اشتية وأبو سيف يطلقان "مؤتمر فلسطين الكنعانية"
نشر بتاريخ: 14/12/2019 ( آخر تحديث: 14/12/2019 الساعة: 23:31 )
رام الله- معا- اطلق رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية ووزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف " مؤتمر فلسطين الكنعانية"،مساء اليوم السبت في متحف محمود درويش بمدينة رام الله.
وقال رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية:" إن هذا المؤتمر المهم جاء من أجل اطلاق نقاش فلسطيني وعربي ودولي عن فلسطين والقدس.. هذا النقاش قد ابتدأ من فلسطين، وإن كان كتب في الماضي عن حقيقة الرواية عن فلسطين، فلسطين الكنعانية، وفلسطين كل من عبر عنها في تاريخ العالم، من المصريين الى الأشوريين، الى نبوخذ نصرا، الى اليونان والرومان والفرس".
وأضاف اشتية أن الحقيقة تبقى ثابتة وهي اننا ولدنا على هذه الارض وسنبقى عليها، ولا زال من فلسطين الكنعانية ما نحن متشبثون به إلى يومنا هذا، الإله بعل أهم اله عند الكنعانيين، ونحن الى اليوم نسمي ارضنا على اسمه حين نقول أرض بعلية اي مسقية من ماء المطر.
وأشار اشتية الى تشكل المدن في فلسطين وتشكل القرى على شكل عناقيد حولها، وكل قرية كان يحيط بها مجموعة من القرى، ولذلك الأمر المتعلق بعنقودية الكيانية الفلسطينية التي بدأها الكنعانيون الأوئل، وكل الوثائق التاريخية تؤكد أن السكان الأصليين قاوموا كل من جاء عندهم، والمسيحيون العرب قاتلوا مع المسلمين ضد الصليبيين لأنهم اعتبروا ذلك غزو أجنبي للأرض الفلسطينية، وهذا يؤكد على وحدة الحال على مدار التاريخ.
وتابع، هذا المؤتمر هو لإطلاق الرواية عن فلسطين، لأن اسرائيل تشن علينا حرب ممنهجة، أولها حرب الجغرافية، أرض فلسطين تتآكل بشكل يومي ويبنى عليها المستوطنات، عدد المستوطنين 711 ألف مستوطن يعيشوا في 225 مستوطنة، وأيضا بالاضافة الى حرب الجغرافيا هناك حرب الديمغرافيا، حرب السكان، يأتوا بالمستوطنين من كل العالم ليسكنوهم على ارضنا، يرافق ذلك العمل بكل وسائل التهجير والقمع والعنف والضرائب على اهلنا في مدينة القدس، لأن اسرائيل في عام 1997 عندما اقرت برنامج القدس 2020 أرادت ان يتم تقليل عدد الفلسطينيين في القدس بما لا يزيد عن 19% عن مجمل السكان وفشلوا، لانه اليوم اهلنا في القدس صامدون، وهم اليوم 38-40% من مجمل السكان.
وقال اشتية:"إن الروايات التي كتبت عن فلسطين الآن هي مكان تشكيك من عديد من المؤرخين في العالم، والرواية التوراتية عن فلسطين تحت علامة سؤال كبرى بدأها كمال الصليبي في كتابه المشهور أن التوراة جاءت من مكان آخر، ومن ثم كتب الباحث الاسرائيلي شلومو زان اختراع شعب اسرائيل واختراع ارض اسرائيل والقبيلة الثالثة عشرة، ونحن اليوم من هذا المنتدى نطلق النقاش والحديث حول التشكيك بالرواية، وانها لم تكن ارضها فلسطين لانه بالمجمل العام هناك من قال إن ارض الرواية بالبراهين وبجميع البينات أن أرض الرواية ليست فلسطين، بغض النظر هذا سؤال يطرح على الباحثين وامام المؤرخين، وهذا سؤال علينا ان نجيب عليه نحن كفلسيطينيين اولا ومن ثم الباحثين العرب، لكن المهم أن تكون الكتابة باللغات الأخرى لأننا نريد أن نخلق مرجعية حول هذا الموضوع".
بدوره قال الوزير أبو سيف:"إن مؤتمر فلسطين الكنعانية هذا، يعتبر أول مؤتمر يحاكي تاريخنا القديم بما فيه من حقائق تاريخية، تفاصيل علمية، آثار كنعان، أصلنا وفصلنا، الهوية الكنعانية لبعض المدن مثل القدس وأريحا، مخطوطات واساطير، والكنعانية في أدبنا الفلسطيني. واضاف: في هذا المؤتمر نرفع للمحتل والسجان راية أننا هنا، لأن حربنا هي حرب على الكينونة والوجود، حرب على الرواية، وبالرواية التاريخية المحكمة المدققة نرد ونؤكد ونوثق وجودنا".
وأكد أبو سيف ان الامتداد التاريخي لفلسطين العربية الاسلامية المسيحية لجدودها الكنعانيين، وأن هذا المؤتمر هو محاولة جادة لدحض الرواية الاسرائيلية ومحاولات التزييف والتزوير، وضمن مساعينا في الحفاظ على هوية فلسطين التاريخية، وشحذ الباحثين والمؤرخين لتكثيف جهودهم وأبحاثهم عن التاريخ الكنعاني عبر ما يقدموه من أوراق وأبحاث في هذا السياق.
وأضاف أبو سف، هذا المؤتمر يدق جدران الخزان لتصحيح عمليات التزوير واستعادة جهود البحث العلمي الموازية للاكتشافات الاثرية بما يرسخ حقنا، كما أننا واثقون بأن النقاشات التي سيثيرها المؤتمر غداً تأتي في سياق تحفيز الكتاب والمؤرخين ايجاباً لاعادة التاريخ إلى الصدارة، كما أن استيلاء دولة الاحتلال على المكتشفات الاثرية لن يغير ولن يغيب هذه الارض وفلسطينية وكنعانية شعبها.
وأشار أبو سيف، في بلاد كنعان آثار باقية تنطق بالحقيقة، والحقيقة أنها فلسطيننا بجذورها الكنعانية العربية الأصيلة. كنا ومازلنا، نبقى وسنبقى عرب أصيلون انا وأنت وحدة التراب والأرض والمكان كله، نحن أبناء كنعان، في شموخ فلسطين، وفي آثاره دليل واضح مثل الشمس، إنه وجودنا على هذه الأرض حيث تاريخ وحضارة لا تمحوها اسرائيل، ونحن هنا قبلهم.
كما وتخلل الافتتاح عرض فيلم "تاريخ فلسطين" في 6 دقائق.
من الجدير ذكره أن المؤتمر، يستمر لمدة يوممين متتاليين، حيث تعقد غدا الأحد، ثلاث جلسات، الجلسة الأولى: "الكنعانيون الجذور والوجود"، الجلسة الثانية: "الحضارة والمدينة الكنعانية"، الجلسة الثالثة:" أدبيات ومخطوطات وآثار كنعان".