الشعبية تنظم تظاهرة حاشدة تضامنا مع الاسير "زهران"
نشر بتاريخ: 23/12/2019 ( آخر تحديث: 23/12/2019 الساعة: 22:21 )
غزة- معا- نظّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، اليوم الاثنين مسيرةً جماهيرية بمشاركة الآلاف في مدينة غزة، دعمًا وإسنادًا للأسير أحمد زهران الذي يُواصل الإضراب المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال، بالتزامن مع هجمة شرسة ومتصاعدة تشنّها مصلحة السجون الاسرائيلية بحق الحركة الأسيرة بأكملها.
وشارك في المسيرة قيادات وكوادر الجبهة الشعبية وممثلون عن الفصائل الوطنية والإسلامية وشخصيات وطنيّة، إلى جانب عائلات وذوي الأسرى وحشد جماهيري. وبدأت المسيرة بوقفةٍ في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، أُلقيَت خلالها كلمةٌ لقيادة فرع السجون في الشعبية، قبل أن تتوجه المسيرة إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غربي المدينة.
وأكّدت الجبهة في كلمتها، التي ألقاها عضو اللجنة المركزية فيها هاني الثوابتة، أمام مقر الصليب الأحمر، على أنّ "ما يجري داخل سجون الاحتلال يتطلّب هبةً واسعة تضامنًا مع الحركة الأسيرة، فمعركة الأسرى هي معركة كافة أبناء شعبنا، وليتحول شعار الإسناد والإجماع الجماهيري على قضية الأسرى إلى مناسبةٍ لتصعيد المقاومة والاشتباك المفتوح مع الاحتلال في مختلف مواقع التماس".
وحمّلت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة رفيقها الأسير الإداري أحمد زهران، المضرب لليوم 93 على التوالي، رفضًا لاعتقاله التعسفي المتجدد، بدون تهمة ومحاكمة، والذي يمرّ بوضعٍ صحيّ خطيرٍ للغاية، وفقد من وزنه نحو 30 كغم بفعل الإضراب.
ودعت الشعبية "جميع المؤسسات الدولية إلى إدانة وفضح سياسات الاحتلال تجاه الأسرى، والضغط لإلزام الاحتلال للالتزام بالمواثيق الدولية المتعلقة بجرائم الحرب فصمتها عار أمام ما يتعرض له الأسرى عموماً والأسير البطل زهران الذي يتعرض للموت البطيء"، مُؤكدةً على أنّ "إعلان محكمة الجنايات الدولية التحقيق في جرائم حرب للاحتلال يجب أن يُشكّل فرصة لإخضاع قادة الاحتلال للمحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب".
وشدّدت الجبهة على أنّ "الهجمة الصهيونية الواسعة على الجبهة الشعبية لن تزيدها إلا عطاءً وتصميماً على مواصلة المقاومة حتى تحقيق أهداف شعبنا، فقد أثبت رفاق الجبهة أنهم قادرون على مواصلة المقاومة بشتى الوسائل والأساليب في مختلف الظروف. وما إعلان العدو أنه قد حقق ضربات وانجازات ضد الجبهة عبر اعتقال العشرات من قادتها وكوادرها وفي مقدمتهم المناضلة خالدة جرار ما هو إلا جزء من الحرب النفسية المبرمجة التي تستهدف ضرب الروح المعنوية لشعبنا ومقاومته، لأن هذا العدو يدرك أن السجن والتعذيب والعزل والإداري لم يعد يجدي ولن يستطيع كسر إرادة وعزيمة رفاقنا، فالجبهة متماسكة وقوية وهي لديها الخبرات والامكانيات لمواجهة هذه الحملة بإصرار عنيد على الصمود والمقاومة والمواجهة".
وقالت الجبهة "إن الهجمة الواسعة على المقاومة وعلى الحركة الاسيرة واستمرار الهجمة الصهيونية الشاملة على شعبنا من تهويد وحصار واستيطان، تدعونا لأن نقف صفاً واحداً، ووحدة متراصة، فالعدو لا يفرق بين أبناء الشعب الواحد، فحملاته ضد الجبهة هي بالأساس تستهدف كل شعبنا وجذوة مقاومته. ما يستدعي نبذ بذور الخلاف والوقوف بوحدة وطنية ميدانية شاملة، تتصدى لهذه المؤامرات والعدوان، وهذا يستدعي حوار وطني شامل نستطيع من خلاله صوغ الاستراتيجية الوطنية الموحدة القادرة على تحشيد كافة الإمكانيات والقدرات وصهرها في بوتقة الفعل الوطني النضالي فالوحدة هي السياج المنيع لمواجهة هذه التحديات".
وأِشادت الشعبية في كلمتها "بصمود الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال وهم يخوضون ببسالة وإصرار معارك الإرادة، محققين أعظم ملحمة نضالية في مواجهة سياسات الاحتلال"، موجهةً التحية للقادة: أحمد سعدات، مروان البرغوثي، حسن سلامة، بسام السعدي، خالدة جرار، إسراء الجعابيص، وجدي جودة، باسم الخندقجي، وجميع الاسرى والأسيرات والزهرات والأشبال وكبار السن والإداريين".
وتخلّلت المسيرة كلمةٌ لقيادة فرع السجون بالجبهة الشعبية، أكّدت على دعم وإسناد الأسير المضرب أحمد زهران وسائر المناضلين والمناضلات من الأسرى في سجون الاحتلال، وهدّدت بخوض برنامجٍ نضاليّ في حال استمرار المماطلة الصهيونيو بالإفراج عن زهران.
وشدّدت منظمة الشعبية بالسجون على التحامها مع الأسير أحمد زهران في معركته ضدّ السجان الصهيوني، وقالت "نُساند الأسير زهران الذي تعرّض بالأمس إلى تحقيق قاسٍ وواجه الجلّاد رافضًا كسر إضرابه، ومُستمرًا في مقاومته والتمسك بمطالبه بإنهاء اعتقاله الإداري التعسفي".
وأضافت "الأسير أحمد زهران يُشكّل النموذج المناضل المثقف المشتبك الذي يواجه المحتل".
وأكّدت المنظمة أنّها جهّزت برنامجًا نضاليًا احتجاجيًا، سيكون من ضمنه الإضراب عن الطعام من الأسرى، وسيتنّ البدء به إذا واصلت إدارة سجون الاحتلال تعنّتها ومماطلتها في الاستجابة لمطلب الأسير زهران بالحرية وإطلاق سراحه من الاعتقال الإداري المُتجدّد.
وختمت قيادة فرع السجون بالجبهة الشعبية كلمتها بالتأكيد على إعلائها لواء المقاومة دومًا، مُوجّهة التحية إلى كل المقاومات والمقاومين ولبنادقهم.
من جهته، ألقى القيادي في المبادرة الوطنية نبيل دياب كلمة القوى الوطنية والإسلامية، عبّر خلالها عن إسناده للأسرى والأسيرات الصامدات والباسلات القابعات في سجون الاحتلال ومعتقلاته، وعلى وجه الخصوص الأسير البطل أحمد زهران والذي يدخل شهره الرابع في الإضراب المفتوح عن الطعام.
وقال دياب "من غزة الباسلة ألف تحية وألف سلام للأسير القيادي أحمد زهران، ألف سلام إلى أسيراتنا الماجدات، إلى الرفيقة المناضلة الأسيرة خالدة جرار، وأسراء الجعابيص، وبشرى الطويل، وشذى الحسن، وسماح جرادات، وميس أبو غوش وإلى كل المناضلات القابعات بصمودهم وهن يكشفن اللثام عن الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال".
وأشاد بالأسير سامر العربيد، لافتًا أنه "تفلوذ وتعود على الصلابة على طريق من سبقوه في البسالة والشجاعة، وأنه ينحدر من مدرسة إبراهيم الراعي وراسم حلاوة"، مُطالبًا "بضرورة اغتنام الفرصة واستثمار إعلان المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية التحقيق في جرائم حرب للاحتلال، وذلك من أجل سحب كل المجرمين الصهاينة أمام المحاكم الدولية.
كما أشاد بالجبهة الشعبية، مُؤكدًا أن "الجبهة الشعبية ومعها كل القوى الحية من قوى شعبنا عصية على الانكسار، وأن الهجمة المسعورة لن تفت من عضد الجبهة وستواصل بعزيمتها وإرادتها نضالها ومقاومتها بالتصدي للاحتلال حتى اقتلاعه وسوائب مستوطنين من أراضينا المحتلة."