الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محدث- اشتية مشاركا بحفل الميلاد: سنذهب قريبا لصناديق الاقتراع

نشر بتاريخ: 06/12/2019 ( آخر تحديث: 07/12/2019 الساعة: 16:23 )
محدث- اشتية مشاركا بحفل الميلاد: سنذهب قريبا لصناديق الاقتراع
بيت لحم- معا- كانت ليلة أمس الجمعة واحدة من ليالي الأعياد الفلسطينية التي اتسعت فيها فسحة الأمل رغم الألم، وصدحت فيها الحناجر المجروحة بصيحات الحرية بأغاني الميلاد المجيد، واهتزت فيها الأوتار على وقع الأوركسرا الفلسطينية التي امتزجت فيها الموسيقى بالأهازيج، وحضر فيها اليرغول، والأغاني الشعبية التي أمدّت الحاضرين بالفرح وباليقين بالمستقبل الأفضل.
خلال الحفل الفني الذي نظمته وزارة السياحة في قصر المؤتمرات في مدينة الميلاد ليلة الخميس/ الجمعة، على شرف رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد، وامتد لنحو ساعتين بحضور عدد من الدبلوماسيين الغربيين والوزراء وكبار المسؤولين، ولفيف من رجال الدين المسيحيين وعدد من الصحفيين الذين يمثلون كبريات محطات التلفزة ووكالات الأنباء العالمية، أشار رئيس الوزراء إلى المكانة التي تحظى بها بيت لحم في منظومة القيم الإنسانية والحضارية للإرث الإنساني، وإلى المعاني التي تفسر أسباب عشق الشعب الفلسطيني للحياة ورفضه للعبودية والإرهاب والاستسلام.
كما أشار رئيس الوزراء إلى معجزة ميلاد السيّد المسيح، وقدرته على إشفاء المرضى وإحياء الموتى، مضيفا:" كل ذلك اتصل لدينا بأسطورة كان يرددها رئيسنا الراحل الشهيد ياسر عرفات، عن "طائر الفينيق" الذي يتحدى النار ويواصل بالحياة، فكل هذه القصص تشكل جزءا من العقل الفلسطيني، ومن عقل الإنسان الحر في العالم."

كما تحدث اشتية عن رحلة الاسراء والمعراج الليلية من مكة إلى القدس، ومن القدس إلى السماء،" والتي هي جزء لا يتجزأ من الشعور على القدرة بتحدي المستحيل." وأضاف رئيس الوزراء :"نحن محظوظون أن نكون في بيت لحم في مثل هذه الأيام لكل الأسباب التي جعلت منها جزءا من الإرث البشري والتي ستكون قريبا العنقود السياحي، داعيا الدبلوماسيين الغربيين إلى أن يفكروا ويحلموا مع الشعب الفلسطيني لصنع عناقيد من الأمل والثقافة والفن للإنسانية جمعاء.
وتوقف رئيس الوزراء في كلمته عند فندق الجدار "بانكسي" الذي تطل نوافذه على جدار الفصل العنصري،" والذي لخص كثيرا من معالم القضية الفلسطينية بينما يلخص الجدار سعي الاحتلال لمنع العالم، ومنع الإسرائيليين، من رؤية كل هذه الحياة، وكل هذه المعاني في الميلاد، وفي الالتزام بإنسانية الإنسان بغض النظر عن الدين واللون والعرق، إنه تاريخ مختصر للقضية الفلسطينية، فالاسرائيليون أرادوا للجدار أن يحول دون أن يرى العالم التخريب الذي يسببه الاحتلال فهو جدار سياسي، متسائلا عن القيمة الأمنية المدعاة للجدار في الوقت الذي لا يحول دون دخول نحو 40 ألف عامل للعمل في إسرائيل دون تصاريح.
وقال رئيس الوزراء:" سنذهب لصناديق الاقتراع قريبا لننظم حياتنا السياسة الداخلية".

وحول ما يشاع من تسريبات حول صفقة القرن قال اشتية :"لا نعلم ما في صفقة القرن ولكننا نعلم ما استثني منها كالقدس، والمستوطنات، ولواللاجئين، ووالأغوار متسائلا :إذا ماذا بقي؟
وحول اقامة مشاريع امريكية في غزة قال اشتية:"ما يحدث في غزة من مشاريع مستشفيات، ومشاريع موانئ عائمة، وسوى ذلك ما هو الا تنفيذ لورشة المنامة حيث لقمة العيش بدل الحقوق الوطنية.
واختتم رئيس الوزراء حديثه مقتبساً من رائعه الأديب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي:"الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"، مؤكدا أن الفلسطيني سيظل معتصما بالأمل لمواجهة التحديات وتجاوزها، رغم كل ما يواجهه ظلم ومن انسداد في الأفق السياسي.
وكان رئيس الوزراء ترافقه وزيرة السياحة، ومحافظ المدينة، ورئيس جمعية الفنادق في المحافظة، زار فندق الجدار السياحي الخاص بالفنان العالمي" بانكسي" والذي وصل عدد رواده منذ افتتاحه قبل عامين حوالي 250 الف سائح، إذ يلخص الفندق معاناة الشعب الفلسطيني من خلال اللوحات الفنية التي يحتضنها اضافة لمعرض للصور ومتحف يضم مصنوعات وصورا تمثل تاريخ الشعب الفلسطيني ،كما زار متجرا للتحف الشرقية واطلع على ما فيه من مصنوعات يدوية صنعت بأيدٍ فلسطينية، حيث أبدى إعجابه بما عرض من لوحات وصناعات تتضمن معالم من روح أهل الأرض الذين يصنعون بأيديهم معنى للجمال.