تقرير- نتنياهو يتوسع في الاستيطان مع اقتراب الانتخابات
نشر بتاريخ: 29/02/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
رام الله-معا- قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أصدر اوامر هستيرية للتوسع الاستيطاني، لاستمالة أصوات المستوطنين في انتخابات الكنيست المقررة يوم الإثنين المقبل.
وأضاف المكتب الوطني في تقريره الاسبوعي حول الاستيطان، أن نتنياهو وعد ناخبيه بتنفيذ "صفقة القرن"، وضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، غير مكترث بالرفض والادانات الدولية لهذا الاجراء المخالف للقانون الدولي.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو أصدر تعليمات لبناء 3500 وحدة استيطانية في المنطقة المسماة E1 الواقعة بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والقدس المحتلة في تحد ٍصارخ لجميع القرارات الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن (2334).
كما صادق ما يسمى المجلس الأعلى للتخطيط التابع لسلطات الاحتلال، على مخطط استيطاني كبير، لإنشاء حي سكني بهدف توسيع مستوطنة "هار حوما" على جبل أبو غنيم من خلال بناء 2200 وحدة استيطانية، ومخطط بناء 3000 وحدة أخرى في مستوطنة "جفعات همتوس"، كان قد تم تجميد البناء فيها بضغوط دولية منذ أعوام سابقة.
واضاف أن ما تسمى باللجنة العليا للتخطيط والبناء التابعة للاحتلال صادقت على بناء مئات الوحدات الاستيطانية في المستوطنات المقامة في الضفة الغربية المحتلة، حيث يدور الحديث عن بناء 741 وحدة في مستوطنات "هار براخا" و"عيلي" جنوب نابلس، ومستوطنة "بسغات زئيف" شمال القدس المحتلة، وإقامة منطقة صناعية استيطانية هي الأضخم في الضفة جنوب قلقيلية، مخصصة للصناعات التكنولوجية، حيث ستقام قرب مستوطنة "شمرون" شمال الضفة.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن تبنى المنطقة الصناعية على مساحة حوالي 3000 دونم، ومن المقرر إنشاء محطة قطار بجانبها، وتوسيع مستوطنة "يتسهار" قرب نابلس، وإنشاء حديقة ومكان للسيارات و120 غرفة فندقية في قلب وادي الأردن.
كما صادقت سلطات الاحتلال على بناء 1.800 وحدة استيطانية في مستوطنات "ألون موريه ومعاليه شومرون، ونوكديم تسوفيم، وبراخا، وكرني شومرون" بما في ذلك 620 وحدة في مستوطنة "عيلي" و534 في مستوطنة "شيفوت راحيل" المجاورة لمستوطنة "شيلو ".
وذكر التقرير أن نتنياهو قرر إمداد عشرات البؤر الاستيطانية بالكهرباء، ويشمل القرار 12 بؤرة من شمال الضفة لجنوبها، تمهيداً لتسوية أوضاعها، وهذه البؤر هي "نوفي نحميا، وحفات يئير وجبعاه851، ومعوز تسفي، وشحريت، وبني كيدم، وتقوع، ونغهوت معراب، وجبعات أبيغيل، وعشهال، ايشكوديش، واحيه".
وقال التقرير إن وزيرة البناء والإسكان الإسرائيلية يفعات شاشا بيطون أعلنت في مؤتمر عقدته مجموعة "بشيبع"، استعداد وزارتها لـتنفيذ "صفقة القرن" ووجهت تعليمات لطواقم التخطيط في الوزارة بإعداد خطط لتوسيع التجمعات السكنية اليهودية في الضفة الغربية، فيما أعلن وزير المواصلات الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، البدء بأعمال تجريف وشق شارع التفافي على بلدة حوارة جنوب نابلس، ويتوقع الانتهاء العمل به عام 2023.
وكانت جرافات الاحتلال باشرت كذلك قبل أيام بشق طريق استيطاني جديد يصل طوله نحو 8 كيلومترات، لربط مستوطنات جنوب نابلس "شيلو" و"عيلي" بمستوطنات الأغوار.
وذكر التقرير أنه وفي خطوة تلقي المزيد من الأضواء على حجم التواطؤ بين حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل وإدارة ترمب، شرعت لجنة إسرائيلية-أميركية مشتركة بعقد اجتماعات، لـترسيم الحدود ووضع خرائط الضم الإسرائيلية لمناطق في الضفة الغربية المحتلة، بموجب خطة الإملاءات الأميركية الإسرائيلية، الرامية لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة بـ"صفقة القرن".
وتجول الفريق الأميركي-الإسرائيلي المشكل، لرسم الخرائط المحددة وفقا لـ "صفقة القرن"، في مستوطنة "أريئيل" وهو أول نشاط ميداني للفريق المشترك.
وقال نتنياهو إنه التقى مع الطاقم الأميركي، لترسيم خرائط الضم في مستوطنة "أريئيل"، وأن العمل المشترك قد بدأ، وينبغي أن يدرك الجميع أن الحديث يدور عن منطقة كبيرة طول حدودها 800 كيلومتر، وعندما ينتهي ذلك سيتم تنفيذ الضم بشرط واحد، وهو أن يكون رئيس الحكومة.
تصعيد المقاومة الشعبية
وأشار المكتب الوطني في تقرير، إلى أن شعبنا صعّد مقاومته الشعبية للتصدي للمخططات الاستيطانية التي تعدها حكومة الاحتلال بالتعاون والعمل المشترك مع الإدارة الأميركية، لرسم خرائط الضم والتوسع.
وأضاف أن مواجهات عنيفة شهدتها مدن وقرى وبلدات ومخيمات الضفة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أصيب خلالها مئات المواطنين، خاصة في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس وفي كفر قدوم شرقي قلقيلية، والمدخل الشمالي لمدينة البيرة، كما في الخليل وبلدة بيت أمّر.
وأوضح أن أعنف المواجهات شهدتها بلدة بيتا، حيث اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية منطقة جبل العرمة، وأطلقت الرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق اعتصام جماهيري مندد بالاستيطان في الجبل، عقب دعوات أطلقها المستوطنون للتظاهر في المنطقة، والاستيلاء عليها لإقامة بؤرة استيطانية.
ادانات دولية واسعة للاستيطان
ولقي إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن خطط بناء وحدات جديدة في مستوطنتين بالقدس المحتلة، إدانات واسعة، ودعا الاتحاد الأوروبي حكومة الاحتلال إلى وقف المشاريع التوسعية الاستيطانية بالضفة الغربية والقدس وأكد أن مواصلة الاستيطان يهدد حل الدولتين ويحول دون إنهاء الصراع.
وحذر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية جوزيب بوريل، من أن التوسعات الاستيطانية ستقطع التواصل الجغرافي بين القدس وبيت لحم، وستعزل الفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المناطق، فضلا عن أن هذه الخطط تتنافي مع القانون الدولي، مشددا على أن الاتحاد لن يعترف بأي تغييرات تطرأ على حدود القدس قبل عام 1967.
واعتبرت الأمم المتحدة على لسان المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، أن تنفيذ إسرائيل خططها الاستيطانية، سيقطع الصلة بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، ما يقوض بشكل كبير فرص إقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة.
كما حذر 50 وزيرا ومسؤولا أوروبيا سابقون، من خطة الولايات المتحدة الأميركية لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والتي تحمل عنوان "السلام للرخاء"، معتبرين أنها تمهيدا لنظام فصل عنصري جديد في الأرض الفلسطينية المحتلة.
انتهاكات الاحتلال خلال الأسبوع المنصرم:
ووثق المكتب الوطني للدفاع عن الأرض، انتهاكات الاحتلال خلال الأسبوع الماضي وكانت على النحو التالي:
القدس: أجبرت بلدية الاحتلال، المقدسي عيسى محمد ناصر أبو ريالة على هدم منزله في قرية العيسوية ذاتيا، بحجة البناء بدون ترخيص.
وأجبرت سلطات الاحتلال، المواطن المقدسي ياسر عباسي، على هدم منزله ذاتيا في بلدة سلوان بالقدس الشرقية، بدعوة البناء دون ترخيص.
ووزعت طواقم بلدية الاحتلال إخطاري إخلاء لقطعتي أرض في حي الشيخ جراح في مدينة القدس، تستخدم كموقف للحافلات، وعلقوا عليها إخطار إخلاء خلال 48 ساعة.
واقتحمت سلطات الاحتلال قطعة الأرض المحاذية لها، والمستخدمة كمغسلة للسيارات، وعلقت عليها إخطار إخلاء خلال 48 ساعة، كذلك قطعة أرض أخرى في شارع علي بن أبي طالب بالقدس، تستخدم كموقف للمركبات، وأمهلت صاحبها إصدار ترخيص لاستخدام الأرض "كمنشأة تجارية"، وهددت بإغلاقها في حال عدم تنفيذ ذلك خلال أيام.
رام الله: منع وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت، مؤخرا رجل الأعمال الفلسطيني خالد السبعاوي من البناء في أرض داخل بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، بعد مطالبة المستوطنين لنتنياهو بمنع كل أشكال البناء في تلك الأراضي.
بيت لحم: قطع مستوطنون من مستوطنة "اليعازار" المقامة على أراضي المواطنين في بلدة الخضر، جنوب بيت لحم 200 شجرة زيتون، و80 كرمة، في أراضي المواطنين مروان عبد السلام صلاح، وانس فتحي عبد السلام صلاح، الواقعة على مقربة من بوابة المستوطنة.
وأخطرت قوات الاحتلال مواطنين من عائلة أبو محيميد في منطقة "جورة الملح" ببرية التعامرة قرب قرية زعترة شرق بيت لحم، بهدم منشآتهم خلال 24 ساعة.
ويتخوف الأهالي من الاستيلاء على أراضيهم الرعوية الشاسعة التي تم إخطارها، مؤكدين أنهم يملكون الأوراق والمستندات التي تثبت ملكيتهم لها.
وفرضت سلطات الاحتلال غرامة مالية باهظة على المواطنين خالد أبو خيارة، وفاطمة شحادة، بحجة أنهما يسكنان في منزلين دون ترخيص.
ووفقا للمواطن أبو خيارة، تم تسليمه إخطارين الأول يقضي بدفع مبلغ 200 ألف شيقل، والثاني للمواطنة فاطمة شحادة ويقضي بدفع 75 ألف شيقل، بحجة أنهما يسكنان منزلين غير مرخصين.
وهدمت جرافات الاحتلال العسكرية، منزل المواطن عبد القادر أبو حماد، الواقع في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم، المكون من طابق واحد تبلغ مساحته 80 مترا مربعا.
كما هدمت الجرافات العسكرية كراجا للمركبات، يعود للمواطن صالح خليفة وذلك بدعوى عدم الترخيص.
الخليل: هاجم مستوطنو "حفات ماعون" المقامة على أراضي المواطنين بقرية التوانة في بلدة يطا جنوب الخليل رعاة المواشي، أثناء تواجدهم في أراضيهم ورشقوهم بالحجارة، بحماية من جيش الاحتلال.
وهاجم مستوطنون مسلحون، مستوطنة "شمعة" المقامة على أراضي المواطنين ببلدة الظاهرية، المزارعين والرعاة من عائلة سمامرة ورشقوهم بالحجارة، بحماية جنود الاحتلال الذين اعتقلوا الشاب صلاح عثمان سمامرة عقب محاولته صد المستوطنين، ومنعهم من الاعتداء على الأرض التي يرعون فيها ماشيتهم ويفلحونها منذ عقود.
ونصبت قوات الاحتلال، خياما كبيرة داخل ملعب مدرسة الإبراهيمية قرب الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وشادرا على مدخل الحرم.
وأخطرت بوقف العمل في الوحدة الصحية التابعة لمسجد قرية الدقيقة، ومسكنين وبئر مياه و"حظيرة أغنام" في قرية الدقيقة بمسافر يطا جنوب الخليل.
وسلمت أربعة مواطنين من عائلتي الكعابنة والنجادة إخطارات بوقف العمل بمنزلين وبئر مياه وبركس جميعها قيد الإنشاء، كما أخطرت بوقف العمل في الوحدة الصحية التابعة لمسجد الدقيقة بمسافر يطا جنوب الخليل.
سلفيت: أعطب مستوطنون، إطارات عدد من المركبات، وخطوا شعارات عنصرية في قرية ياسوف شرق سلفيت.
وقال رئيس مجلس قروي ياسوف خالد عبية، إن المستوطنين اقتحموا المنطقة الشرقية من القرية وأعطبوا إطارات 13 مركبة، ورسموا "نجمة داوود" قبل أن يغادروا المنطقة.
نابلس: أصيب 20 مواطنا خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الاسرائيلي عند اقتحام مئات المستوطنين مقام يوسف شرق نابلس.
وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط تجاه عشرات الشبان، ما أدى إلى إصابة 20 مواطنا.
وكان نحو 2000 مستوطن اقتحموا المقام بحراسة مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوسا تلمودية داخله.
الأغوار: سيّج مستوطنون، مساحات شاسعة من الأراضي الرعوية شرق خلة مكحول، وشمال خربة سمرة في الأغوار الشمالية، وطردوا رعاة أغنام قرب تجمع شلال العوجا إلى الشمال من مدينة أريحا وسط الأغوار.
وأحرق مستوطنون حقولا للقمح، تعود للمزارعين الفلسطينيين في منطقة الساكوت ورشوا نحو 12 دونما مزروعا بالقمح لأحد المزارعين في المنطقة ما أدى إلى إحراقها وتلفها.