نشر بتاريخ: 15/01/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 04:59 )
غزة- معا- صمّم طلاب من كلية الهندسة المدنية في الجامعة الإسلامية نموذجًا أوليًا لجزيرة اصطناعية في بحر غزة، أطلقوا عليها اسم " شون أوليفر"، بهدف إقامة مدينة طبية عليها، تختص بتقديم الرعاية التلطيفية لمرضى السرطان، وذلك ضمن مشروع تخرجهم الذي يُعنى بإيجاد حلول لمشاكل بيئية في قطاع غزة.
وشارك في فكرة البحث وتصميمه هندسيًا كل من الطالب: حسين حمد، يوسف ياسين، إسماعيل البيطار. وأفاد الطالب حمد بأن فكرة المشروع قد انبثقت نتيجة لضآلة الأراضي في قطاع غزة، والحاجة إلى تفعيل دور الرعاية التلطيفية لمرضى السرطان، إلى جانب العمل على الارتقاء بالوعي الإنشائي للمهندسين من خلال إدخال نظم جديدة، ومواكبة أحدث التطورات العالمية.
وأكد الطالب البيطار أنهم قد أجروا دراسة على أغلب المناطق القريبة من الشاطىء، ووقع الاختيار على منطقة ميناء الصيادين؛ لبعدها عن مصادر التلوث البيئي ومواقع التدريب العسكرية، منوّهًا إلى أنهم قد أطلقوا على الجزيرة اسم " شون أوليفر" تكريمًا للناشط الأسترالي الذي لقي حتفه في البحر أثناء إنقاذه طفلًا صغيرًا.
وأشار الطالب ياسين إلى أنهم قد صمموا الجزيرة بشكل دائري استنادًا إلى توصياتٍ من دراسات عالمية سابقة، لافتًا إلى أن مساحة الجزيرة تبلغ 70 دونمًا بقطر 298 متر، وتبعد عن الشاطىء مقدار 300 متر، فضلًا عن أنه قد تم وضع تصميم لجسر هوائي يصل اليابسة بالجزيرة، وتم دراسة الظروف البيئية المحيطة بالجزيرة، ووضع حلول جذرية للمخاطر التي قد تنجم عنها بعد ذلك.
وأوصى الطلبة الباحثون بضرورة تأهيل طلبة الهندسة المدنية في مجال مشاريع السواحل بشكل كافٍ، والاهتمام بمخرجاتهم البحثية، وإيجاد دعم مالي لتطبيقها، كما دعوا إلى ضرورة افتتاح مختبرات متخصصة في تحليل تربة الشاطىء وتربه البحر، وكذلك العمل على توفير معدات لازمة للمنشآت البحرية، إلى جانب عمل دراسات جدوى اقتصادية لمثل هذه المشاريع.
ومن جانبه، أشاد الدكتور مازن أبو الطيف-مشرف البحث- بتميز الطلبة الباحثين ونوعية المشروع، وإتقان تصميمِه، وآلية عرضِه، مشيرًا إلى ضرورة الالتفات إلى مثل هذه المشاريع لمواجهة المشكلات البيئية المتفاقمة التي يعاني منها قطاع غزة.
وفي سياق متصل، صمّم كل من: محمود البطش، محمد بدر، إبراهيم حمودة، أحمد الطيب، نموذجًا لجزيرة اصطناعية في بحر غزة، تساهم في حل أزمة الكثافة السكانية في قطاع غزة من خلال خلق مساحات جديدة، علاوة على تشجيع حركة السياحة في القطاع والارتقاء بالاقتصاد المحلي.
وأفاد الطالب البطش أنه قد تم وضع مقترح إنشاء الجزيرة في منطقة الزوايدة- المنطقة الوسطى- على بعد 800 متر من الشاطىء بمساحة 15 كيلومتر مربع، لافتًا إلى أنّ هذا المشروع هو أحد التوجهات العالمية التي تسعى إلى تطبيقه أغلب الدول الساحلية لتحسين حركة السياحة. ويعزو البطش سبب اختيار منطقة الزوايدة لمزايا عدة منها: سهولة الوصول للمنطقة، أرض البحر مسطّحة وسهلة، الهدوء النسبي والإطلالة الجيدة.
وقال الطالب حمودة بأن تصميم الجزيرة يقوم على استخدام الحجر الفلسطيني "الجماعين" لحماية الجزيرة؛ لأنه يقاوم التفاعلات الكيميائية، ورمل البحر للطمم، وشرائح حديدية فولاذية لتسييج الجزيرة، ومعادن مختلفة؛ لطول عمرها الزمني، وكذلك آلات ومعدات ضخمة لسحب الرمل وضخه إلى مكان الجزيرة.
ونوّه الطالب بدر إلى أن أهم معايير إقامة المنشآت البحرية تعتمد على تحويل الموجة لقوة وتصميم جسم المنشأة بناءً عليها، وكذلك دراسة وتحليل تربة البحر، وعمق البحر، والتضاريس الداخلية للبحر، مشيدًا بأهمية مساقات هندسة الموانئ، وهندسة الأساسيات، وهندسة التربة، والتحليل الإنشائي، ومساق الهيدروليكا في مساعدتهم على تصميم الجزيرة.
وبدوره، ثمّن الأستاذ الدكتور مازن القدرة-مشرف البحث- جهود الطلبة في التنقيب عن أفكار إبداعية خلّاقة تخدم بيئة القطاع، مُلَخِّصًا أبرز التحديات التي واجهت الطلاب أثناء البحث، في ندرة المعلومات المتاحة حول تصميم المنشآت البحرية، وقلة عدد المساقات الجامعية التي يتم تدريسها بهذا الخصوص.
وأوصى الطلبة الباحثون بضرورة تطوير مساقات علوم المنشآت البحرية، وتأهيل الكوادر الأكاديمية في ذات المجال، بالإضافة إلى تدريس برامج حاسوبية جديدة تركز على عمل نمذجة للأمواج والقوى المؤثرة.