اشتية: على الشباب أن يكون رياديا من أجل رفعة فلسطين
نشر بتاريخ: 08/12/2019 ( آخر تحديث: 08/12/2019 الساعة: 18:31 )
رام الله- معا- قال رئيس الوزراء محمد اشتية إنه من الضروري أن يبادر الشباب الفلسطيني ليكون رياديا، وقادرا على أن يخلق وظيفة لنفسه، بعيدا عن النمط الوظيفي الكلاسيكي، من أجل أن نرفع من شأن فلسطين.
جاء ذلك خلال كلمته في حفل تكريم شركاء مؤسسة إنجاز فلسطين، من القطاع الخاص والتعليمي ومؤسسات المجتمع المدني، بمناسبة يوم العمل التطوعي، اليوم الأحد في قاعة أحمد الشقيري بمقر الرئاسة في رام الله، بحضور عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية، والوزراء، والجهات ذات العلاقة.
وقال اشتية خلال الحفل إن هناك مهن تموت في العالم، وأخرى تحيى، ولذلك يجب أن لا نبقى نفكر بنمط وظيفي كلاسيكي، وعلينا أن نخرج بتفكيرنا خارج الصندوق، فنحن على سبيل المثال بحاجة للتوجه الى الزراعة والأرض، واليوم باتت الزراعة تدار بالكمبيوتر والتكنولوجيا.
وتابع: نحن شعب لا نستطيع أن نسير، نحن بحاجة أن نقفز لنصل الى العالمية بخطوات جدية وحقيقية، لأن الاحتلال يعيق عملنا ومشينا، وأنا أحيي الشراكة بين القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والحكومي، وعلينا أن نكون متكاتفين بروح المسؤولية الجماعية.
وبين اشتية أن لدينا العديد من التحديات التي تواجهنا، أولها مفرزات الاحتلال، كالاستيطان، حيث يعيش 700 ألف مستوطن في الضفة الغربية، بما فيها القدس في أكثر من 200 مستوطنة، فضلا عن المعارك التي نواجهها مع شجرة الزيتون، ومع أبنائنا، ومع الأرض بشكل يومي ومستمر، وحرب الماء في كل مكان، ومحاولة محاربتنا في المنهاج ولقمة عيش أسرانا وشهدائنا، مشددا على أنه رغم ذلك سنبقى أوفياء للمنهاج والشهداء والأسرى والأرض وللزيتون ولكل إنسان في هذا الوطن.
وأضاف: أما التحدي الثاني فيتعلق ببطالة الشباب من خريجي الجامعات، وأدعو القطاع الخاص أن يأخذوا بعين الاعتبار أن هناك أكثر من 5000 امرأة تعمل في اسرائيل، و 150 ألف شخص اخرين، ولذلك أتمنى أن تكون لغة المخاطبة في المشاريع التي يتم تمويلها من القطاع الخاص، ومؤسسات الإقراض ليشمل كافة الشرائح.
وتابع: مسألة البطالة متعلقة بعدم تناغم مخرجات العملية التعليمية مع احتياجات سوق العمل، ولذلك نحاول أن نعيد استراتيجية العلاقة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، ومن أجل ذلك تبنت الحكومة بتوجيه من الرئيس محمود عباس الذهاب نحو برامج متعلقة بالتدريب المهني والعلوم التطبيقية، ونحن بحاجة الى إعادة صياغة منظومة التعليم، ولذلك هناك لجنة خاصة تعمل برئاسة وزير التربية والتعليم على إعادة صياغة المنظومة بما يتناغم مع احتياجات سوق العمل واحتياجات القطاع الخاص.
وقال "أمامنا ثلاث محطات مهمة، الأولى أن اسرائيل ذاهبة لانتخابات، وشريكنا الوحيد في هذا الجانب هو من يقف لإنهاء الاحتلال الذي وقع علينا، وما عدا ذلك فهو ليس شريك، وانما هو محتل، وهذا المحتل يحتم علينا أن نقاوم بمقاومة شعبية أقرتها برامجنا الوطنية، والثانية المتعلقة بصفقة القرن التي ولدت ميتة، ومن هذه القاعة أسقطت صفقة القرن، وسطرنا سطرا مهما للعالم أن ترامب لم يجد شريكا له في أوروبا، ولا العالم العربي، ولا في فلسطين. وثالثا: فيما يتعلق بالانتخابات، ومهم جدا المشاركة السياسية للشباب، لأن المؤسسة الفلسطينية بحاجة لتجديد الدم، ومهم أن يكون هناك برلمان نحتكم اليه.
بدوره، قال وزير التربية والتعليم مروان عورتاني إن الوزارة تلتزم بتجذير ثقافة الريادة والابتكار في صفوف الناشئة على مختلف الصعد، مشددا على ضرورة أن نعيد العمل التطوعي والمبادرات في المدارس.
ولفت عورتاني الى أن الريادة في فلسطين ليس ترف فكري، وإنما شرط للحياة.
وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة إنجاز فلسطين بسام ولويل إن مشاركتنا في هذا الحفل مع كافة شركاءنا ومتطوعينا، لنؤكد حرصنا الكبير على مشاركة مؤسساتنا الفلسطينية، والعمل معها جنباً إلى جنب، من أجل تعزيز قدرات شاباتنا وشبابنا الفلسطيني، وصقل مهاراتهم بما يساهم في النهوض بمؤسساتنا وإرساء أسس دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأشار ولويل الى أن المؤسسة تهدف الى تعزيز الفرص الاقتصادية لدى الشباب الفلسطيني، من خلال تقديم سلسلة دورات تعليمية اقتصادية ذات طابع عملي في المدارس والجامعات ينفذها متطوعون ومتطوعات من مؤسساتنا الفلسطينية الخاصة، انطلاقا من رؤيتنا بضرورة المساهمة في تطوير وصقل المهارات والمعلومات لدى الشباب الفلسطيني في حقلي الاقتصاد وإدارة الأعمال، وتطوير قدراتهم القيادية، بما يواكب تطورات العصر، والتي من شأنها تعزيز فرص دخولهم لسوق العمل، إما كموظفين وموظفات وإما كأرباب عمل مؤهلين، ويزيد من سرعة وتيرة الابداع لديهم، وتأهيلهم لدخول معترك الحياة وعالم الأعمال.
وبين ولويل أن المؤسسة تمكنت خلال الفترة السابقة منذ العام 2007 من تنمية قدرات وتخريج 360 ألف طالب وطالبة في حوالي 500 مؤسسة تعليمية من مدارس وجامعات وبالتعاون مع 900 شركة ومؤسسة وبجهود 7000 متطوع ومتطوعة من مختلف محافظات الوطن الحبيب. وهذه الأرقام هي قصص نجاح فردية وجماعية تمت من خلال حرصنا الكبير على مشاركة المؤسسات الفلسطينية والعمل معا جنبا الى جنب من أجل بناء الشباب الفلسطيني، بناء متكاملا علميا وثقافيا وأخلاقيا، من خلال سقل المهارات وبناء القدرات لخدمة وطننا وقضيتنا الفلسطينية العادلة وترسيخ قيم السلم والاخاء والتعاون واحترام الغير.
وأضاف: لم تكن إنجازاتنا لتكون فعلاً واقعاً لولا تعاونكم جميعاً، بدءا من الرئاسة، مروراً بالوزارات والدوائر الحكومية المختلفة وعلى رأسهم وزارة التربية والتعليم، وصولاً إلى مؤسسات القطاع الخاص والمنظمات الأهلية، مثمنا دور القيادة والرئيس محمود عباس على دعمه المتواصل للشباب الفلسطيني وحرصه الدائم على النهوض بقدراتهم وإبداعاتهم.