وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

د.اشتية: على إسرائيل أن تصنع السلام مع نفسها أولا - مطلوب من حماس البدء بتنفيذ اتفاق اليمن

نشر بتاريخ: 24/03/2008 ( آخر تحديث: 24/03/2008 الساعة: 16:29 )
نابلس - معا - قال د. محمد اشتية رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والاعمار "بكدار" اليوم الاثنين، خلال افتتاح مبنى خدمات خاراس، قضاء الخليل، بحضور عدد من ممثلي المجلس المحلي والقروي وشخصيات البلدة، أن دفع العملية السلمية إلى الأمام يجب أن يقف عند حقيقة مفادها "أن هناك تباينات كبيرة داخل الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالمفاوضات، وذلك يبدو جلياً عبر تهديدات ليبرمان السابقة إلى تهديدات شاس اللاحقة وبالتالي فان على إسرائيل أن تصنع السلام مع الائتلاف الحكومي ومع نفسها أولاً، قبل أن تصنع السلام معنا".

وتحدّث د. اشتية في تصريح له تلقت "معا" نسخة منه، أثناء مشاركته في اختتام أعمال تشطيب طابقين من المبنى بمساحة 816 م 2، نفّذ بواسطة بكدار بالتعاون مع المجلس البلدي، وبقيمة إجمالية بلغت 50 ألف دولار بتمويل من المنحة الماليزية، :" أن التشدق الإسرائيلي اليومي باستمرار الاستيطان على أراضي الشعب الفلسطيني والعنجهية الرامية بعرض الحائط لقوانين الشرعية الدولية ولحقوق الشعب الفلسطيني على أراضيه، يعبر عن عدم جدية في الوصول إلى أي حل مع الطرف الفلسطيني".

وحثّ على ضرورة تحرك الإدارة الأمريكية لإثبات جديتها فيما يتعلق بتحريك عملية السلام، وذلك عن طريق الضغط على إسرائيل، وما عدا ذلك فان إسرائيل تبتز الموقف الأمريكي، في وقت سيغادر فيه الرئيس الأمريكي البيت الأبيض لانتهاء ولايته.

واشار د. اشتية أن خسائر الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال لا تقدر بثمن، ومع ذلك فمع استمرار إسرائيل تصعيد ممارساتها على شعبنا، فان على السلطة الفلسطينية مطالبة إسرائيل بتعويضات عن إساءة استخدامها لجميع مرافق الحياة في الضفة الغربية منذ عام 1967 سواء أكان ذلك على صعيد قطاع الطرق أو المياه أو غيره.

ولم يغب تدهور الوضع الاقتصادي عن حديث د. اشتية حيث وصفه بالصعب والآخذ بالتدهور، منعكساً على حياة المواطنين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، فالغلاء يستنزف إمكانيات الناس ويسبب لهم العجز عن تحقيق ابسط متطلبات حياتهم، والفقر والبطالة في تفاقم، وكل هذه المظاهر الأليمة والمحبطة لتطور المجتمع الفلسطيني والنهوض به هي نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارساته من إغلاق وحواجز وغيره.

كما تحدث أيضاً عن نقطة مهمة وواقع مرير يعرقل إنشاء كيان فلسطيني مستقل وموحد جغرافياً، هو التفتيت الجغرافي بين شمال وجنوب ووسط الأراضي الفلسطينية، فغزة الآن منسلخة عن بقية الأراضي الفلسطينية، والقدس معزولة وتعاني التهويد، والخليل منقسمة إلى منطقتين H1 و H2.

وحول المستجدات الأخيرة على الصعيد الداخلي الفلسطيني، قال د.اشتية :" أن اتفاق اليمن خطوة مهمة نحو العودة إلى البيت الواحد وعلى حماس أن تبدأ بالتنفيذ، منوهاً إلى أن الانتخابات المبكرة هي المخرج اليتيم للأزمة الداخلية الفلسطينية.

وشدد على ضرورة السعي قدما في ما يتعلق بوضع حركة فتح، مطالباً بتجديد الدم، وإلا فإن الحركة ستندثر، مؤكداً على أن عقد المجلس الوطني الفلسطيني جلسةً داخلية هو خطوة مهمة نحو إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.

وختم د. اشتية حديثة بسعادته لزيارة قرية خاراس وتنفيذ مشاريع تهدف إلى تطوير البنى التحتية وقطاع الخدمات، مشدداً على ضرورة إعطاء محافظة الخليل عناية استثنائية في المشاريع التنموية والتطويرية.

أما رئيس بلدية خاراس عيسى أبو الجرايس، فقال في كلمة ألقاها أمام الحضور المشاركين في حفل اختتام الأعمال، :" أن البلدة قبل مجيء السلطة الوطنية عانت العزلة والإهمال فكانت محرومة من ابسط المقومات الحياتية كشبكة طرق وكهرباء وخطوط مياه ومدارس وخدمات"، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية أنقذت تلك البلدة من التهميش والإهمال وأحيتها موفرةً لها المتطلبات اللازمة والاكتفاء الذاتي لتدير شؤون مواطنيها على أكمل وجه، وقد استذكر أبو الجرايس الصعوبات التي واجهت كادر البلدية وخاصة من حيث تأمين المكان المريح والدائم مشيرا إلى انتقالهم أكثر من مرة من بيت مستأجر إلى آخر، وبناية إلى أخرى، شاكراً جمعية خاراس الخيرية التي احتضنت البلدية لسنوات عدة في مبناها الخاص، ممتناً لرئيسها السابق محمد عطوان.

وقد شكر "أبو الجرايس" في كلمته كل من د.محمد اشتية وطاقم بكدار لدعمهم للبلدة ، ونبيل عمرو لجهوده في انجاز الملعب والنادي الرياضي ومكتبة البلدة، ورئيس بلدية الخليل خليل العسيلي، ومدير عام الحكم المحلي الأخ عمرو العملة، والمحافظ حسين الأعرج والأجهزة الأمنية وقائد منطقة الخليل سميح الصيفي، وكافة المؤسسات والهيئات الداعمة الأخرى. منوها إلى اعتزازه وتقديره بجهود أول رئيس مجلس قروي الحاج المرحوم "عودة حمدان" الذي بادر بالنهوض بالقرية، والرئيس السابق للبلدة إبراهيم عبد الله قديمات وجهوده المشكورة لتطويرها.

واستعرض أبو الجرايس انجازات البلدية منذ عام 2005 وحتى الآن ومن أهمها ، تطوير شبكة الكهرباء، إعادة تأهيل طرق داخلية، تمديد شبكة مياه داخلية، بناء خزان للمياه، تمديد خطوط صرف صحي، إنشاء طابق ثالث ورابع لمبنى مجمع الخدمات بالتعاون مع بكدار، مشروع تطوير ملعب كرة قدم وعمل حديقة للأطفال، إنشاء عبارة لتصريف مياه الأمطار لمنطقة واد العرب.