قسيسيه ينقل تهاني الرئيس إلى بابا الفاتيكان
نشر بتاريخ: 09/01/2020 ( آخر تحديث: 09/01/2020 الساعة: 22:10 )
القدس - معا -نقل سفير دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي سعادة السفير عيسى قسيسيه الى قداسة البابا فرانسيس تحيات وتهنئة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، وتأكيده بدعوة قداسته لاستئناف المفاوضات على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين، والرفض المطلق للاستيطان الذي يخالف الشرائع الدولية.
جاء ذلك خلال لقاء قداسة البابا فرانسيس مع السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة حيث تطرق قداسته إلى عدة قضايا دولية ومناطق التوتر الإقليمية ووضع حقوق الإنسان والهجرة، مركزا على العمل المشترك للوصول إلى العدل والسلام العالمي وخص بالذكر منطقة الشرق الأوسط.
وعبر قداسة البابا في كلمته السنوية عن أهمية نداء القدس الذي وقعه مع جلالة الملك محمد السادس في زيارته في شهر أيار إلى المملكة المغربية، وهنا تحدث قداسته عن قداسة و خاصية القدس ( كما سماها القدس الشريف) وبعدها الروحي باعتبارها مدينة السلام ، واعتبر ان المدينة مقدسة للديانات السماوية الثلاث ، حيث انها تبقى رمزا للحوار والتعايش المشترك، وفي هذا السياق ناشد قداسته المجتمع الدولي للحاجة الملحة للتأكيد والحفاظ على القانون الدولي بما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعمهم لعملية السلام بين فلسطين وإسرائيل.
كما عبر قداسته عن قلقه من استمرار الوضع المتدهور في الشرق الأوسط وخاصة بما يتعلق بالأحداث الأخيرة والتوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي اعتبرها نكسة للعملية التدريجية لإعادة بناء العراق و تهديد الامن الدولي، والذي على الجميع ان يتفاداه ، وهنا ناشد قداسته أطراف الصراع أن يتفادوا التصعيد وان يبقوا على الحوار وضبط النفس على أساس احترام القانون الدولي.
كما تطرق البابا إلى الاوضاع في سوريا وعبر عن تعاطفه مع الشعب السوري آملا ان يخرج من هذه الحرب المهلكة ويبدأ اعادة البناء، و استرجاع السلام ، كما قدر عاليا خاصة الجمهورية اللبنانية والمملكة الاردنية لاستضافتهم اللاجئين السوريين رغم محدودية إمكانياتهم متمنيا على اليمن وليبيا ان يخرجا من ماساتهم بسبب الحروب ، حيث اعتبر ان الوضع هناك الاكثر مأساوية بخصوص الأزمات الإنسانية في تاريخنا الحديث ونبه ان استمرار الوضع في ليبيا يشجع على التطرف و الفقر واستغلال الوضع من قبل منظمات إجرامية.
وهنا دلل قداسته على الوثيقة التي وقعها في دولة الإمارات العربية المتحدة مع الإمام الأكبر للازهر احمد الطيب لتوقيع وثيقة " لقاء الإخوة والإنسانية " والتي اعتبرها حجر زاوية لتعميق التفاهم بين المسيحيين والمسلمين والعيش المشترك في مجتمع متعدد الثقافات والديانات منبها الى خطورة استغلال الدين لتبرير أعمال غير اخلاقية وقمع الاخر ، وذكر ان الوثيقة تتحدث عن المواطنة للجميع وان الحديث عن " أقلية " في المجتمعات العربية ينتقص من مبدأ المساواة بين الجميع ، واعتبر أن الوثيقة هي الأساس لتعميق التفاهم والاحترام المتبادل والعيش المشترك بين الديانات السماوية المختلفة.