نشر بتاريخ: 25/11/2019 ( آخر تحديث: 25/11/2019 الساعة: 17:06 )
القدس- معا- أنهت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) دراسة حول التجارب التي تعيشها النساء في قطاع غزة؛ وشكلت تلك التجارب الأساس لتقرير حمل عنوان "كيف تتأقلم" تم إطلاقه اليوم كجزء من حملة الأونروا السنوية
أعطوا_غزة.
وينظر التقرير في آليات التأقلم التي يتبعها الناس في غزة، وخصوصا النساء، من أجل معرفة كيف يقومون بتلبية الاحتياجات في الظروف الاستثنائية الصعبة التي يعيشونها.
وتقول الدكتورة دوروثي كلاوس مدير دائرة الإغاثة والخدمات الاجتماعية والمفوضة بالتقرير: "في مكان يعيش تحت حصار طيلة ما يقارب من 13 سنة، ومع ارتفاع معدل الفقر إلى 53%، وحيث أن أكثر من 70% من السكان هم لاجئون من فلسطين، فقد كنا بحاجة إلى فهم- بعيدا عن الإحصائيات- كيف تقوم النساء بإدارة الحياة يوما بعد يوم".
وتضيف كلاوس قائلة: "كيف بالضبط تقمن بالتأقلم مع بيئة معيشية تتسم بأنها تعاني من ضغوط اقتصادية واجتماعية كبيرة؟ هل كان عليهن أن يقمن بتغيير عادات موروثة منذ زمن طويل لكي يتمكن من الإبقاء على حياتهن وحياة عائلاتهن معا؟ هل شاهدن أدوارهن التقليدية تتغير مع مرور السنين، وإذا كان ذلك صحيحا، فبأية طريقة وماذا كان الثمن – على الصعيد النفسي وغيره؟"
تعتمد هذه الدراسة على المقابلات وعلى نقاشات مجموعات التركيز مع المرأة في غزة، وهي إلى حد كبير تحقيق نوعي في المقايضات التي يقمن بها من أجل تأمين الاحتياجات الأساسية، علاوة على الآثار الجسدية والنفسية والاجتماعية لتلك الخيارات على المرأة وعلى المجتمع. ويسعى التقرير، الذي يستخدم العشرات من القصص والروايات الشفهية المقنعة للاجئات فلسطين المتضررات في غزة، إلى الإجابة على أسئلة رئيسة تشمل: ما هو الثمن الذي تدفعه النساء في كل أزمة؟ ما هي السبل التي يقمن بتطبيقها من أجل التأقلم مع القيود الشديدة على الموارد، ومع القيود الشديدة على الحرية الشخصية ومع اقتصاد مشوه وتعرض متكرر لأعمال العنف، بما في ذلك العنف المبني على النوع الاجتماعي؟ كيف تغير دورهن القياسي الجنساني وكيف أثر هذا التغير على رفاههن الجسدي والنفسي كأفراد وعلى مكانهن في الأسرة ومع المجتمع الأوسع؟
"إن الاستماع إلى كل تلك النسوة خلال إجراء المسح قد كانت تجربة تبعث على التواضع بشكل كبير"، تقول الدكتورة كلاوس مضيفة: "لن يفهم المرء أبدا القوة الموجودة بداخل كل امرأة تحدثنا إليها إلا إذا استمع لها وهي تصف كيف استطاعت التعامل مع الجوانب المختلفة لها ولعائلتها. إن سعة الحيلة للنساء اللواتي قابلناهن في غزة تتسم بالعبقرية في كافة المستويات؛ إنها الصمغ الذي يبقى مجتمعهن متماسكا. ولكن وفي الوقت نفسه، فإن كافة أولئك النسوة قد أشرن إلى نفس القيود المفروضة على محاولة التأقلم، والعبء الكبير الذي يثقل كاهلهن لدى حديثهن عن نقاط الانهيار التي وصلن إليها".
إن التقرير وحملة جمع التبرعات المرتبطة به سيساعد في شراء 400 سلة غذاء قياسية للعائلات التي تعيش في ضائقة في قطاع غزة.