غضب شعبي جراء "انهيار الصفا" ومطالبات بمحاسبة المسؤولين

الخليل- متابعة معا - لولا لطف الله، لتوشحت أكثر من عشرين عائلة في الخليل، اليوم الأربعاء، بالسواد، بعد انهيار أجزاء من مدرسة الصفا الأساسية للبنات، بسبب أعمال الحفر التي تتم على سور المدرسة.

وكانت بلدية الخليل، قد وجهت أكثر من إنذار بوقف العمل في الحفريات، وكان آخرها قبل يومين من خلال الشرطة، كما قال المهندس عواد الجعبة رئيس قسم الأبنية في بلدية الخليل.

وأضاف الجعبة :" أعمال الحفريات في البناء بدء العمل بها قبل عدة أشهر، وكنا نتابع باستمرار هذه الأعمال، وفي كل مرة كنا نشعر بأنهم يخالفون القانون كنا نرسل لهم إنذاراً لوقف العمل، حتى أننا قمنا بإرسال إنذار بوقف ومنع العمل في المكان من خلال الشرطة لخطورة الوضع لكنهم لم يلتزموا ".

واستطرد في القول:" قبل أقل من يومين حضر المتعهد الى بلدية الخليل، وطلب إذنا لصب الباطون في الجدران الاستنادية للحفريات، ونظراً لقدوم منخفض جوي على المنطقة، قمنا بمنحه إذن لصب الباطون، لكنه ليم يلتزم بما أخبرنا به".

وكشفت مديرة مدرسة الصفا سائدة طهبوب، عن قيام العمال في الحفريات بوضع دعامات من الحديد أسفل الغرفة التي انهارت يوم أمس الثلاثاء.

وقالت طهبوب:" لدى سؤالي اليوم أحد العمال عن سبب وجود الدعامات، قال بأنهم شاهدوا تشقق في مبنى المدرسة بالأمس، وتم وضع الدعامات للحماية فقط، لكن قدر الله ما شاء فعل، فانهار جزء من المبنى".

وطالب عدد من أولياء الأمور تقديم المسؤولين عن الانهيار للمحاكمة وإنزال أشد العقوبات بحقهم على استهتارهم بأرواح الأطفال والناس بشكل عام.

وقال ابو عمار :" على النيابة العامة والمسؤولين بشكل عام اتخاذ الإجراءات الرادعة لمنع تكرار ما حدث، فلولا لطف الله وعنايته، لوقعت بناتنا في كارثة".

كما قال انور العويوي :" الطمع يقود للتهلكة، الحمد لله، ان اليوم عطلة رسمية، انهار جزء من هذه المدرسة ونخشى ان تنهار مدرسة جمعية الشبان المسلمين الملاصقة للحفريات".

من جانبه قال مدير تربية وتعليم الخليل عاطف الجمل، انه تقدم بشكوى رسمية للنيابة العامة، ضد المتعهد ومحملا إياه المسؤولية عما حدث.

وأضاف:" بخصوص طالبات المدرسة وعددهن نحو 350، سيتم ارسالهن الى إحدى المدارس القريبة في الفترة المسائية، لحين قيام المتعهد او صاحب الحفريات بإعادة الأمور الى ما كانت عليه، وبعد موافقة اللجنة المشتركة التي تم تشكيلها لدراسة وضع المدرسة".

وأوضح د. م. رمزي القواسمي نقيب نقابة المهندسين فرع الخليل، بأنه من الواضح أن انهيار صخري او للتربة وقع أسفل أساسات المدرسة، وكان يتوجب أخذ طبيعة التربة بعين الاعتبار وعمل الإجراءات اللازمة من تدعيم للحيلولة دون حدوث ما حدث، لكن لم يتم اتخاذ كافة إجراءات السلامة والوقاية، واعتقد بأن اللجنة الفنية التي تم تشكيلها، ستدرس الموضوع من جميع الجوانب والتفاصيل ، وتضع توصياتها للجهات المختصة".

وأضاف القواسمي:" الحمد لله ان اليوم هو يوم عطلة رسمية، وإلا لكانت الكارثة قد وقعت، وهذا يدق ناقوس الخطر على اتخاذ كافة إجراءات السلامة العامة في جميع المنشآت التي يتم فيها البناء والحفر، وعلى الجميع القيام بمسؤولياته لمنع تكرار ما حدث".

وقال مدير الدفاع المدني في محافظة الخليل العقيد يزن عمر:" تم تشكيل لجنة متابعة وتحري في هذا الانهيار الجزئي مكونة من لجنة السلامة العامة بالمحافظة ومهندسي الدفاع المدني ومهندسي نقابة المهندسين للوقوف على الأسباب والمسؤولية وراء هذا الانهيار".

وأضاف، بانه تم تقرر إغلاق المدرسة ومحال تجارية قريبة و وضع أشرطة تحذيرية لحين التأكد من توفر اشتراطات الوقاية والسلامة فيها وتصويب الأوضاع .

يشار الى أن مدرسة الصفا قد بنيت منذ أكثر من 50 عاماً وهي من المباني التاريخية في مدينة الخليل.