الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العبسي يدعو الى تجسيد الواقع الفلسطيني من خلال الإنتاج الفني

نشر بتاريخ: 26/03/2008 ( آخر تحديث: 26/03/2008 الساعة: 09:42 )
غزة- معا- قال المخرج الفلسطيني الدكتور سويلم العبسي، إن السينما من أكثر وسائل الاتصال تأثيراً وقدرة في نقل واقع الشعب الفلسطيني وقضيته على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مشدداً على ضرورة وضع السينما الفلسطينية على سلم الأولويات الإعلامية والثقافية العربية والفلسطينية.

وقال العبسي، في تصريح له على هامش العرض الأول لفيلمه الروائي القصير " انتزاع" الذي يعالج نموذج من معاناة الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي: إن الهدف من صناعة الأفلام الفلسطينية، هو حمل قضيتنا إلى العالم، من خلال عرض الأفلام الوثائقية والروائية والتسجيلية التي تجسد الواقع وتحكي معاناة شعبنا، ومن ثم تغير الصورة النمطية والذهنية التي ترتسم عن شعبنا في الغرب".

وأضاف أن السينما الفلسطينية رغم أهميتها الكبيرة كونها تجبر حواس الإنسان المشاهد كلها على المشاركة والمتابعة، مما تجعل المشاهد عنصراً من عناصر الفيلم نفسه، وتهيمن عليه وتؤثر فيه، الا أنها لم تأخذ بعد الأهمية التي تستحقها.

وحول فكرة الفيلم الذي يحمل اسم "انتزاع" والذي تم عرضه اليوم في مقر جمعية بادر للتنمية والإعمار في مدينة غزة، أوضح الدكتور العبسي أن الفيلم هو من الدراما الاجتماعية، التي تسلط الضوء على معاناة الأسرى القابعين تحت الاحتلال وذويهم، من أجل المساهمة في نشر معاناة هذه الشريحة وإثارة الجدل حول قضيتهم من خلال المشاركة في المهرجانات الدولية، بالإضافة إلى عرض نموذج من معاناة المرأة الفلسطينية ومواقفها النضالية.

وقال: إن قصة الفيلم هي قصة حقيقية قمنا بترجمتها من خلال هذا العمل، وأردنا أن يكون عنوانه رسالة لكل فلسطيني ورسالة إلى كافة المؤسسات الحقوقية والدول التي تنادي بالحرية، من خلال ترجمة فكرة "أن الحرية لا تهدي بل تنتزع".

وتدور أحداث الفيلم، حول زوجين كانا يعيشان حياة سعيدة قبل اعتقال قوات الاحتلال للزوج والحكم عليه بثلاث مؤبدات، في وقت رفضت فيه الزوجة التخلي عن زوجها والطلاق منه من أجل الوعد والحب الصادق، وبعد 15 عاماً من الانتظار تصر الزوجة على الأخذ من دمه وإجراء عملية زراعة، رغم رفض الأهل خوفا من المجهول وأحكام المجتمع والعادات والتقاليد، الأمر الذي شكل حالة من الصراع داخل الزوجة والتحدي والتقدم نحو الأمل لتنجب طفلها الجديد.

وفي السياق ذاته ثمن الدكتور العبسي، دور جميع الفنيين والعاملين في الفيلم، عصام شاهين المخرج المسرحي وفرقة مسرح المشاهد وفرقة مسرح المشاهد وكافة من شارك في إنجاح هذا العمل.

ودعا المؤسسات المعنية المحلية والدولية، إلى العمل على مساعدة المبدعين وإعطائهم الفرصة لتقديم نتاجات فنية تخدم القضية الفلسطينية، مؤكداً على أهمية حرية التعبير الفكري والإبداعي بصفتها الوسيلة الوحيدة التي ستعطي الأعمال الفنية ذلك العمق وتلك المشروعية والمصداقية الإنسانية التي تجعلها قادرة على المساهمة في عملية التطور وخدمة القضية.

وانتقد الدكتور العبسي رفض بعض المحطات الفضائية العربية والعالمية بث الإنتاج الفني الفلسطيني الذي يبتعد عن الصرعات الفنية التي تعرضها الفضائيات في هذا الوقت.

ومن الجدير بالذكر أن العمل في إنتاج فيلم "انتزاع"، الذي قامت بإنتاجه العنود للإنتاج الفني والتوزيع، استمر لمدة عام من العمل المتواصل.

ويذكر أن العنود قامت بإنتاج عدد من المسلسلات والأفلام منها فيلم (الملازم) ومسلسل (وأنتي يا قدس) وغيرها من الأعمال الفنية التي تعرض على الفضائيات العربية، وتنقل معاناة الشعب الفلسطيني وتناصره في كافة أنحاء الوطن وفي الشتات.