الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجهاد الإسلامي تدعو لانتفاضة شعبية لمواجهة صفقة القرن

نشر بتاريخ: 26/01/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:00 )
الجهاد الإسلامي تدعو لانتفاضة شعبية لمواجهة صفقة القرن
غزة- معا- نظمت حركة الجهاد الإسلامي مؤتمرا حاشدا، حمل عنوان "القدس لنا وسنحميها بدمائنا" دعما وإسنادا لمقاومة أهالي القدس وتأييدا لرباطهم في المسجد الأقصى المبارك، وذلك ضمن سلسلة فعاليات أعلنت عنها الحركة تضامنا مع الأقصى والقدس، ستنظم في مختلف محافظات قطاع غزة.
وحضر المؤتمر جمع غفير من قيادات وكوادر ومناصري حركة الجهاد الإسلامي، يتقدمهم أعضاء المكتب السياسي للحركة، إلى جانب ممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية.
وأكد الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن صفقة القرن لن تمر، ولن يوافق عليها فلسطيني واحد، مشددا على أن القدس والأقصى سيعودان إلى أصحابهما الحقيقيين طال الزمن أو قصر.
وقال الشيخ عزام: لا يمكن لأمريكا أن تسيطر على هذه الأرض المباركة، فهناك أحرار في هذه الأمة لا زالوا يقاومون ويقولون لأمريكا وإسرائيل: لا.. المسجد الأقصى لن يكون هيكلا، والقدس لن تصير أورشليم".
وأوضح أن صفقة القرن التي يتحدث عنها ترامب، ليست إلا تصفية للقضية الفلسطينية ومحاولة لفرض الاستسلام على الأمة كلها، مضيفا: لن تتجرأ دولة عربية واحدة على تأييد صفقة القرن علنا، ولن يوافق عليها فلسطيني واحد".
وتابع الشيخ عزام بالقول: موازين القوى ليست في صالحنا اليوم، لكن هذه الموازين ليست دائمة، وما يجري اليوم هو أمر مؤقت بالنسبة لنا ولا يمكن أن يغير الحقائق، وصفقة ترامب لن تخيفنا ولن تثنينا عن مواصلة طريقنا من أجل استرداد الحق وإزاحة هذا الكابوس الذي يخيم على أرضنا المباركة".
وقال عضو المكتب السياسي للجهاد: هؤلاء الطغاة يحاولون فقط، وقد يسقط في هذه المحاولات ضحايا، فنحن قدمنا على هذه الطريق خيرة أبنائنا وقادتنا، والطغاة على مر السنين قتلوا الملايين من المسلمين، وحاولوا أن يشوهوا تاريخ بلادنا، لكنهم انهزموا واندحروا في النهاية، وأصبحت دماء الشهداء وقودا ينير الدرب للأجيال".
وجدد الشيخ عزام التأكيد على أن القدس هي قلب الإسلام وجوهر التاريخ، ولا يمكن لبعض الحمقى أن ينجحوا في إخراجها من سياقها، معربا عن استغرابه لانشغال كثير من العرب عن القدس والأقصى وتشجيعهم لخطط ترامب ومشاريعه.
حراك جماهيري
من جهته، دعا الأستاذ خالد البطش عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، إلى حراك جماهيري شعبي في الضفة والقدس وغزة والأراضي المحتلة عام 48 وفي الشتات، لمواجهة صفقة القرن ومنع تمريرها، مبينا أن الأمريكان بقيادة ترامب اختاروا المواجهة المباشرة مع الشعب الفلسطيني، وقرروا تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية مستغلين حالة الضعف والتكسر في المواقف العربية.
وقال الأستاذ البطش في كلمة له خلال مؤتمر "القدس لنا وسنحميها بدمائنا": ندعو لتحرك الجماهير في الضفة وغزة والقدس والداخل المحتل والشتات، وتحويل هذه الأماكن إلى ساحات انتفاضة ضد صفقة القرن، ولتصل رسالة شعبنا بأننا لن نستسلم للأمريكي ولن نقف مكتوفي الأيدي ننتظر العون من الذين فقدوا القدرة على العمل".
وأشار إلى أن العرب أصبحوا وسطاء وعرابين لتمرير صفقة القرن بعد أن فتحوا عواصمهم للعدو الصهيوني بهدف التطبيع معه تحت عناوين أمنية واقتصادية وعسكرية، بإيعاز من إدارة البلطجي ترامب.
وأضاف بالقول: العدالة الدولية المفقودة، هي الكذبة الكبرى التي تُستغل اليوم لتمرير مخططات العدو برعاية أمريكية.
كما دعا الأستاذ البطش، الرئيس محمود عباس، للقدوم إلى غزة، من أجل إنهاء الانقسام والبدء بإجراءات المصالحة واستعادة الوحدة، لمواجهة تحديات صفقة القرن، لأن الزلزال السياسي الذي يقوده ترامب سيضرب عمق الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأحد أن ينتزع القدس منه، مشددا على ضرورة قيام الفلسطينيين بواجب الدفاع عن أنفسهم، لأنهم إن لم يفعلوا ذلك، فلن يقوم أحد بهذه المهمة نيابة عنهم.
ودعا البطش جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لوقف التنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة، وسحب سفراء الدول العربية والإسلامية من أمريكا احتجاجا على ما تقوم به من دعم للعدو الصهيوني على حساب تضييع حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي البيان الختامي للمؤتمر، الذي تلاه الشيخ خضر حبيب، أكدت حركة الجهاد الإسلامي وقوفها الكامل مع المقدسيين في رباطهم وثباتهم، معلنة عن سلسلة نشاطات مساندة للمقدسيين تشمل برامج ستقام في كافة مساجد قطاع غزة، وبشكل يومي بعد صلاة العشاء، تبدأ من الجامع العمري الكبير.
ودعت الحركة أبناء شعبنا للنفير العام والاستعداد للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى وشد الرحال إليه، والتصدي لهذا الفصل الجديد من العدوان والإرهاب الذي دشنه هؤلاء الزعماء الذين جاءوا بدعوة باطلة إلى القدس "في منتدى النفاق والتهويد" في تنكر سافر لكل قيم العدالة.
وطالب البيان الختامي العرب والمسلمين جميعاً إلى تحمل مسؤولياتهم في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك الذي يمر بواحد من أخطر فصول المؤامرة والعدوان عليه، داعيا علماء الأمة كافة لإعلان براءتهم من الخيانة التي ارتكبها المدعو محمد العيسى والوفد الذي رافقه في المشاركة بمنتدى النفاق والتهويد في القدس المحتلة قبل يومين.
وأعلنت حركة الجهاد رفضها بالأقوال والأفعال لما يسمى "صفقة القرن" ولكل المخططات التي تستهدف قضيتنا وحقوقنا وثوابتنا، متوجهة بالتحية للشيخ المجاهد عكرمة صبري وللمرابطين في المسجد الأقصى.
وأكد البيان على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة المؤامرات والمخططات التي تستهدفنا جميعاً، "فلا متسع اليوم للانقسام ولا متسع للفرقة والمناكفة والانشغال بالقضايا الثانوية، بل يجب أن نتوحد جميعا ونرص الصفوف في هذه المواجهة التي سنخرج منها منتصرين وأقوياء".