الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حتى لا نساهم جميعاًٍ في رسم مستقبل مظلم للكرة الفلسطينية بقلم -ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 31/03/2008 ( آخر تحديث: 31/03/2008 الساعة: 07:41 )
بيت لحم - معا - كنت متفائلاً ببزوغ فجر جديد للكرة الفلسطينية ، في طريقي من منزلي في القدس الى حيث مبنى جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني بالبيرة ، لمناقشة مسودة النظام الاساسي من قبل الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم في رئتي الوطن عبر (الفيديو كونفرس ) ، وكنت اراهن على ان قادة العمل الرياضي الفلسطيني استفادوا كثيراً من تجارب الماضي المريرة، وان عليهم في هذه المرة الاستفادة القصوى من الخصوصية التي يتعامل بها الاتحاد الدولي مع فلسطين من خلال المهندس نضال الحديد نائب رئيس الاتحاد الاردني ومدير مكتب الفيفا في الاردن ومساعده المهندس ماجد العبوة ، وكنت امني النفس بالمشاركة في اجتماع تاريخي تحضره النخبة من الرياضيين وممثلي الاندية في رئتي الوطن، يغلفه الحرص على المصلحة العامة للكرة الفلسطينية ،وتسوده الافكار البناءة التي تنم عن ارتفاع كبير في درجات الوعي والادراك بأهمية وخطورة المرحلة القادمة، وضرورة الحفاظ على مكانة الاتحاد الفلسطيني في الاتحاد الدولي، والبدء الجدي والعلمي لاجراء انتخابات جديدة وعصرية لمجلس ادارة الاتحاد .
كل هذه الاحلام والامال تبددت مرة واحدة وضاعت من مخيلتي عندما لاحظت الغياب الكبير وغير المبرر لاكثر من مئة مندوب في الجمعية العمومية في المحافظات الشمالية ،بعكس المحافظات الجنوبية التي كانت نسبة الحضور فيها اكثر من ( 90 % ) ، وما زاد مرارة الامر هو تمثيل بعض الاندية من قبل عدد من الرياضيين المحسوبين على ادارات اندية اخرى ،الى جانب بعض الفتيان الذين تقل اعمارهم عن خمسة وعشرين عاماً، حسبما جاء في الكتاب الذي وزع الاتحاد على الاندية ، وان دل هذا على شيئ فانما يدل على عدم اكتراث هذه الاندية وربما استخفافها بالامر رغم اهميته ، والادهى بالامر قبول مجلس ادارة الاتحاد بهذا التمثيل .
لم المس عند عدد كبير من المندوبين الحرص على المصلحة العامة للكرة الفلسطينية، والعمل على تقدمها وتطورها، وخاصة عندما كانت ايادي مندوبي الاندية من حملة الشهادات الجامعية ترفع لاسقاط والغاء شرط حصول المرشح على شهادة الثانوية العامة ، في محاولة باتت مكشوفة لتصفية بعض الحسابات الشخصية وتمرير مشاركة عدد من المرشحين ، حتى لو كان على حساب المصلحة العامة .
اعتقد ان انسحاب الاخوة في قطاع غزة من الجلسة بعد عدم نجاحهم في تثبيت التناوب في الرئاسة بين رئتي الوطنغير مبرر، وفي الوقت نفسه اؤيد وجهة نظرهم بضرورة توفير مبدأ الشراكة في المسؤولية، وانبذ شخصياً المناطقية والجغرافية، فالوطن واحد ولا ضير في ان يكون رئيس الاتحاد من هذه المنطقة او تلك، او حتى من منطقة نائية في الوطن ما دام يقدر على قيادة السفينة الى برالامان، ويمتلك المؤهلات والامكانيات التي تساعده بالنهوض بالكرة الفلسطينية من واقعها المرير ، واخشى ان يكون لهذا الانسحاب اثاره السلبية على العلاقة المستقبلية بين الاخوة في رئتي الوطن والتأثير على مكانة الاتحاد في الفيفا ، الا انني بالوقت ذاته اتوقع تدخلاً سياسياً لحسم الامر .
وحدة الجمعية العمومية يجب ان لا تبقى شعاراً بدون تطبيق، واذا كان الاحتلال فرض علينا الفصل الجغرافي بين رئتي الوطن، يجب علينا العمل وبكل امانة لتجسيد هذه الوحدة في افعالنا واقوالنا وتطلعاتنا لوجود اتحاد واحد وموحد ، فثلما هو من حق الجميع المشاركة في انتخاب الرئيس ونائبه ، فمن الاولى ان يشارك الجميع في اختيار جميع اعضاء الاتحاد وفق معادلة الوزن النسبي لتصنيف الدرجات ، وفي السياق ذاته يجب الانتباه الى الشروط الواجب توافرها في مندوب النادي في الهيئة العامة فيما يتعلق بالجنسية البند ( أ ) من المادة السادسة وتنص على ( ان يكون مواطناً فلسطينياً ) لان مندوبي الغالبية العظمى من اندية القدس لا يحملون جواز السفر الفلسطيني ،ولا نريد ان نكررمأساة اللاعب المقدسي في المنتخبات ، وبالتالي حرمان مندوبي اندية القدس من التمثيل في الجمعية العمومية ومجلس ادارة الاتحاد لعدم حملهم الجنسية الفلسطينية .
من المؤسف القول انه ورغم السنوات العجاف للكرة الفلسطينية ، والتجارب المريرة، اننا لم نتعلم الدرس جيداً، وما زلنا نصر على ممارسة الاساليب القديمة والتي اثبتت فشلها في ادارة شؤون الكرة ، وذلك كله عائد الى غياب الوعي لدى البعض والتفكير المسبق بالمنصب والكرسي ، ومن الغريب القول ان بعض الكتل الانتخابية بدات تتضح معالمها حتى قبل اقرار مسودة النظام وهذا ما دفع بالبعض الى اسقاط والغاء بعض البنود والمواد التي لا تتوافق مع بعض المرشحين في هذه الكتلة او تلك .
اخلص في حديثي الى اعادة القول ان المرحلة القادمة هامة وحساسة ودقيقة وربما خطيرة ايضاً ، وعليه اناشد كل من يهمه امر الكرة الفلسطينية الوقوف الى جانبها وعدم التخلي عنها ، وكل من يجد في نفسه المقدرة والاستعداد والرغبة لخدمة الكرة الفلسطينية المشاركة الفاعلة والحقيقية في الانتخابات الوشيكة، سواء بالترشح لمجلس الادارة او التصويت لاختيار الافضل والانسب لقيادة السفينة، فقد يوفق الله البعض في تولي دفة القيادة وينجح في الوصول بسفينة كرتنا المسكينة الى بر الامان، لان احجام البعض عن ممارسة حقه الدستوري قد يساهم في رسم مستقبل مظلم للكرة الفلسطينية !!!!!