الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الذكرى الـ 30 لاستشهاد القائد الفلسطيني الدكتور وديع حداد " أبو هاني"

نشر بتاريخ: 29/03/2008 ( آخر تحديث: 29/03/2008 الساعة: 23:11 )
بيت لحم -معا- صادف يوم أمس الذكرى الــ 30 لاستشهاد القائد الفلسطيني وديع حداد " أبو هاني" ابن مدينة صفد الفلسطينية الذي استشهد عام 1978 في ألمانيا الشرقية، اثر صراع مع مرض غامض ألم به، كشف النقاب عنه أخيراً الموساد الإسرائيلي الذي اعترف باغتياله بواسطة قطعة شوكولاته مسمومة.

وتأتي ذكرى استشهاد هذا القيادي مختلفة عن سابقاتها، حيث تؤين الجبهة هذه الايام مع جماهير شعبنا وأمتنا العربية وأحرار العالم رفيق درب كفاحه د.جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة مرور اربعين يوما على رحيله.

وعُرف عن الشهيد الكبير وديع حداد بأنه الطبيب الذي لا يرتاح أبداً، ولم يخش الموت، فهو من دشن بامتياز أسلوب حق الضحية في اختيار طريقة مقاومة جلادها، فقاد وخطط وأشرف على سلسلة عمليات فدائية حول العالم هزت أركان دولة الاحتلال وحلفائها ورفع شعار " وراء العدو في كل مكان"، فكانت عملية مطار اللد وعملية أوبك وعملية عنبتي وعملية مقديشيو ومطاردة طائرات " العال" الاسرائيلية في كل مطار.

كما عُرف عنه تجواله الدائم بين المقرات السرية في بيروت ومواعيده الموزعة بين بغداد وعدن ومقديشيو كما عرف برجل الاستطلاع واختيار الأهداف وإعداد الوثائق والمنفذين وتحديد ساعة الصفر، بالإضافة إلى أنه كان مدرسة في نكران الذات، وقد ألزم نفسه ورفاقه القواعد الصارمة في عمله الصعب.

وكان تعاونه مع أي فصيل تحكمه حدود واضحة، فكانت الفاعلية هي الهاجس، ومن أجلها أسقط الشهيد وديع من حسابه لعبة الصفوف الأمامية، وبريق المواكب والصالونات، ومتعة الابتسام أمام العدسات، لم يدل بحديث صحفي ولم يترك مذكرات وحين غاب اصطحب معه غابة أسراره.

ولم تمنع العلاقة الحميمة والاستثنائية التي ربطت القائدين الكبيرين وديع والحكيم من الاختلاف حول استمرارية العمليات العسكرية التي نفذتها الجبهة، والخط التكتيكى العسكري الذي قاده الرفيق الشهيد وديع والذي كان في حينه ضرورة من ضرورات إشهار القضية الفلسطينية وتعريف العالم بمعاناة هذا الشعب جراء الغزوة الصهيونية الاحلالية التي شردته من أرضه ووطنه ورمت به في شتات الأرض ومخيمات اللجوء المختلفة.

وقد سئل الحكيم يوماً عن سر علاقته بوديع، فصمت قليلاً وطفا عليه الحزن ثم أجهش في البكاء المشحون بألم ظاهر، وقال: " إن وديع حاضر في عقلي وقلبي".