نبيل شعث : عملية البناء والاعمار لن تتحقق بالشكل المطلوب بدون تحقيق الأمن والقضاء على فوضى السلاح
نشر بتاريخ: 21/10/2005 ( آخر تحديث: 21/10/2005 الساعة: 15:34 )
خانيونس - معا - أكد د. نبيل شعث نائب رئيس الوزراء ووزير الأعلام أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس لن يقبلا باستمرار حالة الفلتان الأمني, والفوضى السائدة في المجتمع الفلسطيني, لأن الشعب يدفع ثمناً باهظاً نتيجة للحالة الأمنية السائدة وتفشي السلاح, والذي كان بالأمس القريب موجها نحو الاحتلال فقط ولكن أصبح اليوم يستخدم في المشاكل العائلية والشخصية, ليصيب المواطنين الأبرياء وعابري السبيل كما يحدث في مدينة خانيونس وغيرها من مدن قطاع غزة.
وأوضح شعث أن هذ الوضع يشكل تحديا كبيرا للسلطة الفلسطينية ولحركة فتح ما يدفعنا إلى العمل بكل قوة من اجل القضاء على فوضى السلاح، وذلك بطريقتنا الفلسطينية وبأسلوبنا الفلسطيني، دون اللجوء إلى القوة التي قد تتسبب في حرب أهلية كما حدث في لبنان على مدار عشر سنوات أعقبت الاحتلال الإسرائيلي لبيروت.
وأكد شعث على أن عملية البناء والأعمار لن تتحقق بالشكل المطلوب الذي نريده دون تحقيق الأمن، والاستقرار والقضاء على ظاهرة الفلتان الأمني وفوضى السلاح التي يشهدها الشارع الفلسطيني.
وأكد شعث على أن تحقيق الأمن والاستقرار لشعبنا الفلسطيني لا يأتي الآ من خلال وحدة حركة فتح وتوحيد صفوفها ووحدة الشارع الفلسطيني من خلال الحوار المتواصل مع الفصائل الأخرى واجراء الانتخابات في موعدها موضحا أن القيادة الفلسطينية تعمل من اجل تحقيق هذه المتطلبات.
وأوضح شعث أن اللجنة المركزية للحركة تعكف حاليا على إعداد النظم والدراسات لانتخاب لجنة مركزية جديدة, وقال" لا يطمح احد من أعضاء اللجنة الحاليين بان يبقى طوال العمر في موقعه ومركزه "، داعيا "كافة أبناء حركة فتح إلى تجديد عضويتهم في حركة فتح من اجل التوجه الى العملية الانتخابية الداخلية للخروج بلجنة مركزية قوية ومجلس ثوري لنبني معا متحدين دون خوف أو تردد ، لنثبت للعالم أننا شعب نستطيع أن نمارس العملية الديمقراطية بنفس قدرتنا على النضال ومقاومة الاحتلال عندما نتعرض للعدوان".
وأوضح أن حركة فتح لم تعان يوما من تدافع الأجيال ، بل كانت على مدار سنوات طويلة تمثل مختلف الأجيال جيلا بعد جيل لأنها حركة الشعب الفلسطيني ، وان الصراع والمعاناة كانا مع الاحتلال الذي يتوسع في الاستيطان ، ومصادرة الأراضي وتشريد آلاف المواطنين من بيوتهم ومنازلهم ، وتهويد مدينة القدس ، ونهب الخيرات الفلسطينية ، وتمزيق الأرض والإنسان الفلسطيني.
ودعا شعث كافة أبناء حركة فتح للمشاركة في الانتخابات الداخلية " البرايمرز " بكل قوة وإرادة من انتخاب قيادة جديدة للحركة تعمل على رقيها ودفعها إلى الأمام ،فلا يوجد احد في قيادة الحركة يرفض الانتخابات سواء الداخلية او العامة لترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني مضيفا انه لكل فلسطيني الحق في الاختيار.
وقال شعث الذي كان يتحدث أمام حشد كبير من أبناء الحركة في مدينة خانيونس :" نحن مطالبون جميعا بالعمل الدءوب من اجل ترسيخ وحدة حركة فتح والتي عملت على تحقيق وحدة شعبنا في مختلف أماكن تواجده سواء كان في الخارج والشتات أو في الداخل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي داخل أراضي الخط الأخضر ، فحركة فتح بقيت تمثل كل الأجيال الفلسطينية على امتداد سنوات طويلة من النضال الفلسطيني ، لأن الشهيد ياسر عرفات حينما تحدث عن أطفال "الاربي جيه" فانه يتحدث عن أطفال الحجارة في الانتفاضة الأولى وفارس عودة ومحمد الدرة في الانتفاضة الثانية " وأضاف هذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه أبناء حركة فتح التي يجب أن تفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة من خلال الالتفاف حول مرشحيها ومساندتهم" .
ووجه شعت نداء إلى كافة أبناء فتح للتمسك بمباديء الحركة التي هي مباديء كل حر شريف في هذا العالم ووفاء إلى روح الشهيد ياسر عرفات الذي ظل يناضل رغم الحصار في المقاطعة ويرفض المساومة على حقوق شعبنا ، مشيرا الى خطورة المرحلة التي يواجهها الشعب الفلسطيني من تحديات جسام للشروع في إعادة الأعمار وبناء ما دمره الاحتلال ، مشيرا "أن العالم لن يقدم، أي دعم و مساندة لنا أو الوقوف الى جانبنا ، او المساعدة في بناء الاقتصاد ، دون أن نكون متحدين وملتفين حول قضايانا ومصلحتنا الوطنية التي تتطلب اليوم أكثر من ذي قبل أن نكون على قدر وحجم المسؤولية التي تواجهنا" .
ودعا شعت كل المناضلين الشرفاء الذين حملوا السلاح في مواجهة الاحتلال خلال السنوات الماضية إلى التكاتف من اجل البناء وتحقيق المستقبل لابناء الشعب الفلسطيني بعد سنوات القهر والظلم التي واجهها موضحا "انه وبدون الأمن لن يتحقق البناء".