22 أسيرا مصابا بالسرطان يعانون الموت البطيء
نشر بتاريخ: 05/02/2020 ( آخر تحديث: 09/02/2020 الساعة: 10:55 )
رام الله- معا- أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن 22 أسيراً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون من مرض السرطان القاتل بمختلف أنواعه، دون أن تقدم لهم إدارة السجون علاجاً مناسباً لحالتهم الصحية سوى المسكنات الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على حياتهم ويعرضهم للموت في أي لحظة.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث "رياض الأشقر" في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان الذي يصادف الرابع من فبراير كل عام، بأن الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال حياتهم مهددة بالخطر، نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية ، حيث يقدم لهم الاحتلال ما يبقيهم أحياء فقط ، كي لا يتحمل مسئولية وفاتهم داخل السجون .
معاناة مضاعفة
وأشار" الأشقر" إلى أن مرض السرطان يعتبر السبب الأول في استشهاد الأسرى داخل السجون الذين ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد حيث استشهد أسيرين العام الماضي بعد معاناتهم من مرض السرطان وهم "الشهيد "بسام أمين السايح" من نابلس، والأسير "سامى ابودياك" من مدينة جنين، وقد رفض الاحتلال اطلاق سراحهما لخطورة حالتهم المرضية .
وقال "الأشقر" بان الأسرى المصابين بالسرطان يعانون بشكل مضاعف، ويعيشون ما بين سندان الأسر وظروفه القاسية وانتهاكات الاحتلال وحرمانهم من كافة حقوقهم، وما بين مطرقة مرض السرطان الخطير الذي لا يوجد له دواء شافياً في ظل استهتار الاحتلال بحياة الأسرى وعدم تقديم العلاج اللازم لهم .
حالات جديدة
وقال "الأشقر" بأن الظروف القاسية داخل سجون الاحتلال تعتبر ارضية خصبة لإصابة الأسرى بالأمراض بما فيها الخطيرة، وما بين الحين والاخر يتم اكتشاف اصابة احد الأسرى بمرض السرطان، كان اخرهم الأسير المسن "موفق نايف عروق " 77 عاما" من مدينة الناصرة داخل الأراضي المحتلة عام 48 ، والذي تبين بأنه يعانى من مرض السّرطان في الكبد والمعدة، ونقل الى مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي عدة مرات إثر تدهور ملحوظ على حالته الصحية ،وهو معتقل منذ 17 عاماً، ومحكوم بالسجن لمدة 30 عاماً، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكل استثنائي.
وكذلك تبين مؤخراً اصابة أكبر الأسرى سناً "فؤاد حجازي الشوبكي" (81 عاماً) بمرض سرطان "البروتستاتا" وتم نقله الى المستشفى لتلقي العلاج اكثر من مرة دون فائدة، و حالته الصحية تتراجع بشكل مستمر، ورفض الاحتلال العشرات من المناشدات التي صدرت عبر جهات مختلفة لإنهاء معاناته، حيث امضى 13 عاماً من حكمه البالغ 17 عاماً .
تراجع مستمر
وبين "الأشقر" بأنه نتيجة عدم توفر علاج مناسب للأسرى المصابين بالسرطان فان أوضاعهم الصحية تتراجع بشكل مستمر، ومنهم الأسير "ياسر ربايعة" (44عاماً) من محافظة بيت لحم، والمعتقل منذ عام 2001 ومحكوم بالسجن المؤبد، ويعانى من سرطان الأمعاء، وحالته الصحية في تراجع، وتماطل ادارة السجون في إجراء عملية جراحية له لاستئصال الورم .
كذلك تراجعت صحه الأسير " كمال أبو وعر" (46 عامًا) من مدينة جنين، و المعتقل منذ العام 2003، ومحكوم بالسجن المؤبد، و يعاني من مرض السرطان في الحلق والأوتار الصوتية وبدء يعانى من تكسّر في صفائح الدم، وحالته الصحية تتدهور بشكل ملحوظ، وقد يفقد صوته في وقت قريب.
وتعتبر حالة الاسير "ابووعر" من الحالات الخطيرة في سجون الاحتلال، ويتلقى جلسات الإشعاع في مستشفى "رمبام" بحيفا ولكن ليس بشكل منتظم.
كذلك الأسير "فواز سبع بعارة" الذي تراجعت صحته رغم إجراء عملية جراحية له في مستشفى العفولة لاستئصال ورم سرطاني قرب الإذن ، حيث بدء بعدها يشعر بضعف رؤية في عينه اليسرى، ولا يتلقى سوى المسكنات .
كما تراجعت صحة الأسير المصاب بالسرطان "معتصم طالب رداد"، من طولكرم، حيث يعاني من قصور في عمل القلب، والتهابات مزمنة بالأمعاء، ونزيف حاد ومتواصل، وآلام شديدة، ما أدى لإصابته بفقر الدم.
مناشدة
وحذر "الأشقر" من الخطورة الحقيقة على حياة هؤلاء الأسرى المصابين بالسرطان، نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية ، الامر الذى ينعكس على من تحرر منهمن حيث تلاحقهم أثاره خارج السجن وأدت في كثير من الحالات إلى استشهاد الأسري بعد التحرر كالأسير "فايز زيدات"، والأسير" زكريا عيسى" ،و "حسن عبد الحليم ترابي " من نابلس، وغيرهم .
ودعا "الأشقر" كافة المعنيين بقضية الأسرى ووسائل الإعلام تسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، والمطالبة بضرورة إطلاق سراحهم دون شرط قبل أن يلاقوا حتفهم داخل السجون نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل، وخاصة في ظل استهتار سلطات الاحتلال بحياتهم .
وطالب كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة تشكل لجنة تحقيق لمعرفة سبب تزايد اصابة الاسرى بمرض السرطان داخل السجون، والعمل من اجل إطلاق سراحهم حبث يهددهم الموت في كل لحظة نظرا لخطورة أوضاعهم الصحية .