وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إغتيال أبو بكر البغدادي .. من ذبح الذباح ؟

نشر بتاريخ: 27/10/2019 ( آخر تحديث: 27/10/2019 الساعة: 11:19 )
إغتيال أبو بكر البغدادي .. من ذبح الذباح ؟
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تزامن قيام السي أي ايه ومخابرات الاقليم بإغتيال ابو بكر البغدادي ، ترامن ذلك مع إندلاع التظاهرات العارمة في العراق . تزامنا غريبا وعجيبا !!!
وتحتفل العواصم العربية بقدرة المخابرات الدولية على إغتيال زعيم داعش ابو بكر البغدادي . رغم أن جميع المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الامريكية كانت من مصادر عربية . وهي إشارة خطيرة على عجز أجهزة المخابرات العربية في أداء مهامها التي لا تجيد سواها .
قامت المخابرات الدولية بتسهيل إنتقال نحو ربع مليون من الشباب المسلم المتطرف الضائع من أنحاء أوروبا وروسيا والعالم الى سوريا والعراق . وكذلك ساهموا في تحويلهم الى أكبر خطر على الأمن العالمي ، رغم أن عشرات الاف الضحايا الذين ذبجتهم داعش كانوا من العرب . في الخطوة الثالثة جمعت المخابرات العالمية المال الكافي لذبح داعش . وقاموا بذبح الذبّاحين .
القصة مكررة .. وسبق وشاهد العالم فلم القاعدة في أفغانستان ، وكيف قامت المخابرات الامريكية بدعم القاعدة وزعيمها السعودي اسامة بن لادن ضد حكم نجيب الله المتحالف مع الروس . وبعدها هجموا وذبحوها ، وإغتالوا اسامة بن لادن ، وادّعوا أنهم رموا بجثته الى البحر . واتضح أنها خدعة أخرى ضد العرب .
هذه العملية تتزامن الاّن مع التظاهرات العارمة التي تجتاح مدن العراق . وتتزامن مع " الصلحة " بين ترامب وبين الرئيس التركي رجب أردوغان . وتتزامن مع مطالبة الحزب الديموقراطي الامريكي نزع الثقة عن الرئيس ترامب .
كل يوم يمضي يؤكد لي أن الحرب الامريكية الدولية ضد العراق ، كانت مجرد مخطط صهيوني لنهب وسبي العراق ردا على قيام الملك الاّشوري نبوخذ نصر بسبي اليهود وأخذهم عبيدا من فلسطين الى بغداد قبل نحو 3000 عام . ولا تزال الحركة الصهيونية لم تنس منذ العام 600 قبل الميلاد وحتى اليوم أن العراق هي التي أذلّتهم وجعلتهم سبايا وعبيدا .
كراهية الصهاينة ( والصهاينة في البيت الأبيض ) للعراق تفوق كل تصوّر . وحتى اليهود العراقيين الذين تم تهجيرهم الى فلسطين بعد العام 1948 هم الذين علّموا اليهود هنا معنى الحضارة وهم الذين أنشأوا تلفزيون اسرائيل ، مثلما أنشأ اليهود المهاجرون من مصر اذاعة للاسرائيليين .

عقدة نبوخذ نصّر لا تزال تطارد كل زعيم صهيوني ، منذ 3000 سنة ، وحتى الحرب العالمية الثانية ، ومن قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981 وصولا لحرب 1948 حين وصل الجيش العراقي الى الطيبة والمثلث وجنين . وسواء يسكن في العراق عبد الكريم قاسم أو عبد السلام عارف أو صدام حسين او الإمام الصدر أو أبو مصعب الزرقاوي وأبو بكر البغدادي .. ستبقى عقدة سبي زعماء مملكة يهودا وهدم معبدهم وجرّهم الى بغداد عبيدا ، واسطورة ياجوج وماجوج محفورة في العقل الصهويني المريض .
رحل ابو بكر البغدادي وابو بكر الزرقاوي وبقيت بغداد .
رحل بوش الصغير وابوه وبقيت الفالوجة وبغداد .
رحل لص البترول ديك تشيني هيلاري كلينتون وبقيت بغداد .

يرحل لصوص النفط ومهربو الاّثار وتجّار الدين وخصيان الطوائف ، وتبقى العراق جامعة الدول العربية بلا منازع ...وتبقى بغداد أهم حواضر العرب .