تاخذ الامور الى خراب لبنان الذي بات حقيقية في دائرة الاستهداف في ظل طائفية تحكم تصرفات الكثيرين ,احد اصدقائي اللبنانيين قال لي بان على حزب الله ان يستثمر الحراك وان يمنع اختراقه من خلال حمله لمطالب الحراك والعمل عليها وان يكون الضمان لتنفيذ خطوات الاصلاح حتى وان كانت بعض الاصوات تهاجم حلفاء الحزب السياسيين , حتى اللحظة الحراك مازال حراكا عادلا ونظيفا وان لم يحمل بالشكل الصحيح سيتحول الى صراع قد يقود البلاد الى حرب اهلية ان حدثت ستحرق الكل ولن يخرج منها احد منتصر.

المشكلة في الحراك اليوم انه بدون رأس وبدون قيادة وهذه ازمة كبيرة بالنسبة لاي حراك او ثورة جماهيرية والمصيبة ان يقفز البعض فوق الحراك ويركب الامواج ليغير اتجاهه نحو قضايا سياسية معقدة وان يخرج عن كونه حراك مطلبي يبحث عن لقمة العيش والكرامة ويحارب الفساد والمفسدين .وعليه فان على حزب الله بما انه موجود في داخل الحكومة ان يكون هو حامل المطالب وان يكون الضامن لتنفيذها كي يمنع استغلال الحراك في الخراب والدمار .

ان اي اختراق للحراك سيكون الهدف منه تدمير لبنان في ظل ما يشكله هذا البلد كدولة مواجهة متقدمة مع الاحتلال الاسرائيلي واذا كان هناك مستهدف حال انتشرت الفوضى والدمار فالمستهدف هي المقاومة وسلاحها ومن تابع القنوات الخليجية سيدرك انها تحاول ان تدفع بالامور الى اشتباك مع المقاومة تحت مسمى انها تحاول ان تفرض حلولا امنية على الحراك وانها من خلال سلاحها وما تملكه من قوة عسكرية تحاول ان (تبلطج ) في الشارع اللبناني والحقيقة ان من يحملون سلاح المقاومة هم انفسهم يعانون من الفساد ومن انقطاع الكهرباء والبطالة والواقع المزري .

اذا على حزب الله من هذه اللحظة ان يكون حاملا للمطالب والضامن لتنفيذ الاصلاح من خلال اقرار القوانين التي تحقق مطالب هذا الحراك وان يفرض حزب الله من خلال قوته السياسية وان يستفيد من الذين يتواجدون في الشوارع بان يكونوا هم الداعمين له في مواجهة اي رفض لتنفيذ الاصلاح من قبل الحكومة ومن فيها سواء الحلفاء او الاعداء وعلى حزب الله ان يقوم بتنفيذ ما جاء في خطاب امينه العام مباشرة وان يتنبه الى اي اختراق امني او ان يكون حامي لاصحاب المطالب المحقة في معركتهم وان لا يسمح بانحراف الحراك الى زوايا ستؤدي الى تدمير لبنان واشغال المقاومة بوضع داخلي متفجر في وقت كل الانظار تتجه الى جنوب لبنان وشمال فلسطين .