نشر بتاريخ: 19/11/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
القدس- معا- اكد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوض العلاقات العربية والصين الشعبية "ان شعبنا وقيادتنا لا يرون فلسطين بدون القدس وان كل محاولات إسرائيل لعزلها عن محيطها وعمقها الجغرافي الممتد في كل الضفة الغربية سيبوء بالفشل".
وشدد على مقولة "القدس الموحدة " التي تتغنى بها دولة الاحتلال سقطت مع اول طعنة سكين نفذها الشهيد مهند الحلبي في باب العمود قبل بضع سنوات.
جاء ذلك في مداخلته خلال ندوة سياسية عقدتها مفوضية التعبئة الفكرية لحركة "فتح" في التعبئة والتنظيم بالتعاون والشراكة مع المؤتمر الوطني الشعبي للقدس وفي مقره يوم الاثنين، حول اثر الحراكات العربية على القضية الفلسطينية، بمشاركة د. احمد جميل عزم مستشار رئيس الوزراء والأستاذ في جامعة بيرزيت وحاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري للحركة امين سر المؤتمر ، فيما قدمت لها القيادية في الحركة نجوى عودة بحضور حشد من المهتمين من مختلف التنظيمات والاطياف الفكرية والسياسية.
وأضاف "لن نعيش في معازل كما تريد إسرائيل"، مؤكدا على ان القضية الفلسطينية هي اهم محطة على مستوى العالم لان فيها ميلاد السيد المسيح عليه السلام ومعراج الرسول محمد عليه الصلاة والسلام .
وقال زكي ان الحراكات العربية مهمة للقضة الفلسطينية في حال حققت إنجازات ، مشيرا الى اننا في عهد المد الثوري نتقدم وفي مرحلة الجزر نتراجع.
وأضاف ان أي حراك يفشل سينعكس علينا وبالضرورة بشكل سلبي ولكن في حال تحققت نتائج إيجابية فانه سيكون لنا رصيد احتياط لتحركنا الى الامام.
واستذكر نتائج الحراك في تونس معلقا الآمال على الحراك الشعبي في لبنان بأن يحقق الأهداف التي انطلق من اجلها وان يظفر الشعب بحكومة وطنية تحقق له الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي وتخرجه من الازمات الكبيرة التي يعاني منها.
وتحدق القائد الكبير في حركة "فتح" عن الوضع العربي برمته وانعكاس الضعف الذي يعتري الحومات والشعوب على القضية الفلسطينية وقال انه لو كان هناك وضع عربي متماسك وقوي لتمكنا من ممارسة دورنا كدولة مراقبة في العام 2012، مشددا على ان إسرائيل انتهزت فرصة هذا الضعف وانعكاسه علينا ومارست كل اشكال الغطرسة واستطاعت ان تقف حائلا دون ممارستنا لهذا الحق.
وتحدث عضو اللجنة المركزية لحركة " فتح" الذي أشاد بالمؤتمر الوطني الشعبي للقدس وبأمينه العام اللواء بلال النتشة والذي قال انه احد اهم الاعمدة التي تعمل على حضور القدس على جدول اعمال العالم ، عن الخلافات الداخلية في الحركة الطافية على السطح ، مشيرا الى اننا لا نستطيع تجاوزها وعلى الجميع قيادة وقاعدة التكاتف الجدي من اجل الخروج من هذه الازمة ، معتبرا ان قوة فتح تكمن في جماهيريتها الواسعة وواقعيتها ومرونتها وعدم جمودها العقائدي.
وتابع "كان الشهيد أبو عمار يقول : اللقاء على راض المعركة " ن مؤكدا ان حركة لا يمكن ان ينتهي دورها طالما هناك احتلال
بدوره تحدث الاكاديمي والمحلل السياسي د. احمد جميل عزم موضحا الفروق في المعنى بين الحراك والحركة والهبة والانتفاضة ، مقدما لمحة تاريخية عن الحراكات الغربية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي والتي استطاعت ان تحقق إنجازات سياسية عظيمة ملموسة على الأرض كما حدث في بودابست عام 56 وبراغ عام 68 والثورة الطلابية في فرنسا التي تمكنت من تغيير شكل النظام السياسي.
وقال ان الحراك في لبنان سمته الأساسية ان الجماهير تعرف ما لا تريد ولا تعرف ما تريد بمعنى ان الشعارات الكبيرة المرفوعة والتي لا تقف خلفها أحزاب او طوائف تريد اسقاط الطبقة السياسية الحاكمة ولكنها في الوقت ذاته لا تعرف ماذا تريد بعد ذلك وهذا مسالة جوهرية عليهم التنبه لها.
وأشار الى ان معظم الحراكات لا توجد فيها قيادة مركزية وان كل ما تطرحه مؤقت لذلك فانه زائل . وقال انه على مدى عشر سنوات من الحركات في الوطن العربي لا يوجد شيء يستمر وعلى مدى السنوات الماضية بدأ الشعور لدى الغالبية بان فكرة الحراكات يعتريها الكثير من المشاكل.
وتطرق عزم الى الانتفاضة الفلسطينية الكبرى عام 1987 وقال انها كانت في البداية شعبية عفوية وغير مؤطرة ولكنها في مرحلة لاحقة ومبكرة تشكلت لها قيادة مركزية من التنظيمات والأحزاب الفلسطينية واصبح لها برنامج سياسي ونضالي واهداف يكافح الناس من اجل تحقيقها الامر الذي أدى الى نجاحها.
وفي هذا السياق تحدث الأستاذ الجامعي عن انتفاضة السكاكين في العام 2015 وأشار الى الشهيدة هديل عواد من مخيم قلنديا وقال ان الثورة التكنولوجية أحدثت تغيرا في مفاهيم الشباب وتوجهاتهم نحو تمجيد الشهداء فقد تمكن هؤلاء من اصدار البوم يشمل عددا من الاغاني التي تعلي من شأن الشهيدة من خلال دبلجة الموسيقى الموجودة على المواقع الالكترونية مع الكلمات ، مضيفا ان هذا التحول يؤكد ان الشعب لم يعد بحاجة للحزب ليرسم له توجهاته .
وقال ان العالم كان يتغير بين 50-60 سنة اما اليوم فانه يتغير كل خمس سنوات . وأشار الى ان حركة " فتح" في الستينيات كانت قادرة على تتفهم مطالب الجماهير بمعنى " دع الف زهرة تتفتح في البستان" اما الان فان الواقع تغير كثيرا ، موضحا ان الحركة فيها برنامج وبنية تنظيمية وثقافة وديمومة فيما "الحراك " لا يوجد فيه استمرارية . وقال ان الواقع الموضوعي يتفجر على شكل حراكات اما الانتفاضة فتكون مؤطرة وممنهجة ولها قيادة مركزية.
وتخلل الندوة عددا من المداخلات من قبل الحضور تمحورت حول الواقع الذي تعيشه فلسطين في ضوء الانقسام السياسي والجغرافي بين الضفة والقطاع واثر ذلك على القضية الفلسطينية برمتها وكذلك حول العدوان الذي تشنه إسرائيل على غزة بين الحين والأخر وما الهدف منه وما هي الاليات التي يمكن استخدامها للخروج من المأزق الحالي.