نشر بتاريخ: 25/03/2008 ( آخر تحديث: 25/03/2008 الساعة: 21:09 )
بيت لحم - معا - عندما بدأت اكتب هذه السطور لم يراودني سوى الحصار الخانق الذي يتعرض له قطاعنا الحبيب، وخاصة من تتعرض له الرياضة الفلسطينية من تهميشٍ ظالم طال مختلف الألعاب الرياضية، وزاد الطين بله مشاكل الوزيرة أبو دقة مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وما صاحبه من تجميد للحركة الرياضية إلا من بعض النشاطات الرياضية الذاتية كنشاط وزارة الشباب والرياضة في غزة وإقامتها بطولة القدس الكروية وتنظيم نادي الصداقة لبطولات شهداء الحركة الرياضية، وغير ذلك فقد صاب الشللُ الرياضةَ الفلسطينية، لكن قارئ هذا المقال يستغرب لماذا توقفت الرياضة الفلسطينية في غزة بهذا الشكل وكأن زلزلاً أصابها وابتلعتها الأرض عن بكرة أبيها ؟!
الإجابة الشافية والكافية: "شماعة الأوضاع" عند أصحاب النفوس الضعيفة في القطاع الرياضي، لكنني اتركُ الإجابة للقارئ وهي أن الرياضة الفلسطينية الغزية تم تسييسها بشكلٍ مخزٍ من قِبَلِ الأندية الفلسطينية المنتشرة من رفح جنوباً إلى بيت حانون شمالاً، وأصبح كل من "هبَّ ودبَّ" يفهم في الرياضة، وبعد أن كانت الرياضة الفلسطينية تحمل شعار "المحبة , المودة , الأخوة " أصبحت بعض الأندية قلاعاً للشيشة والسيجارة وللتنظيم والفصيل هذا وذلك، وكأننا نعيش في كوكبِ مصاصي الدماء، والأهم من ذلك أننا أصبحنا نخاف من غول الراتب والتهديد بقطع الأرزاق، فما كاد اتحاد الكرة يُطلق بطولة الاستقلال لجيل الشباب حتى جاءت المشاكل والعراقيل لتقف في وجه جيل رياضي سوف ينتهي بعد سنوات، فالناظر للوضع الرياضي الفلسطيني في الضفة وغزة منذ عشر سنوات ماضية يجد نكسات وراء الهزائم، فالمنتخب الفلسطيني لكرة القدم الأول أصبح جسر العبور لجميع المنتخبات العربية والدولية، وأصبحنا نبتهل لله سبحانه وتعالي أن لا يسافر منتخبنا لأية مسابقة وبطولة للخارج وأن يتم منعه من قبل الإسرائيليين، وذلك للحالة المزرية والهزائم القياسية التي منيت بها الشباك الفلسطينية، والدليل هو مواجهة سنغافورة في لقاء الإياب ضمن تصفيات كأس العالم التمهيدية 2010 في جنوب إفريقيا والهزيمة بأربعة أهداف مع الرحمة !!.. وكنا ننتظر الهزيمة بالعشرة في لقاء الذهاب في سنغافورة لكن الله لطف بنا وأُغلقت المعابر في وجه المنتخبات الوطنية .
"إلى ما يشتري يتفرج" مثلٌ شعبيٌ عربيٌ انطبق على حال منتخبنا الوطني للناشئين الذي شارك بالبطولة الأخيرة في الأمارات وكانت أقلُ نتيجةٍ خَسِرَها 6/1 وأكبرها 9/صفر، نعم صار اللاعبون في المنتخبات الأخرى يتناوبون ويهللون لإحراز الأهداف في مرمى المنتخب الفلسطيني المهلل وشبكة الصيد التي تصطاد كل الأهداف من كل الاتجاهات والزوايا .
المطلوب يا سادة يا كرام أن نقف يداً واحدةً وجسداً رياضياً متحداً في وجه كل مخرب للحركة الرياضية، ولابُد أن يَعيَ الرياضي الصغير قبل الكبير أن على عاتقه وحول رقبته أمانةَ الوطن ورفعَ العلم الفلسطيني والابتعادَ عن التجاذبات السياسية التي ذهبت فينا إلى أسوار الجحيم وأغلقت أبواب الرياضة .
قال تعالي في كتابه العظيم
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون "
[email protected]