|
رسالة الى د. حنا ناصر
نشر بتاريخ: 27/10/2019 ( آخر تحديث: 27/10/2019 الساعة: 17:11 )
الكاتب: رامي مهداوي
مُعلمي د. حنا ناصر المحترم
رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية أُحييك بتحية الوطن ،،، أكتب لك هذه الرسالة مع تمنياتي أن تكون بسمتك دائمة الإشراق كما تعودنا عليها النابعة من روحك الوطنية دائمة التفاؤل والعطاء.. أما بعد، ستذهب الى قطاع غزة استكمالاً لكافة المشاورات والجهود مع كل المعنيين لتذليل العقبات بشأن اجراء الانتخابات التشريعية أولاً ثم الرئاسية من أجل عودة الحياة الديمقراطية الفلسطينية التي هي في ذمة الله. كان الله في عونك يا دكتور على هذه المهمة التي يتوق الشعب على أن تكون ناجحة، نعم فهذه قوتك الأساسية في طرح الموضوع بكل قوة على كافة الطاولات بأن الشعب يريد الخلاص من واقعه السيئ من خلال صندوق الإنتخابات ويكفينا تيه وتهلكة، وذكرهم بأن التاريخ لن يرحم من سيقف أمام اعادة اللُحمة الوطنية للجسد المُنهك. أعلم جيداً بأن التحولات الديمقراطية في العالم لم تحدث بكبسة زر، لكن علينا أن نحاول ونحاول ثم نحاول الى أن نجد هذا الزر ونضغط عليه من أجل تدمير كل العوائق التي تحول دون توجه المواطن الفلسطيني الى صندوق الإقتراع، وأعلم أيضاً بأن هذه العوائق تزداد يوم عن يوم وتتكاثر بطريقة مُمأسسة تجعلنا كشعب لا نستطيع تحطيمها وتجاوزها بسبب ارتباطها بقوى أكبر منّا للأسف ما لم يدركوا بأن الضحية بالمحصلة النهائية هي القضية الفلسطينية. لهذا أخبرهم كما علمتنا ونحن في معاركنا التي خضناها ضد بعضنا البعض أيام الحركة الطلابية بأننا بالمحصلة النهائية أبناء قضية واحدة وأننا جميعاً أبناء جامعة بيرزيت، علمهم بأن المصلحة العامة أهم من المصالح الخاصة، علمهم ما علمتنا اياه بأن قرارات الحركة الطلابية تصنع داخل أسوار جامعتنا وليس من طهران ودمشق أو USAID أو الدوحة. دكتور حنا.. فرق كبير بين النظرية والتطبيق، لكن حتى نظريات التحول الديمقراطي التي تعلمتها من مختلف المُفكرين من "صامؤيل هانتغتون" أو "روبرت دال" أو "ألان تورين" لا تنطبق على حالتنا الكارثية، وهذا ما على لجنة الإنتخابات المركزية فهمه حتى تدرك بأن طريقها الى صندوق الإقتراع ليست نزهة وكلما طالت ازدادت صعوبة، بالتالي عليها التعامل مع الواقع بطرق غير تقليدية من حيث الضمانات التي ستطلبها الفصائل من أجل انجاح عملية الإنتخابات، وما هي المتطلبات التي يجب أن تتم من أجل تمهيد الطريق للوصول الى الإنتخابات ليس فقط التشريعية وإنما الرئاسية أيضاً. لهذا يا دكتورنا، إن أردنا أن نمر بهذه المرحلة بسلام عليك مواجهتهم بما يجب أن يسمعوا وليس فقط ما يحبونه، يجب أن يواجهون الواقع كما هو، وواقعنا كأس مرير، يجب على كافة "القيادات" أن تتجرع جزء منه من أجل إنهائه من كل طرف من الأطراف حتى نتخطا هذه المرحلة. لكل اجتهاد معطياته، وأنا أعلم بأنك ستبذل كل الطاقة والأوراق التي لديك، لذلك ليس فقط الرئيس هو من ينتظر عودتك من قطاع غزة، وإنما كل الشارع الفلسطيني سينتظر عودتك وأنت تحمل البشارة، لأن من دونها ستدخل مجدداً قضيتنا الى دهاليز معتمة لا يتمناها الجميع. بإنتظار عودتك،،، |