الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة العربية الفلسطينية: يجب تغليب المصالح العليا للشعب الفلسطيني في اي اتفاق

نشر بتاريخ: 25/03/2008 ( آخر تحديث: 25/03/2008 الساعة: 19:31 )
رام الله- معا- عقدت قيادة الجبهة العربية الفلسطينية لساحة الضفة الغربية وقيادة اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطيني في محافظات الضفة اجتماعاً موسعاً حضره الأمين العام للجبهة جميل شحادة ، تدارسوا خلاله الوضع السياسي الراهن في الساحة الفلسطينية سواء على الوضع الداخل الفلسطيني أو على صعيد مواجهة الاحتلال.

وفي استعراضه للوضع السياسي العام قال الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية إن ما تعانيه الساحة الفلسطينية من انقسام سياسي وجغرافي هو وضع خطير للغاية يعكس نفسه على كافة الصعد في حياة الشعب الفلسطيني ، مضيفاً : إن هذه الحالة ألحقت ضرراً شديداً بقضيتنا الوطنية ومستقبل شعبنا ولا زالت تفرز نتائجها الوخيمة على المستوى الوطني إذ حرفت وجهة نضال شعبنا عن مساره الطبيعي في مواجهة الاحتلال فضلاً عن ما ألحقته من ضرر في النسيج الاجتماعي الفلسطيني ، كما ساهمت في تشويه صورة نضال الشعب الفلسطيني ما أدى إلى تراجع القضية الفلسطينية على المستوى الدولي الذي أصبح يتعاطى مع الموضوع على أساس إن المشكلة في الجانب الفلسطيني بعد أن استطاع شعبنا وعلى مدار سنوات نضاله إن يدفع العالم إلى الإقرار بان المشكلة تكمن في الاحتلال وإجراءاته وان الطريق إلى تحقيق الأمن والسلام في المنطقة يبدأ بإنهاء الاحتلال .

وقال الأمين العام إن الانقسام هو نتيجة لتعدد الرؤى والبرامج في الساحة الفلسطينية وما أنتجته من صراع بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة ، موضحاً إن كل محاولات التوفيق بين هذه البرامج والجهود التي بذلت لم تكن على المستوى المطلوب لأنها عالجت ظاهر الإشكاليات التي طرأت وطفت على السطح دون معالجة الاختلافات الجدية، مشيراً إلى اتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس وما عكسه من توجه الحركتين إلى مبدأ المحاصصة بدلاً من التوافق الوطني الذي ظهر في وثيقة الوفاق الوطني .

وأضاف الأمين العام إن أي حوار فلسطيني لا يكون شاملاً ولا يقوم على أساس تغليب المصالح العليا للشعب الفلسطيني والابتعاد عن البحث عن مصالح فئوية وحزبية ضيقة لن يكتب له النجاح وسيكون عبئا على شعبنا إذ أثبتت التجربة إن اتفاقات المحاصصة والابتعاد عن معالجة جوهر الإشكاليات والتعقيدات في الساحة الفلسطينية ألحقت الضرر بقضيتنا وشعبنا وكان نتيجته هذا الانقسام الخطير في الساحة الفلسطينية ، مشددا على إن الطريق الوحيد لصيانة الوضع الفلسطيني وإعادته إلى بر الأمان هو الحوار الوطني الشامل الذي يضم الجميع والذي يعمل على توحيد الرؤى الفلسطينية ضمن برنامج وطني يقوم على أساس إن كافة الخيارات مفتوحة أمام شعبنا لاسترداد حقوقه السليبة ، وهذا ما أثبته التجربة في الحوارات الشاملة إذ استطاع الكل الفلسطيني إن يوجد القواسم المشتركة بين هذه البرامج كما ظهر في إعلان القاهرة وفي وثيقة الوفاق الوطني، داعياً إلى عدم تجاوز أي حوار قادم لما تم التوافق بشأنه في الحوارات السابقة .

وحول المبادرة اليمنية قال الأمين العام : إن الجبهة ترحب بأي جهد ومساعي لإنهاء الانقسام وهي تعتبر المبادرة اليمينة خطوة مهمة لإنهاء الانقسام وإزالة معالمه على الأرض واتخاذ إجراءات شجاعة لتهيئة الأجواء للبدء بالحوار الوطني الشامل والجاد على أساس تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني .

وفي جانب آخر أوضح الأمين العام إن اجتماع انابوليس الدولي الذي دعت له الولايات المتحدة الأمريكية لم يقدم حلولا سياسية ، هذا بالإضافة إلى إن إسرائيل سعت منذ اللحظات الأولى إلى إفشال كل الجهود التي تبذل من اجل إحلال السلام وعملت على التهرب من التزاماتها لتؤكد بذلك عدم جديتها، من خلال مواصلة أعمال الاستيطانية بل وزادت من وتيرتها فيما بعد انابوليس ضاربة بعرض الحائط كل الدعوات الدولية لوقفها، كما تواصل بنائها للجدار الفاصل لفرض أمر واقع على الأرض يستبق المفاوضات ويعمل على تكريس الرؤية الإسرائيلية للحل، فضلا عن ذلك فإنها تمارس عملية تضليل كبيرة للمجتمع الدولي من خلال إصرارها على مواصلة المفاوضات وهي في ذات الوقت تعمل على إفراغها من مضمونها دون إن تبدي أي التزام باستحقاقات السلام فهي لا زالت تواصل عدوانها على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية وتستمر في اجتياحاتها ومداهماتها للقرى والمدن والمخيمات الفلسطينية وتمارس حملات الاعتقال الجماعي وتبقي على حواجزها التي تقطع أوصال الوطن تحت حجج توفير الأمن لمواطنيها .

وأوضح الأمين العام إن إسرائيل لن توقف عدوانها وتواصل التهرب من التزاماتها مستفيدة من حالة التأزيم في الحالة الوطنية الفلسطينية، ولا زالوا يواصلون محاولاتهم في الإيحاء بأن هناك تهديد لوجود الكيان الاسرائيلي كله، وهذا يوحي ويؤشر إلى أن الإسرائيليين يعملون جاهدين على أن يطغى الأمن الإسرائيلي والقضايا السياسية والحياتية للشعب الفلسطيني على جوهر القضية الفلسطينية، وهذا ما تعمل إسرائيل الآن على تحقيقه، حيث تستمر في تصعيدها العسكري من أجل تغييب المفاوضات، لأنها تدرك أن أكثر شيء يشكل خطورة عليها الآن هي المفاوضات وما تفرضه عليها من التزامات لا تريد الإيفاء بها.

وأضاف الأمين العام" إننا نرى أن المرحلة القادمة هي صعبة وقاسية وهناك خطورة حقيقية على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وهذه مسؤوليتنا جميعاً، ومسؤولية كافة فصائلنا الوطنية التي يجب عليها أن تتجمع وتتوافق وتحدد الصيغة التي يتم التعامل فيها مع هذا المخطط الجهنمي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني .