سياسة اسرائيلية عنصرية جديدة تجاه معلمي الضفة الغربية العاملين في مدارس القدس
نشر بتاريخ: 20/10/2005 ( آخر تحديث: 20/10/2005 الساعة: 18:09 )
القدس - معا - بدات سلطات الاحتلال الاسرائيلية انتهاج سياسة جديدة في تعاملها مع التصاريح التي تمنحها لمعلمين الفلسطينيين من مواطني الضفة الغربية العاملين في مدارس القدس المحتلة.
حيث رد مكتب التنسيق والارتباط المدني الاسرائيلي طلبات الحصول على تصاريح الى نحو 14 معلما من مواطني الضفة يعملون في مدرسة دار الطفل العربي بالمدينة .
ولوحظ ان التصاريح المرفوضة حملت عبارات تنطوي على اثارة النعرات الطائفية عندما بررت سلطات الاحتلال رفضها لتصاريح المعلمين بكونهم غير مسحيين وهو ما اثار استهجان واستنكار المعلمين المسحيين والذين اعتبروا الاجراء الاسرائيلي عنصريا يستهدف دق الاسافين بين ابناء الشعب الفلسطيني .
وقالت المربية ماهرة الدجاني مديرة مديرة مدرسة دار الطفل العربي " ان الاجراء الاسرائيلي هذا يعد مساسا بمشاعر المسحيين قبل المسلمين نرفضه وندينه واضافت " لقد صدمنا من الردود التي دونت على الطلبات المرفوضة والتي لم تكن صادقة ومثيرة للمشاعر .
وتشير المربية الدجاني الى ان الطلب الوحيد الذي تمت الموافقة عليه هو لمواطنة مقدسية من بيت جالا وما عدا ذلك فقد رفضت, بسبب الانتماء الديني لاصحابها .
وتضيف " الامر ذاته حدث مع محامي المدرسة قبل ايام ".
المربية الدجاني التي تشرف على مدرسة يدرس فيها حالياً 1179 طالبة لا تخفي قلقها من المصير الذي يتهدد مستقبل الهيئة التدريسية , ومعظمها من ذوي الكفائات والخبرة ممتدة على مدى عشرات السنين. وتضيف " ربما نتدبر انفسنا بالبحث عن بدائل ... لكن ما مصير معلمينا ؟؟!! وما مصير قسم اليتيمات اللواتي تضائل عددهن بعد عزل القدسعن الضفة وغزة ليصل الى 57 طالبة فقط بعد ان كان هذا القسم يأوى اكثر من 300 طالبة يتيمة.
ولعل العراقيل امام منع تصاريح العمل لمعلمين مدارس دار الطفل العربي ليست الوحيدة فهناك مضايقات عديدة تعرضت لها ادارة المدرسة مؤخرا من قبل المخابرات الاسرائيلية التي حضر افرادها قبل رمضان واستجوبوا مدير المدرسة حول عمل معلمي الضفة لديه دون تصاريح... كما سالوه عن علاقة المدرسة بالانتخابات الفلسطينية, او فيما اذا كانت تنظم لمهرجانات سياسية داخلها؟
واثار القرار الاسرئيلي الجديد غضبا في واسط عدد من رجال الدين المسيحيين . وقال الاشمندرية الاب د. عطاالله حنا الناطق باسم الكنيسة الارثذوكسية انه اجراء يريد به الفتنة وهو خطير واضاف اننا نستنكر بشدة هذا الاجراء الذي نقرأ بين طياته نوعا من الخبث ودس السم بطريقة غريبة تهدف الى اعطاء الانطباع وكان هناك تفضيلا لطائفة على طائفة , ولفئة على اخرى , ونؤكد باننا في هذا البلد وبنوع خاص في مدينة القدس مسلمين ومسيحيين ننتمي الى شعب واحد والى اسرة وطنية واحدة ومحاولات اثارة الفتنة في صفوفنا من اي جهة كانت سيتم افشالها لان شعبنا شعب حضاري ومثقف ويتحلى بالوطنية والحكمة والدراية , وهو قادر على معرفة خطة الانجاس زاراء ما يرسم لنا لالهائنا بامور هامشية وبدل العمل الاساسي وهو بناء دولتنا وتحرير ما هو محتل من هذه الارض.
أما الاب رائد ابو ساحلية - كاهن رعية بطريركية اللاتين في الطيبة , فوصف الاجراء الاسرائيلي بانه تصرف عنصري مدان من طرفنا وغير مقبول واضاف لا يوجد بالنسبة الينا تميز بين معلمينا ان كانو مسيحيين ام مسلمين , وكذلك الحال بالنسبة للطلبة , فالقدس كانت دائماً وابدا مرتبطة بالضفة الغربية وحرية الوصول اليها لا يتعلق بالتعليم فحسب او بالعمل في مدارسها.. بل في كل شيء سواء في حرية الوصول الى اماكن العبادة المقدسة للصلاة او الحصول على العلاج في مشافيها ولكن ما هو قائم حاليا ان القدس وللاسف : مفتوحة للاسرائيليين وللسياح الاجانب لكنها ممنوعة علينا كفلسطينيين لذال نحن نطالب بان تكون القدس مفتوحة لجميع ابناء الديانات .
من ناحية اعتبر د. سليمان الربضي مدير مدرسة الفريرفي القدس الاجراء الاسرائيلي بانه محاولة لـ ..دق اسافين " واصطياد في المياه العكرة, مشددا على ان الاعاقات التي تواجه العملية التعليمية في القدس تطال جميع المدارس بما في ذلك التي يمنح معلموها تصاريح دخول لا تلبث ان تفقد قيمتها خلال الاغلاقات المشددة التي يفرضها الاحتلال .
واكد الربضي ان ادارة المدرسة لم تقم باتصالات مباشرة مع الارتباط للحصول على هذه التصاريح ولكن تم رفع قائمة الاسماء عبر وزارة الاديان تم رفض بعضها.
اما احمد صبح وكيل وزارة الاعلام فقد اعتبر الاجراء الاسرائيلي بخصوص تصاريح الدخول الى القدس بانه محاولة لاثارة نعرات دينية وقال" هذه وسيلة يتبعها الاحتلال لشق وحدة صف شعبنا وهو مرفوض وطنيا وفلسطينيا . واضاف " من الواضح ام هناك تصعيدا اسرائيليا شاملا الهدف منه اغراقنا في مجمل قضايا تفصيلية لمنع اي محاولة لاعطاء زخم لعملية السلام واشغال عن القضايا الجوهرية وتوسيع المستوطنات ومصادرة الاراضي .