نشر بتاريخ: 17/12/2019 ( آخر تحديث: 17/12/2019 الساعة: 11:41 )
غزة- معا- نظمت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية محافظة شمال غزة بمقرها بمخيم جباليا ندوة سياسية "تجارب كفاحية ودروس نضالية"، لإحياء الذكرى ال32 للانتفاضة الشعبية باستضافة محمد جرادة ونبيل دياب اللذين عايشا تلك الانتفاضة منذ الايام الاولى لاندلاعها.
وبعد أن وقف الحاضرون دقيقة صمت اجلالا واكبارا لارواح الشهداء قدم محمد جرادة ونبيل دياب استعراضا مستفيضا حول مجريات الانتفاضة وأسباب اندلاعها، وطبيعة الأساليب النضالية التي انتهجتها على مدار سنواتها الستة المتواصلة، مستذكرين كيف استطاع شعبنا تنظيم صفوفه و الاعتماد على نفسه وابتكار اللجان الشعبية في إطار القيادة الوطنية الموحدة التي استطاعت قيادة تلك الانتفاضة بطريقة وطنية خلاقة، سيما وأنها تحدت جبروت الاحتلال وعنصريته واستمرت بمواجهته بالتوازي مع حمايتها للنسيج الاجتماعي والوطني وقدرتها الكبيرة على تعزيز صمود الناس في وجه القمع والتنكيل الذي مارسه الاحتلال.
وأردفا: أن الانتفاضة وببساطة أدائها جسدت حالة كفاحية متعاظمة للنضال الشعبي الفلسطيني خاصة وأن كافة فئات و شرائح المجتمع انخرطت فيها و برز خلالها الدور الكفاحي للمرأة الفلسطينية و للشباب أيضا و كيف أنها أعادت الإعتبار للتفاعل مع القضية الوطنية بعد أن سادت حالة من الاحباط و اليأس و فقدان الأمل بالخلاص من الاحتلال
وأشارا في حديثهما إلى ما اتسمت به الانتفاضة عبر تعزيزها لحالة الترابط و التعاضد والتماسك الاجتماعي الذي شكل سدا منيعا في وجه الاحتلال الذي حاول فاشلا تفتيته للجبهة الداخلية الفلسطينية، إضافة إلى الثقافة الوطنية التي أنتجتها يوميات الإنتفاضة وتجديدها للوعي وللفكر المقاوم للاحتلال الرافض للذل وللهوان والرافض أيضا للاحتواء و التدجين.
وأوضحا كيف أنها استطاعت إبهار العالم برسالتها وبمضمونها الكفاحي فأعادت للتضامن الدولي و الإسناد للنضال التحرري الفلسطيني مكانة الصدارة والاهتمام بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطني و شعب يناضل لاسترداد أرضه ليحقق عليها سيادته الوطنية .
وتطرقا إلى التجارب والدروس المستفادة من تلك الانتفاضة خاصة كيف جرى تحويل المعتقلات و السجون الإسرائيلية لاكاديميات تصنع وتصقل شخصيات الشباب المناضلين الذين زج الاحتلال بالآلاف منهم فيها لثنيهم عن الكفاح، ومحاولات وقف الانتفاضة خاصة وأنهما التقيا في معتقل النقب الصحراوي أثناء اعتقالهما.
إذ أن هذه الندوة التي تخللها العديد من الاستفسارات و المداخلات حضرها منسق المبادرة الوطنية في شمال غزة عرفان أبو خوصة و أعضاء هيئتها التنسيقية و أدارها المبادر الشبابي محمد أبو ركبة تأتي في سياق اللقاءات السياسية الشهرية التي تنظمها حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية بشمال غزة بهدف رفع مستوى الوعي و الثقافة خاصة لدى الشباب و زيادة معرفتهم بمختلف القضايا الوطنية و تثقيفهم بها و بما يعزز انتمائهم الوطني .
و في سياق متصل و على شرف ذكرى الانتفاضة فقد اختتمت الندوة بتقديم درعي الوفاء للرفيقين المناضلين محمد جرادة و نبيل دياب تقديرا لجهودهما و عرفانا و اعتزازا بنضالهما و تشجيعا للآخرين ليواصلوا مسيرتهم النضالية و الكفاحية.