الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الحاج سامي".. شوكة في حلق الاستيطان

نشر بتاريخ: 02/12/2019 ( آخر تحديث: 02/12/2019 الساعة: 21:14 )
"الحاج سامي".. شوكة في حلق الاستيطان
سلفيت- معا- يسير الحاج سامي رداد (65 عاما) من بلدة الزاوبة غرب سلفيت، بخطى ثقيلة، منحني الظهر، وكأن على كاهله حملا ثقيلا، وبعيونه التي أرهقها التعب، وتجاعيد وجهه المليئة بعشرات الحكايات الممزوجة بإرادة صلبة لا تلين.
رداد يعتبر الشوكة في حلق مستوطني مستوطنة "آلكانا" المقامة على اراضي مواطني بلدة الزاوية، فأكثر من 200 دونم تعود ملكيتها له ولعائلته، تقع خلف جدار الفصل، وتتوسط المستوطنة.
"معا" توجهت الى منزل الحاج رداد أملا بأن تكون هناك طريق للدخول إليها بعد وصفه لصعوبة الدخول، ولكن دون جدوى، فإجراءاتهم تحول دون ذلك.

وبكلمات متقطعة قال لـ معا: "قصتي مع الاحتلال لا تنتهي منذ ان كان عمري 18 عاما، ولغاية اليوم ما زال يساومني على أرض أجدادي، ولن أسمح لهم بذلك ما دامت الروح فينا، لدي أكثر من 200 دونم، في المنطقة الشمالية الغربية من بلدة الزاوية، يتحكم بدخولنا اليها جدار وبوابة حديدية".
ويضيف أن "ال 200 ددونم موزعة في عدة زاويا، منها ما يقع داخل مستوطنة آلكانا المقامة على أراضي المواطنين وتعرف باللويح 60 دونما، والجرف 90 دونما، وعلى أطراف المستوطنة 20 دونما تعرف بخلة صابر، و15 دونما تعرف بسيريسية، و20 دنما تعرف بمروج الزاوية، و8 دونمات تعرف بمرج ابداح، و17 دنما قريبة من مفرق عزون عتمة".

توقف عن الحديث، وأخذ يقلب مغلفا يحتوي على عشرات الصور والأوراق تخص الارض، ليعود لمواصلة حديثه: "معاناتنا مع الاحتلال بدأت منذ عام 1982، حيث أقيمت مستوطنة آلكانا عام 1979، بنيت بؤرتها على مكان مغفر للشرطة الاردنية، وبدأت تتوسع للوصول لأراضينا، حيث كان جدي عبد القادر يقيم في تلك المنطقة للعناية بالبيارات وبأشجار الزيتون (..) حاولوا مع جدي بكافة الطرق للاستيلاء على الارض وكان يرفض، وفي يوم من الايام وأثناء تواجد جدي وجدتي في غرفتهم بالارض، هاجمهم أربعة مستوطنين مقنعين وقاموا بتبصيم جدي رغما عنه، بعد أن قاموا بتربيطه وتعصيم عينيه، وفي ذلك الوقت كنت أعمل بحسبة لبيع الخضار بنابلس، وعندما علمت ذهبت مسرعا، وقمنا بتوكيل محام لتحكم لنا المحكمة الاسرائيلية ببطلان البيع لانها كانت رغما عنه، وحكمت بالسجن على الفاعلين، ومنذ ذلك التاريخ وأنا من يحرس الأرض ويحافظ عليها".
ويتابع: "بعد ذلك بدأوا بإغرائي ومساومتي بكافة الطرق، وقالوا لي ستصبح مليونيرا، وما زلت أرفض وسأرفض مهما حصل".
وعن اعتداءات الاحتلال بحق أرضه يضيف الحاج سامي: "جميعها مزروعة بأشجار الزيتون المعمرة والتي تتراوح أعمارها ما بين 80_100عام، تعرضت للعديد من الاعتداءات من قبل المستوطنين، من اقتلاع لعشرات أشجار الزيتون، وحرق لبعضها، وشق الطرق وتوسعتها، والاستيلاء على العديد من الدونمات، ففي منطقة اللويح تم الاستيلاء على 13 دونما لشق طرق للمستوطنين، وكذلك قاموا بوضع صندوق للبريد منذ الثمانيات وما زال لغاية اليوم، وقاموا بوضع المراجيح ذات الحجم الكبير، وقاموا منذ فترة بفتح عبارة كبيرة للمياه.
ويواصل الحديث: "كذلك من منطقة الجرف تم الاستيلاء على 3 دونمات لتوسيع أحد الشوارع، ومنطقة مروح الزاوية تم مصادرتها والتي تبلغ مساحتها 20 دونما للجدار وشق الطرق. ويضيف "منطقة مروح ابداح كانت مزروعة بأشجار البرتقال والليمون والارض فيها مياه، في بداية عام 2000 قاموا بإقتلاع الاشجار وتجريف للارض وتغيير معالمها بحجة إلقاء الحجارة على سيارة مستوطنة.

وأضاف: "يقوم المستوطنون برمي النفايات والاوساخ فيها، علاوة على ذلك قاموا بتخريب بئر المياه والذي عمره مئات السنوات من خلال وضع الحجارة به، وقبل سنوات قاموا بوضع حظيرة اغنام على مساحة دونم، وبدوري رفعت عليهم قضية لدى المحكمة الاسرائيلية، وكان الحكم بإزالتها.
توقف عن الحديث، تغيرت قسمات وجهه والتي تبدو عليها علامات القهر والألم، وبحسرة يقول، "لم تتوقف اعتداءاتهم على الارض، بل نفذوا اعتداءات جسدية ولفظية بحقي، ففي عام 2015 قام عدد من مستوطني آلكانا بالهجوم علي وضربي وطردي بالقوة من الارض، عدة مرات، ظانين انهم سيستولون على الأرض في يوم من الأيام، لكني لن أسمح لهم بذلك، واوصي أولادي بعدم التفريط فيها حتى لو كلفتهم أرواحهم لتبقى شوكة بحلق الاحتلال".