نشر بتاريخ: 13/01/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 04:59 )
القدس- معا -وقعت تشققات وانهيارات أرضية واسعة في حوش "النيرسات" في باب السلسلة داخل القدس القديمة، نتيجة الحفريات الاسرائيلية أسفل المنطقة لشق أنفاق في المنطقة.
واشتكى أهالي الحي من توسع رقعة التشققات في جدران والأسقف وظهور انهيارات في أرضيات منازلهم والمحلات التجارية، وعدم قدرتهم على اغلاق أبواب منازلهم بسبب الهبوط الأرضي، وتكسر البلاط، وتسرب المياه من الأسقف، إضافة الى تدفق المياه من الأرضيات، فيما تتجاهل البلدية ضرورة تصليح البنية التحتية بشكل فوري، رغم دفع سكانها الضرائب المختلفة المفروضة عليهم.
وحذر السكان من انهيار كامل لمنازل الحي، في ظل توسع الانهيارات والتشققات وعدم تصليح البنية التحتية.
وقالت الحاجة عايدة عابدين أن العائلة أنهت عملية ترميم منزلها في الحوش قبل عدة أيام، لتفاجئ بتصدعات وتشققات واسعة داخل المنزل، "الحوش بده يوقع" والبلدية غير مهتمة بالأمر.
فيما أوضحت سيدة تسكن في الحوش أن التصدعات والتشققات وهبوط البلاط ظهرت بشكل مفاجئ خلال اليومين الماضيين، تزامنا مع أعمال حفر لشبكة المياه في السوق، وقالت :"كانت المياه تنزل على المصرف بشكل طبيعي، واليوم أًصبحت تعود للوراء، حاولنا التحدث مع عمال البلدية الذين يعملون خارج
الحوش، لكنهم لم يهتموا للمشكلة."
المواطن رشيد زاهدة -أحد السكان- أوضح أن موظف البلدية طالبهم بالتوقيع على ورقة "بأن التشققات والانهيارات الأرضية ليست بسبب الأعمال التي يتم تنفيذها"، على أن تقوم البلدية بعمل ترميم وتصليح وتبليط لشبكة البنية التحتية، لكن العائلات رفضت ذلك.
وقال :"أن القدس البلد "يتيمة" ويوجد تقصير كبير بحقها، ولا أحد يلتفت ويهتم بمعاناة السكان، وبالخطر الذي يتهدد حياتهم".
أما عائلة سليمي فاضطرت لاخلاء جزء من منزلها وانتقلت للعيش في غرفة علوية، بسبب التصدعات الواسعة في الجدران، وقالت العائلة :"نحن في المنزل 8 أفراد وين بدنا نروح، البناء في غاية الخطورة، لا يمكننا ترك منزلنا واستئجار بيت، ولكن الخوف من وقوع المنزل بل الحوش بأكمله."
كما قال التاجر سامر أبو جودة:" ان التشققات وما ينتج عنها من الرطوبة وتدفق المياه تؤدي الى سقوط بعض الفتتات من السقف، وأقوم باستمرار بتنظيف البضائع المعروضة، كما ازدادت خلال الفترة الأخيرة روائح الصرف الصحي في المكان".
المختص في شؤون القدس الدكتور جمال عمرو أكد وجود حفريات متشعبة أسفل منطقة باب السلسلة، شمالا باتجاه باب العمود وغرباَ باتجاه باب الخليل، وأضاف أن المباني التاريخية يعتمد صمودها وثباتها على سماكة الجدران وكثافتها ورصها على بعضها البعض، وفي حال تفريغ الطبقات الدنيا أسفل جدران المباني هناك خطورة كبيرة.
وأشار أن البناء القديم لا يوجد فيه خرسانة أو جسور مدعمة" كاسلوب المنشآت الحديثة"، حيث تقوم بضغط الاوزان على الجدران وعلى الطبقات السفلى للأرض، وهذه ثبتت الاف السنين دون أي تشقق أو خلل، لكن ومع عمليات التفريغ الأتربة والحجارة لشق الأنفاق وتشكيل مدينة أسفل المدينة، ظهرت التشققات .
وأوضح لوكالة معا أن سلطات الاحتلال تقوم بتفريغ الطبقات السفلى، ومن المؤكد حدوث التشققات والتصدعات، فالوضع في منتهى الخطورة والأسوأ قادم.
وقال عمرو :"لا يحصل الانهيار لحظة الحفر، فمادة ربط الحجارة قديما هي" الجير" وهو مادة صلبة وتزداد صلابة وتحجر مع مرور الزمن لكن عندما تتعرض لعمليات تفريغ سفلية، تتآكل وتتفكك المادة الرابطة ويبدأ الهبوط".
وأشار عمرو أن الحفريات في باب السلسلة بدأت عام 2004، حينما بدأت التشققات بالظهور، لافتا أن سلطات الاحتلال أجرت 104 حفريات في القدس منذ احتلالها، منها 20 فاعلة.
وحول وجود مياه أسفل المنازل، قال الدكتور عمرو :"لا احد يجزم ويؤكد مصدر المياه لأنها من عدة مصادر ، منها مياه طبيعة من "باب العمود والخليل"، كما يوجد في المنطقة مواسير فخارية وثالثة معدنية، لتمديدات المياه وتمديدات الصرف الصحي.
وطالب عمرو من اليونسكو إرسال وفد هندسي مختص مع ممثلين من الأوقاف والهيئة الإسلامية المسيحية وهيئات دولية ونقابة المهندسين لفحص ما يجري في منطقة باب السلسلة.