الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ضمن مهرجان يوم الأرض في ابو ظبي- خليل التفكجي: إسرائيل تخطط لبناء دولتي مستوطنات وكانتونات بالضفة

نشر بتاريخ: 31/03/2008 ( آخر تحديث: 31/03/2008 الساعة: 17:28 )
أبوظبي -معا- بدأت في المجمع الثقافي في أبوظبي يوم أمس فعاليات مهرجان يوم الأرض الذي تقيمه اللجنة الاجتماعية الفلسطينية تحت شعار "لا للاستيطان"، وذلك إحياء للذكرى الــ 32 ليوم الأرض.

وافتتح السفير الفلسطيني د. خيري العريدي، يرافقه عدد من السفراء والدبلوماسيين العرب المعرض الفني الذي يشتمل على مجموعة من اللوحات الفنية لعدد من الفنانين العرب وتعالج موضوعاتها القضية الفلسطينية والتشبث بالأرض.

ثم ألقى الباحث الفلسطيني القادم من مدينة القدس، خليل التفكجي، محاضرة مدعومة بعدد كبير من الخرائط التفاعلية، لخصت ماضي وواقع الاستيطان ومخططاته المستقبلية.

وأكد التفكجي الذي جاءت محاضرته بعنوان "التخطيط في خدمة الاستيطان"، أنّ المخطط الاستيطاني الإسرائيلي مستمر، برغم كل ما يقال عن وقف للاستيطان، وقال إنّ ما يجري الآن هو خطة استيطانية وافقت عليها الإدارة الأمريكية عام 2004، تقضي بتقسيم الضفة الغربية لعدد من الكانتونات الممزقة دون تواصل جغرافي.

وقال :"إنّ الحديث عن دولة فلسطينية هو في واقع الأمر حديث عن عدد من الكانتونات التي ستتواجد بجانب دولة أخرى في الضفة الغربية، هي دولة المستوطنين والمستوطنات"، وقال إنّ العمل جاري الآن على الربط بين المستوطنات لتكون دولة مترابطة جغرافيا، فيما يتم العمل لبناء ما قد يسمى دولة فلسطينية، متواصلة "مواصلاتيا"، أي عبر بعض الأنفاق والطرق.

واضاف إنّ هناك أنفاق يتم إنشاؤها بالفعل بين الكانتونات، وقال إنّ تصور رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، هو إقامة دولة فلسطينية على نحو 42% من الأراضي الفلسطينية، أي ما يعرف بالمناطق أ و ب في اتفاقات أوسلو، بحيث تكون الدولة الفلسطينية في قطاع غزة، أمّا حقيقة الضفة الغربية، فهي مجموعة من الكانتونات، التي يتم عزلها عن العالم الخارجي من الشرق بشريط واسع من الأراضي في غور الأردن حيث يمنع الآن على أي فلسطيني سوى سكان منطقة أريحا الإقامة في هذه المنطقة، بينما تم عزل هذه الكانتونات عن الغرب بواسطة جدار الفصل، ويتم الآن منع انتقال الفلسطينيين للإقامة أو التحرك من شمال الضفة الغربية إلى وسطها وجنوبها.

وقال إنّ هناك سيناريوهات ومخططات تهدف لضم سكان أهالي منطقة "أم الفحم" ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948إلى هذه الكانتونات وتجريدهم من الجنسية الإسرائيلية، وذلك ليتم التخلص من أكبر قدر من السكان الفلسطينيين خارج الدولة العبرية.

أما عن القدس، فقال التفكجي إنّه تم مصادرة نحو 35% من أراضي القدس الشرقية، وقال إنّ جدار الفصل، أخرج نحو 125 ألف من سكان القدس العرب من القدس الشرقية.

وعرض التفكجي المشاكل الاجتماعية التي أوجدها الجدار، لدرجة أنّ حالات الزواج باتت محكومة بالجدار، بمعنى أنّه من الصعب أن يحدث زواج بين من يسكنون على طرفي الجدار، وقال إنّ من النتائج لذلك ارتفاع نسبة العنوسة وارتفاع نسب الطلاق على نحو غير مسبوق حيث تضطر العائلات الفلسطينية بسبب منع البناء للفلسطينيين للحياة في منازل مكتظة وأن تعيش عدة أسر في ذات المنزل ما يسبب الكثير من الإشكاليات.

وأشار لانتشار آفات المخدرات المرتبطة بالبطالة في القدس التي باتت معزولة عن محيطها. مشيرا الى أنّ إسرائيل تنفق مبالغ كبيرة تصل إلى 1.5 مليار دولار سنويا لفرض أمر واقع جديد في القدس.

وناشد التفكجي العالمين العربي والإسلامي، والفلسطينيين المقيمين بالخارج، بمد يد العون للفلسطينيين في القدس، مشددا على أنّ الدعم للأهالي مهم جدا، فدعم الشبان للزواج وتكوين أسر، ودفع أجور وتكاليف المحلات التجارية، والعلاج وما إلى ذلك مهم جدا لصمود الأهالي الذين يقع عليهم عبء الدفاع عن الأرض والمقدسات.

ومما يذكر أنّ مهرجان يوم الأرض تستمر نشاطاته حتى يوم الجمعة المقبل، ويتضمن إضافة للمعرض الفني، عروض يومية لأفلام في المجمع الثقافي في تمام الساعة السابعة مساء، حيث يعرض فيلم "عودة" (باللغة العربية) يوم الثلاثاء، ويعرض فيلم الجدار الحديدي (بالإنجليزية) يوم الأربعاء، وفيلم عرس الجليل (بالعربية) يوم الخميس، وعروض خاصة لطلاب المدارس خلال الفترة الصباحية، وتختتم فعاليات مهرجان الأرض مساء يوم الجمعة 4 ابريل بحفل فني من التراث الفلسطيني تحييه فرقة "زهرة المدائن"، ويشمل على العديد من اللوحات الفنية المعبرة والأغاني التي تتناول موضوع الأرض وتمسك الفلسطيني بوطنه وأرضه.