نشر بتاريخ: 15/12/2019 ( آخر تحديث: 15/12/2019 الساعة: 12:15 )
بلغاريا - معا - احيت سفارة دولة فلسطين في بلغاريا، بالتعاون مع وزارة الخارجية لجمهورية بلغاريا وممثلية الأمم المتحدة في بلغاريا اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقد أقيم الاحتفال في قاعة قصر الثقافة الوطني الواقع وسط العاصمة صوفيا وتزينت القاعة بالاعلام والصور الفلسطينية. وتلبية للدعوة توافد جمهور غفير إلى قاعة الاحتفال، وبينهم نائبي وزير الخارجية البلغاري ورئيس مديرية الشرق الاوسط وافريقيا ونائبه ومسؤول ملف فلسطين في الخارجية، وممثل عن رئيس مديرية العلاقات الثنائية في الخارجية وعدد من السفراء البلغار السابقين الذين عملوا في الدول العربية، وبرلمانيين، واعضاء جمعية الصداقة البلغارية الفلسطينية، واعضاء اللجنة البرلمانية للصداقة مع فلسطين وممثلين عن الاحزاب البلغارية ورؤساء اتحاد الصحافيين والمعلمين البلغار وغالبية السفراء العرب والاجانب المعتمدين في صوفيا، وعدد من طلاب جامعة صوفيا، وممثلون عن منظمات غير حكومية، وأصدقاء فلسطين، وأبناء الجاليات العربية والفلسطينية المقيمين في بلغاريا.
وافتتح الحفل بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء فلسطين الذين قضوا من اجل الحرية، ثم عزف النشيدين الوطنيين الفلسطيني والبلغاري.
واستهل الاحتفال الرسمي بكلمة د. أحمد المذبوح سفير دولة فلسطين لدى بلغاريا، وجاء في كلمة السفير ان دولة الاحتلال الإسرائيلي ظلت تراوغ وتتهرب من التزاماتها تجاه العملية السلمية، كما وأعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية عن رفضه لحل الدولتين، وواصل عمليات الضم والاستيطان في أرضنا المحتلة من أجل تقويضه، كما وأمعنت هذه الحكومة في تغيير هوية وطابع مدينة القدس الشرقية، عاصمة دولتنا، وأصدرت القوانين العنصرية، وعزلت بحصارها قطاع غزة عن باقي أرض الوطن وعن العالم، وقامت بخنق اقتصادنا والقرصنة على أموالنا ونهب مواردنا، وخرقت جميع الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية المعقودة معها.
وتطرق السفير الى خرق الإدارة الأمريكية للقانون الدولي، الامر الذي جعلها غير مؤهلة لتكون وسيطاً نزيهاً في التوصل الى حل عادل، حيث ان وزير الخارجية الامريكي صرح قبل فترة غير بعيدة بأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، لا تخالف القانون الدولي، الأمر الذي رفضناه ورفضه المجتمع الدولي بأسره، لانه إعلان باطل، وغير شرعي، ويتعارض كلياً مع القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وبما فيها قرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2334. واضاف السفير إن مثلهذه التصريحات والقرارات الأمريكية غير الشرعية، تشجع الحكومة الإسرائيلية لمواصلة احتلالها، وزيادة نشاطاتها الاستيطانية، وارتكاب مزيد من الجرائم وفق نظام روما الاساسي وقرارات الشرعية الدولية.
وتوجه السفير بالشكر لجمهورية بلغاريا وجميع الدول والمنظمات الدولية التي دانت أو رفضت هذا الإعلان والاستيطان بأكمله، الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ونبذ العالم هذا الإعلان كما رفض من قبله الهجوم الأمريكي على الإجماع الدولي ومرجعيات عملية السلام، واعترض على السياسة الأمريكية تجاه القدس وتصدى للهجوم على الأونروا ودعم الوكالة مالياً وسياسياً وعمل على تجديد ولايتها في رسالة واضحة لا لبس فيها مفادها أن الحرية والكرامة حق للشعب الفلسطيني والسلام العادل والشامل استحقاق لكافة شعوب المنطقة.
واكد السفير إن القانون الدولي هو حجر الأساس للمنظومة الدولية، ولا يحتمل الازدواجية والتحريف، وإن التعامل مع إسرائيل على أنها دولة فوق القانون يشجعها على الاستمرار في التصرف كدولة خارجة عن القانون، فلقد آن الأوان أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لوضع حد لهذا العدوان الإسرائيلي على أرضنا ووجودنا ومستقبلنا. لقد آن الأوان لإتخاذ تدابير عملية تحمي الشعب الفلسطيني وتمكنه من ممارسة حقه في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله على أرضه المحتلة منذ العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إن الشعب الفلسطيني لن يختفي، كما أنه لن يقبل بالقهر والظلم، وسيواصل شعبنا كفاحه المشروع ضد الاحتلال الاستعماري لأرضنا وشعبنا و حرماننا من حقوقنا غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقنا في تقرير المصير. إننا لن نتخلى عن ثقافة السلام والتسامح الراسخة فينا، وسنستمر في العمل على محاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم. واخيرا تقدم السفير بالشكر والتقدير لجمهورية بلغاريا ومنظمات الامم المتحدة العاملة في بلغاريا و لكل من شاركنا الاحتفال بيوم التضامن هذا. وعبرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وأيدت نضاله الشرعي وشدت على عزيمته وصموده في أحلك الأوقات وهو يواجه أعتى التحديات.
أما عن الجانب البلغاري فتحدث نائب وزير الخارجية البلغاري السفير بيتكو دويكوف، حيث قال:- "ان جمهورية بلغاريا ظلت على امتداد العقود المنصرمة تتمسك بشدة بالموقف المؤكد على حق الشعب الفلسطيني في دولته الديمقراطية لتتعايش مع دولة إسرائيل في ظل السلام وتتحول تدريجياً إلى عنصر مستقر ومزدهر ضمن الشرق الأوسط. وهي من المفترض أن تكون دولة تعتمد على مجتمع مدني متسامح وقوي وكذلك على الفصل الفاعل بين السلطات وهو من ممهدات الحياة الكريمة والتمثيل السياسي الواقعي لجميع المواطنين الفلسطينيين. وهذا الاجتماع وكذلك إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في بلغاريا هذا العام إنما يمثل دليلا على أن المجتمع الدولي لم ولن يتخلى عن الجهود في سبيل إيجاد الحل الدائم والعادل للصراع في الشرق الأوسط.
واضاف "أود التـأكيد على أن جمهورية بلغاريا ستظل تساعد الحكومة الفلسطينية الحالية على إحراز التقدم الحقيقي في التنمية الاقتصادية الاجتماعية للبلاد. فقد كانت جمهورية بلغاريا وستبقى تقدم الدعم والمعاونة للأونروا. كما نأمل أن الآلاف من المواطنين الفلسطينيين الذين نالوا تحصيلهم العلمي في بلغاريا سوف يقدمون مساهمتهم في سبيل الازدهار المادي والروحي لوطنهم".
واضاف نائب الوزير "اود الإشارة إلى أننا استقبلنا مؤخراً معالي وزير الخارجية والمغتربين لفلسطين السيد رياض المالكي ضيفاً علينا، وأن رئيس جمهورية بلغاريا السيد رومن راديف اجتمع مع فخامة رئيس فلسطين السيد محمود عباس أثناء الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول الماضي. وقد تم في إطار زيارة وزير الخارجية الفلسطيني والمحادثات بين الرئيسين البحث في عدد من المبادرات الهادفة إلى مواصلة تعاوننا الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك والتي قد ابتدأ العمل فيها، وأود، باسم وزارة الشؤون الخارجية، التأكيد لكم على أن الحكومة البلغارية ستظل تبدي التضامن مع سعي الشعب الفلسطيني إلى تقرير المصير، علماً أنه هدف لا يمكن إنجازه إلا من خلال المفاوضات النزيهة".
تحدث ممثل الأمم المتحدة ومسؤول UNHCR افي بلغاريا السيد ماتياس لي روتي، حيث أكد على ضرورة وقف معانات الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن قطاع غزة وأشاد بالكلمة القوية وغير المسبوقة التي ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة قبل أيام، حيث إقتبس جزء من كلمة الأمين العام والتي أكد فيها على ضرورة تحقيق استقلال دولة فلسطين على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على أسس الحلول العادلة التي تضمن ممارسة الشعب الفلسطيني لكافة حقوقه بما فيها حقه في تقرير مصيره، وطالب إسرائيل بإنهاء إحتلالها للأراضي الفلسطينية.
بعد انتهاء الحفل الرسمي بدأ الاحتفال الفني ببرنامج رائع شارك فيه طلاب المدرسة الوطنية البلغارية لفنون الرقص، واطفال المدرسة الفلسطينية في صوفيا "مدرسة إبن سينا"، كما واحيت الفرقة القومية للفنون الشعبية الحفل الفني الرئيسي، حيث قدمت لوحات فنية وتراثية فلسطينية كما وقدم مغني الفرقة وعازفيها عددا من الاغاني الوطنية على الحان عزف اليرغول والقربة. عروض الفرقة القومية حظيت بإعجاب كبير من قبل الجمهور البلغاري والأجنبي، واختتم الحفل بدبكة فلسطينية شارك فيها الى جانب الفرقة القومية جمهور غفير من المواطنين، واعضاء برلمان وسفراء وممثلين عن المجتمع المدني البلغاري وابناء الجاليات العربية والفلسطينية.
وتلقت سفارة دولة فلسطين عدداً من رسائل التهنئة والتضامن من هيئات ومؤسسات رسمية وغير الحكومية ونخص بالذكر رسائل تهنئة من فخامة رئيس الجمهورية ومن دولة رئيس الوزراء البلغاري.