|
نبيل عمرو يكتب لمعا: فضيحة ذات رؤوس متعددة
نشر بتاريخ: 28/10/2019 ( آخر تحديث: 28/10/2019 الساعة: 19:20 )
عندنا... من لا يزال يعيش في الماضي السحيق أي في الزمن الذي كانت فيه لدى بعض النظم الاستبدادية تهمة جاهزة لمعارضين هي القدح في المقامات العليا.
الحكم الذي صدر بإغلاق مواقع او صفحات الكترونية ينتمي شكلا وموضوعا الى ذلك الزمن، او ان من اصدر الحكم لم تصله بعد اخبار الإقلاع عن استخدام تهمة القدح. وسائل الاعلام التي حولت الكون الى قرية صغيرة لا يخفى على سكانها حتى ادق تفاصيل ما يقع فيها، تناقلت قرار الحجب تارة بالادانة المباشرة وتارة أخرى بالسخرية، وغالبا بلفت نظر الناس الى جهل صاحب القرار بابسط المعلومات المتعلقة بالمواقع الالكترونية، والتي خلاصتها لا قدرة حتى لعباقرة تكميم الافواه وتجفيف الاقلام وتحجيب العقول على اغلاق موقع او صفحة. الفضيحة ... انه وبينما تنزل الملايين الى الشوارع هاتفة من اجل حريتها وكرامتها وحقوقها يظهر من عندنا ونحن الاحوج لكل ما تطالب به الجماهير المغلوبة على امرها، من يصدر باسمنا فضيحة ذات رؤوس متعددة، فهي أولا تلفت النظر الى الجهل بآليات الوسائل الحديثة وكيف تعمل، وهي ثانيا تقول للعالم ان الشعب المحتل والذي يناضل من اجل حريته وفي البدء كانت الكلمة تجد من بين صفوفه من يقمع حرية التعبير وبوسائل بدائية، مستغلا ما وضع بين يديه من سلطة لتستخدم في غير موضعها. لا داعي لأن نطلب من الذي اتخذ القرار ان يتراجع عنه ذلك لأنه ولد ميتا في الأساس، أي ليس قابلا للتطبيق وما حققه فعلا هو نشر رائحة كريهة في وقت دقيق وحساس. المتضررون من هذا القرار كثيرون واولهم القضاء الفلسطيني الذي يفترض انه قيد الإصلاح والترميم والتنقيح، وثانيهم السلطة الفلسطينية المفترض انها قيد اثبات تميزها الإيجابي والحضاري كجسم جدير بالتحول الى دولة حديثة. اما المردود الذي توخاه القرار وفق نظرية القدح في المقامات العليا فقد تحول الى عكسه تماما. |