تقرير: هكذا تقود إسرائيل جهوداً دبلوماسية رقمية لاستهداف الشباب العرب
نشر بتاريخ: 23/12/2019 ( آخر تحديث: 25/12/2019 الساعة: 09:19 )
بيت لحم- معا- كشفت الصحفية الإسرائيلية، روث إغلاش، عن المحاولات الإسرائيلية لتطوير علاقات مع الدول العربية التي لا علاقة دبلوماسية رسمية معها، ولكن باستخدام ما أسمته "الدبلوماسية الرقمية".
وتروي إغلاش، التي تعمل كمراسلة لصحيفة "واشنطن بوست" قصة فتاه تدعى ليندا مينوحين، عربية يهودية هاجرت من بغداد إلى إسرائيل قبل 40 عاماً.
وذكرت أن "مينوحين" تقود اليوم جهوداً إسرائيلية لمواجهة العالم العربي. فهي تعمل كمشرفة على صفحات فيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي التابعة لوزارة الخارجية.
وحسب إغلاش، فإن هذه الفتاة تقوم بالتواصل يومياً مع مواطني الدول العربية وتربطهم بمدرسي اللغة العبرية والخبراء الطبيين وتقدم لهم معلومات عن إسرائيل واليهودية واليهود الذين عاشوا في الدول العربية مرة. وتقول مينوحين إن هدفها هو إظهار "القيم المشتركة التي نشترك بها والتشابه بيننا".
وتعلق إغلاش أن إسرائيل لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الدول العربية، رغم أنها وقعت اتفاقية سلام مع كل من مصر والأردن، ومع ذلك فالتفاعل بين السكان نادر. إلا أن التحولات في المصالح الإقليمية والمخاوف المشتركة من إيران وتأثيرها المتزايد في الشرق الأوسط أدت إلى إزاحة الحواجز مما أدى إلى آمال مبدئية بإمكانية قبول إسرائيل بين أعدائها بالمنطقة.
وتقول الصحيفة إن السنوات الأخيرة أبرزت نوعاً من المشاركة بما في ذلك زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى دولة عمان، وافتتاح كنس يهودية في دبي وأبو ظبي ومشاركة إسرائيل بالمناسبات التجارية والرياضية في الدول العربية.
إلا أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي تشرف عليها وزارة الخارجية الإسرائيلية والمبادرات الفردية، هي جزء من موجة لفتت انتباه ملايين العرب الغاضبين والفضوليين أيضاً للتعرف على إسرائيل.
وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية إسرائيل كاتز قوله: "هذه هي طريقة أخرى للتواصل مع العالمين العربي والإسلامي"، وزار كاتز أبو ظبي في تموز/ يوليو، ويدعو لإقامة خط حديدي يربط دول الخليج بالموانئ في إسرائيل على البحر المتوسط.
وفي وزارة الخارجية تعمل مينوحين مع فريق من 10 أشخاص يقدمون محتويات لصفحتين باللغة العربية على فيسبوك وتويتر وانستغرام وقنوات على يوتيوب. ولدى الحسابات ما مجموعه 10 ملايين مشاهد ومتابع أسبوعياً من مختلف الدول العربية.
والكثير من أشرطة الفيديو التي تحمل تنتشر بسرعة واسعة بين المتابعين، ولا تتطرق الموضوعات إلى النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، وتحاول تقديم مظاهر الحياة والثقافة الإسرائيلية. ومن بين المواد التي تمت مشاهدتها بشكل واسع يهودي وعربي تحدثاً عن الكلمات العربية والعبرية المتشابهة.
وفي منشور آخر تحدث إسرائيليون عن الدول العربية التي يرغبون بزيارتها لو أتيحت الفرصة لهم. ويقول الحاخام إلحنان ميلر الذي يشرف على صفحة فيسبوك وقناة على يوتيوب بالعربية: "لم يعد اليهود موجودون في العالم العربي، وليس هناك أحياء يهودية أو أصدقاء يمكن للناس سؤالهم، ولهذا فالعلاقة تحدث عبر منصات التواصل".
وأشارت الصحيفة للمدون السعودي محمد السعود الذي زار إسرائيل والتقى نتنياهو. وقال: "سمعت ولسنوات أموراً مختلفة عن اليهود وإسرائيل" و"نظراً لعدم وجود يهود في السعودية فلم يكن هناك من أساله أو معرفة ما يجري بين اليهود والمسلمين".
وقال إنه بعد زيارة لأمريكا اكتشف أن اليهود "ليسوا أعداءنا". وقال: "النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين هو عن الأرض وليس موضوعاً دينياً ويجب على الفلسطينيين واليهود التوصل إلى اتفاق بينهم".-"عكا للشؤون الاسرائيلية"