الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

هدية بوش للشعب الفلسطيني عبر شارون بقلم يوسف شرقاوي

نشر بتاريخ: 21/10/2005 ( آخر تحديث: 21/10/2005 الساعة: 09:45 )
معا - لم يعر الرئيس بوش أي اهتمام للمشاهد المريعة ، لصور التعذيب البشعة، والسلوك الشاذ والذي هو أبعد ما يكون عن سلوك البشر، المتمثلة بممارسة جنرالاته. وجنرالات حليفته إسرائيل، في العراق وفلسطين.
ويبدو أن الرئيس بوش لا يستطيع التحرر من عقدته والتي هي نتيجة ثقافته الميتودية المسيحية المتصهينة، ثقافة المبالغة والافراط في إبادة الجنس البشري بدءا من استخدام الأسلحة المحرمة دوليا في العراق، مروراً باستخدام سرايا العمليات القذرة (الفئران القارضة) وصولاً إلى استعمال ما هو أخطر من ذلك على العنصر البشري وآدمية الإنسان، وانتزاع إنسانية الضحايا عبر ترويعهم وذويهم ومن يحيط بهم، من السكان الآمنين، بالكلاب المتوحشة المهجنة من نطف الذئاب في مراكز بحوث مشتركة أمريكية-إسرائيلية لاستنساخ فصيلة معدلة وأكثر توحشا من كلاب (البانغو) و(أمتساف) وكلاب (بول تراير).
صحيفة يديعوت أحرنوت كشفت قبل أسبوع عن وصول 300 كلب مدرب على متن طائرة أمريكية خاصة بعد أن اقنعت منظمة يهودية أمريكية وزارة الدفاع الأمريكية بالتبرع لاسرائيل بـ 300 كلب من تلك النوعية المتوحشة المدربة على خبرة الدهم وسرعة الانقضاض العالية على أهدافها، والاجهاز على الضحية وسحبها لمسافة 200 بعيدا عن المكان المهاجم، وهذا ضمن خطة للجيش الإسرائيلي في تكثيف استخدام الكلاب في اعتقال المطلوبين الفلسطينيين بحجة مكافحة الارهاب الفلسطيني.
إن هذا السلوك الشاذ من قبل إدارة بوش يمثل استخفافا بالنفس البشرية، ومدى تدني المستوى الأخلاقي لتلك الإدارة، وعدم مقدرتها التعالي على الانحطاط، والحقد، والبغض واستباحة كرامة الإنسان، وكأن هذا السلوك للادارة الأمريكية يمثل موروثاً حضارياً، للبشاعة والقسوة والاجرام والعنصرية، لا تستطيع مقاومته والتحرر منه.
ولا ندري من أمر الرئيس بوش هذه المرة في تقديم الهدية السخية لاسرائيل، بعد أن ادعى قبل ذلك أن الرب أمره باحتلال أفغانستان، واسقاط (الطاغية)واحتلال العراق على حد قوله، لكن يبدو أن هذا السلوك يمثل امعانا أكثر وتوغلا أعمق في سفك الدم، وشم رائحة الموت، واذلال البشر . إن هذا التعاون الوثيق أصبح راسخا في العقل أن السلوك الوحشي الاسرائيلي في فلسطين، هو نتيجة لدعم وتشجيع من المحافظين الجدد في أمريكا.
فبعد التعاون الاستراتيجي، والأبحاث العسكرية المشتركة، بين أمريكا واسرائيل، بدءا من تطوير السوبر حاسوب الجوال المربوط بالأقمار الاصطناعية، والذي يتمكن من تصوير الافراد ومتابعة حركتهم داخل الأبنية. وإدارة العمليات على الأرض، لعدة مجموعات في وقت واحد، عبر نظام (الماسنجر) المتطور، والمستخدم ضمن وحدات الجيش الاسرائيلي في فلسطين. والجيش الامريكي في العراق، مرورا بطائرة الاستطلاع الباعوضة (Mosquito) والتي تتمكن من دخول المنازل من فتحات التهوية وارسال المعلومات مباشرة الى مراكز قيادة أرضية، والتي استخدمت كذلك ضمن وحدات الجيش الأمريكي في العراق، وأفغانستان، وتطوير الرجل الآلي المستخدم في وحدة (يهلوم) في الجيش الاسرائيلي في فلسطين، والوحدات الخاصة في الجيش الأمريكي في العراق والذي يستطيع أن (يفاوض) هدفه واطلاق النار عليه، جاء هذا التعاون الأكثر خطورة، بين وحدة (عوكتس) في الجيش الاسرائيلي والمختصة في استخدام الكلاب المتوحشة ضد المطلوبين وبين الوحدات في الجيش الأمريكي المستخدمة نوعية الكلاب اياها في مسرح العمليات في العراق.
فرغم الحظر الذي فرضته محكمة العدل العليا على استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية من قبل الجيش الاسرائيلي، في العمليات العسكرية، وعمليات الاعتقال بذريعة حماية المهاجمين من اطلاق النار، من قبل المطلوبين، تفكر النيابة العسكرية العامة، بالالتفاف على قرار محكمة العدل العليا، واستحداث قانون جديد، يبيح لهم استخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية، استنادا لتصريح قائد وحدة (عوكتس) بأنهم لا يتحمسون في الوحدة المذكورة استخدام الكلاب عوضا عن الدروع البشرية من المدنيين الفلسطينيين، لئلا تتعرض تلك الكلاب لاطلاق النار، وتشكل خطرا عليها، بحجة أن الكلاب لا مجال لاستخدامها، عندما نشعر باحتمال اطلاق النار عليها من قبل المطلوبين، داعمين أقوالهم بعدم استخدام الكلاب عوضا عن الدروع البشرية من المدنيين الفلسطينيين، لانها لا تشكل خطرا على تلك الكلاب فحسب، بل وعلى المطلوبين وذويهم ومن يتواجد معهم، لان تلك الكلاب المتوحشة تهاجم من يقف في طريقها دون تمييز، لذلك (يبقى) استخدام المدنيين الفلسطينيين رغم تعرضهم للخطر والاذلال، الوسيلة الأنجع من وجهة نظرهم، ويمكن استخدامها أي الكلاب في حالة الانقضاض المباغت على الضحية، وجرها خارجاً خوفاً من وجود أحزمة ناسفة مثبتة على جثة الضحية، جاء كلام قادة وحدة (عوكتس) مطابقا لكلام قادة الوحدات العسكرية الأمريكية المستخدمة لتلك النوع من الكلاب، في وحداتهم في العراق، في مناقشة مطولة في لجنة الدفاع في البنتاغون، قبل أشهر عن خطر استخدام الكلاب في العمليات العسكرية، وفضلوا استخدام المدنيين العراقيين، دروعا بشرية لحماية الوحدات المهاجمة من الجيش الأمريكي، والمرتزقة أفراد الجيش العراقي العميل، وهذا العمل المشين لم يسمح لوسائل الاعلام الاطلاع عليه، حيث جرت العمليات، ضد المدنيين في مثلث المقاومة (المثلث السني) وتلعفر والقائم، بتعتيم كامل، لئلا تظهر أعمال القتل والابادة والتنكيل بالبشر، عبر وسائل الاعلام.
فهل كانت هدية بوش للشعب الفلسطيني عبر المتوحش شارون وجنرالاته القتلة، نتيجة توصية من المنظمات اليهودية بدعم من المحافظين الجدد في أمريكا؟ أم نتيجة سلوك شاذ ومتأصل عند الرئيس بوش لا يستطيع مقاومته؟
أم عوضاً عن ارسال سرية خاصة مشابهة لسرية (الفئران القارضة)؟ والتي تقوم بعمليات قذرة في العراق، مربوطة مباشرةً بالقيادة العسكرية الامريكية العليا في البنتاغون.