نشر بتاريخ: 16/12/2019 ( آخر تحديث: 16/12/2019 الساعة: 12:51 )
رام الله - معا - أوصى مؤتمر "فلسطين الكنعانية" الذي تنظمه وزارة الثقافة العمل على استرجاع الآثار والمخطوطات عبر التوجه للمؤسسات الدولية ضمن سلسلة المطالب الفلسطينية أمام الأمم المتحدة لاسترجاع حقوقنا، إضافة إلى تدريس التاريخ الكنعاني في الجامعات والكليات وتخصيص برامج لتدريس اللغة الكنعانية واللغات القديمة في فلسطين.
جاء ذلك ضمن التوصيات الختامية لأعمال المؤتمر والتي أعلنها حسام أبو النصر ممثلاً عن وزارة الثقافة، وذلك يوم أمس الأحد في فندق الكرمل في مدينة رام الله.
كما أوصى المؤتمر التأكيد على الجذور العربية والفلسطينية الاسلامية المسيحية وأهمية طباعة الأوراق البحثية المقدمة في المؤتمر، وذلك ضمن سياسة وزارة الثقافة تشجيع البحث العلمي والأثري بما يعزز الرواية التاريخية الفلسطينية في مواجهة الرواية الاسرائيلية المزورة ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية وأصالتها.
وأكد المؤتمر ضرورة العمل على تأسيس مركز فلسطيني متخصص بالتاريخ القديم، وتنظيم مؤتمر سنوي حول الحضارة الكنعانية والتاريخ القديم والحديث، وضرورة تحفيز الطلبة دراسة التاريخ وعلم الآثار، واعتبار هذا المؤتمر ورشة مفتوحة لاستمرار عملية النقاش والتداول بين المؤرخين بما يخص تاريخ فلسطين.
بدوره قال محمد عياد الوكيل المساعد للشؤون الثقافية في الوزارة: إن الحكومة ممثلة برئيس وزرائها الدكتور محمد اشتيه ووزارة الثقافة ممثلة بوزيرها الدكتور عاطف أبو سيف جاهزون لدعم كل ما يمكن أن يشكل رافعة اساسية بحيث نعيد كتابة الخطاب الفلسطيني المتكىء على كل هذه الحمولة من كنعان الى اليوم".
وأضاف عياد أن هذا المؤتمر لم ينتهِ بل يعتبر البداية للبحث أكثر في كنعان وأرض كنعان وكل ما قيل أو كتب أو بحث في هذا المجال، وأنه فاتحة أبواب كنعان القديمة وليس خاتمتها وقال: "علينا أن نكون على قدر المسؤولية دوماً لكي تكون هذه البلاد التي نليق بها لتليق بنا، فمن حق تاريخنا أن ننظر إليه بعين العارف الواثق بالاستناد إلى الأبحاث العلمية وليس العاطفة والوجدان فقط.
وتخلل المؤتمر ثلاث جلسات: الأولى كانت برئاسة الوكيل المساعد في وزارة الثقافة محمد عياد وعنوانها "الكنعانيون والوجود"، شارك فيها كل من الدكتور علاء أبو عامر حول "حقيقة الوجود الكنعاني" والدكتور مصلح كناعنة حول "الجذور وأثر الكنعانيين" وأحمد دبش عبر الفيديو حول "الفلسطينيون في الأصل والفصل"
حيث شكر أبو عامر الدكتور أبو سيف على رعايته هذا المؤتمر وقال:"الوجود الكنعاني في فلسطين هو وجود أصيل منذ القدم، وأضاف أنه لا يوجد كلمة عبرانية ولا يوجد شعب اسمه العبرانيون وانما اسست العبرانية لتأسيس الشعب."
فيما تناول كناعنة في مداخلته حول "الجذور وأثر الكنعانيين" الموروث الكنعاني وخاصة في العامية الفلسطينية المحكية، مستعرضاً العديد من الكلمات الدارجة يومياً وهي في أصولها كنعانية المنشأ.
أما الجلسة الثانية فترأسها الدكتور غسان محيبش وكانت حول"الحضارة والمدنية الكنعانية"، وشارك فيها كل من الدكتور رشاد المدني في مداخلته عبر فيديو مسجل"غزة الكنعانية" والدكتور سامي احمد عبر فيديو مسجل "هوية القدس الكنعانية" والدكتورة فوزية شحادة حول"اريحا الكنعانية" والدكتور صلاح الهودلية في مداخلته "دويلات المدن الكنعانية في العصر البرونزي المتأخر".
فيما تناولت الجلسة الثالثة "أدبيات ومخطوطات واثار كنعان" والتي ترأسها الدكتور تيسير جبارة، وشارك فيها الاستاذ حسام أبو النصر حول "مخطوطات فلسطين الكنعانية"، والدكتور عز الدين مناصرة عبر فيديو مسجل حول" الكنعانية في الأدب الفلسطيني، والدكتور لؤي ابو السعود في مداخلته"الالهة والأساطير الكنعانية".
واختتم المؤتمر بتكريم الوكيل المساعد في وزارة الثقافة محمد عياد للمشاركين بتقديم الشهادات التقدرية لهم لاهتمامهم بهذا المؤتمر الذي يؤكد على اصالة ووجود الكنعانيين في هذه الأرض مهما حاول الاحتلال طمس الهوية.
من الجدير ذكره أن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه والذي أطلق أعماله الدكتور محمد اشتيه رئيس الوزراء والدكتور عاطف أبو سيف وزير الثقافة يوم أمس مؤكدين ضرورة سد النقص في الدراسات الكنعانية الفلسطينية، والتأصيل للوجود الفلسطيني على هذه الأرض المقدسة.