نشر بتاريخ: 23/11/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
واشنطن - معا- قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ان فرص نجاح خطة السلام الأمريكية والمعروفة إعلاميا " صفقة القرن " باتت ضئيلة جدا ، بسبب استمرار المأزق السياسي في إسرائيل والمعارضة الشديدة التي تبديها القيادة الفلسطينية لهذه الخطة.
إذ ألقى تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، يوم الإثنين 18 تشرين الثاني، بأنَّ الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية بموجب القانون الدولي، إلى جانب إمكانية إجراء انتخابات إسرائيلية ثالثة لحل الأزمة المستمرة منذ أشهر في السياسة الإسرائيلية، المزيد من الشكوك حول إمكانية نجاح المقترح، الذي طال انتظار إعلانه من ترامب، في حل الصراع الإقليمي المستمر منذ 70 عاماً بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ومع أنَّ بومبيو قال إنَّ وجهة نظر إدارة ترامب بشأن المستوطنات ستجعل تحقيق السلام أسهل، يُصَر الفلسطينيون، إلى جانب العديد من الحكومات الأجنبية والساسة الإسرائيليين، على عكس ذلك. وإذا كانت هناك انتخابات ستُعقَد لتحديد إمكانية استمرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منصبه، فلن تُجرى قبل أوائل الربيع المقبل.
وفي هذا الصدد، قال إيلان غولدنبرغ -مسئول ملف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما- الذي عاد مؤخراً من زيارةٍ استمرت أسبوعاً إلى إسرائيل، حيث التقى بمسؤولين بارزين: لا أحد يُصدِّق أنَّ هذه الخطة ستُعلَن. فهي لم تُطرَح ولو مرةً واحدة.
لكنَّ مسؤولي إدارة ترامب يُصرون على أنَّ الخطة التي اكتملت قبل أشهر بإشراف جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره البارز، والتى عرفت إعلامياً بـ صفقة القرن ستُعلَن مستقبلاً، بالرغم من فشل التنبؤات السابقة بموعد إعلانها.
فعلى مر الشهرين الماضيين، يؤجِّل البيت الأبيض إعلان الخطة في ظل تنافس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وُمنافسه السياسي الرئيسي بيني غانتس ، الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، على تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي شهدتها إسرائيل في 17 /أيلول الماضي.
لكنَّ نتنياهو حاول بالفعل تشكيل حكومةٍ وفشل. وبعد فشل غانتس كذلك من تشكيلها أيضاً، فمن المرجح أن تجري إسرائيل انتخابات جديدة في آذار من العام المُقبل 2020.
ويعتقد الكثير من المحللين وبعض المسئولين في الإدارة الأمريكية أنَّ ذلك قد يدفع ترامب إلى إعلان خطته وعدم الانتظار حتى تستقر إسرائيل في النهاية على قيادتها السياسية.
ويقال إنَّ كوشنر، الذي كلَّفه ترامب في وقتٍ مبكر من ولاية الرئاسية بتولِّي دورٍ أصبح رمزاً للمشكلات المستعصية، متحمسٌ لفعل ذلك.
يُذكَر أنَّ كوشنر وجيسون غرينبلات، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط والمحامي السابق لمنظمة ترامب، صاغا خطةً ما زالت تفاصيلها سرية، ولكن يُعتقد أنها تنحاز بشدة إلى إسرائيل في العديد من القضايا الإقليمية والسياسية المتنازع عليها منذ فترة طويلة، بما في ذلك المستوطنات الإسرائيلية. ويبدو أنَّ الخطة تحاول تخفيف حدة أزمة الفلسطينيين بضخ استثمارات عربية كبرى في اقتصادهم بترتيبٍ من كوشنر.
لكنَّ الفلسطينيين لم يُظهِروا اهتماماً كبيراً بهذه الصفقة، ويرفضون منذ فترةٍ طويلة التواصل مع كوشنر وغيره من مسئولي إدارة ترامب.
إذ يقول القادة الفلسطينيون إنَّ إدارة ترامب تتبنَّى نهجاً عقابياً تجاه مصالحهم بإتباعها بعض السياسات مثل الاعتراف ب القدس عاصمةً لإسرائيل، وقطع المساعدات الأمريكية عن الضفة الغربية وقطاع غزة ، وإغلاق قنصلية السلطة الفلسطينية في واشنطن، وتصريح بومبيو الأخير يوم الاثنين، الذي اعتبره الكثيرون تأييداً لبناء المستوطنات الإسرائيلية.
غير أنَّ مسئولي إدارة ترامب أكَّدوا أنَّ ذلك لن يوقفهم، فيما يقول بعض المحللين إنَّ فريق ترامب مستعد لطرح الخطة حتى وإن كان متيقناً من فشلها فور إعلانها.
إذ قال ديفيد ماكوفسكي، وهو زميل أول في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى عمل في فريق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط في إدارة أوباما، متحدثاً عن إدارة ترامب: إنهم يرون أنها رؤيةٌ أكثر منها خطة . وأضاف أنَّ إدارة ترامب تأمل في إقامة أساسٍ تاريخي، كي يستطيعوا استخدامه أساساً للمفاوضات المستقبلية في حال إعادة انتخابهم .
وعلى الصعيد السياسي الداخلي، يصور ترامب نفسه على أنَّه شخصٌ ناجح في إبرام الصفقات، بينما يسعى إلى ملء سجله قبل الانتخابات بشيء قد يستفيد منه إذا اعتُبِر أنَّه يُقدِّم مخططاً لحل النزاع.