نشر بتاريخ: 01/03/2020 ( آخر تحديث: 01/03/2020 الساعة: 13:16 )
الخليل- معا- أحيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الذكرى الـ51 لانطلاقتها في بلدة السموع بمحافظة الخليل، بتنظيم ندوة سياسية في قاعة بلدية السموع بعنوان: "البديل الوطني الاستراتيجي، قرارات الاجماع الوطني... في مواجهة المشروع الاسرائيلي- الامريكي الجديد صفقة القرن".
جاء ذلك بحضور عباس زكي - عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورمزي رباح - عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، وفهمي شاهين - عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وحاتم المحارق - رئيس بلدية السموع وأعضاء المجلس البلدي، وممثلي فصائل العمل الوطني والفعاليات الشعبية، وعدد من قيادات الجبهة في المحافظة، وحشد من المواطنين والمنظمات الجماهيرية للجبهة في بلدة السموع.
وبعد ان رحب هاشم البدارين، القيادي في الجبهة الديمقراطية بالمحافظة، بالحضور، وقف المشاركون بالندوة دقيقة صمت اجلالا وكراما لشهداء الحركة الوطنية الفلسطينية، وعزف السلام الوطني الفلسطيني.
وفي بداية الندوة رحب حاتم المحاريق- رئيس بلدية السموع بالضيوف المتحدثين والحضور، بالحضور في السموع التي شهدت أول مواجهة مع الإحتلال عام 1966، وبعد ان هنأ قيادة الجبهة الديمقراطية بذكرى انطلاقتها، وجه التحية لشهداء معركة السموع التي شهدت اول مواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي عام 1966.
كما وجه التحية الى الأسرى والشهداء والجرحى من أبناء شعبنا، ومذكرا ببطولاتهم من خلال نضالاتهم تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية على مدار العقود الحمسة الماضية بقيادة الشهيد القائد ياسر عرفات، ومن بعده الرئيس محمود عباس، داعيا الى الوحدة ورص الصفوف دائما لمواجهة كل المخاطر المحدقة بقضيتنا وشعبنا الفلسطيني.
من جهته، وجه هاشم البدارين، الذي أدار الندوة السياسية، العديد من الاسئلة للمتحدثين ضمن المحاور الثلاثة التالية: الدور المناط للإقليم العربي والدولي لمجابهة الخطة الامريكية – الاسرائيلية المسماة صفقة القرن ، وخاصة في ظل انشغال الدول العربية بأزماتها الداخلية، ماهي العوائق التي تحول دون تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي؟، ماهي معالم البديل الوطني الاستراتيجي لمجابهة المشروع الامريكي - الاسرائيلي الجديد؟.
وفي سياق الرد على التساؤلات المطروحة، أثار رمزي رباح تساؤلا جوهريا حول المشروع الامريكي – الاسرائيلي الجديد قائلا: ما الذي قدمه ترامب لنا كفلسطينيين؟ قدم لنا حلاً، هو في الحقيقة، ليس حلاً سلمياً، بل هو إعلان حرب، تشنها إدارة الولايات المتحدة على شعبنا وحقوقه إلى جانب الإحتلال الإسرائيلي. حل يقوم على شطب القدس، وشطب حق العودة، وتشريع الاستيطان وضم الأرض، وتهويدها، والقبول، مقابل ذلك، بحكم إداري ذاتي على أجزاء من الضفة الفلسطينية، في خارطة لسلسلة من البقع الجغرافية المتناثرة. تفصل بينها المستوطنات، والطرق الالتفافية والمواقع والحواجز العسكرية والأنفاق والجسور، انتزعت منها الأراضي الخصبة والغنية بالمياه. بلا سيادة فلسطينية، فالسيادة على الأرض والأمن والمعابر للاحتلال الإسرائيلي. حدودها يرسمها الإحتلال كيفما شاء تحت خطة رؤية ترامب- نتنياهو .
وأشار رباح الى ان ردنا على ترامب ونتنياهو هو، ببساطة، التمسك بالبرنامج المرحلي (البرنامج الوطني) برنامج العودة، وتقرير المصير والدولة المستقلة.
أما عن خطتنا، لتحويل برنامجنا إلى مهام كفاحية نضالية، فإننا سبق وأن قدمناه في أكثر من محطة للحركة الوطنية الفلسطينية ولحركة التحرر العربية، ولأصدقائنا في المجتمع الدولي، وناضلنا وما زلنا نناضل من أجل تحقيقه. هذا يتطلب الاتفاق على برنامج سياسي وحدوي وخطة كفاحية موحدة، لأنه لا يوجد برنامج سياسي بدون مقاومة، ولا يوجد مقاومة بدون برنامج سياسي متفق عليه .
في مستهل مداخلته وجه عباس زكي - عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، التحية للرفاق في الجبهة الديمقراطية وعلى راسهم الرفيق نايف حواتمة الامين العام للجبهة الديمقراطية واستذكر حقبا من تاريخها النضالي ووحدة الخندق مع مناضليها منذ بدايات الثورة المعاصرة لشعبنا وأشاد بنهجها الوحدوي الذي يميز أداءها ويحكم سياستها.
وأشار زكي إلى نضال شعبنا وتضحياته التي اوصلته إلى الحضور والتواجد فوق أرضه والتي عليها وبها يستمر نضاله من أجل استكمال تحرره وبناء دولته وعاصمتها القدس بما يعني ان شعبنا قد اجتاز مراحل أسوأ مما يعيشه في حاضره واستطاع بتضحيات ابنائه ان يجتازها.
كما دعا زكي جميع الفصائل إلى وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، والعمل لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية من اجل المضي قدما في مواجهة الأخطار التي تحدق بالمشروع الوطني الفلسطيني. وعلى راسها المشروع الامريكي – الاسرائيلي الجديد المسمى صفقة القرن التي تمثل خرقًا وانتهاكا صريحا للقانون الدولي، ويجب التصدي لها من الجميع لأنها تعتبر اعتداء على العالم أجمع، كونها تمس بقرارات الشرعية الدولية، ولا يمكن ان يسمح الإتحاد الروسي والصين ومجموعة بريكس بتمادي الولايات المتحدة وهيمنتها على حقوق الشعب الفلسطيني.
وحول أخر المستجدات السياسية قال شاهين: في ظل المتغيرات السياسية الحاصلة، والتصريحات الأمريكية الأخيرة حول حل الدولتين من خلال خطة ترامب – نتنياهو، فان الولايات المتحدة تضع نفسها خارج إطار الشرعية الدولية، وتفقد صفتها كدولة مؤهلة لرعاية عملية السلام، المطلوب الآن استخلاص العبر من ذلك، بتأبين هذه العملية والمباشرة باستراتيجية وطنية كفاحية جديدة تقوم على تصعيد المقاومة الشعبية ومواصلة العمل على الصعيد الدولي من اجل محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها ومعاقبتها على جرائم الحرب التي ترتكبها بحق شعبنا.
كما دعا ومن أجل مواجهة الواقع السياسي الذي يفرضه التنكر واتفاقات ترامب نتنياهو هو تفعيل قرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير، بدءاً من وقف التنسيق الأمني والمقاطعة الاقتصادية وصولا إلى سحب الاعتراف بدولة إسرائيل ما دامت تتنكر لالتزاماتها اتجاه عملية السلام. ويرى ان إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية يؤسس لبرنامج وطني يرتكز على المقاومة الشعبية الشاملة والمستمرة ضد الاحتلال ومظاهره على الأرض وأن اصلاح منظمة التحرير الفلسطينية والتجديد لمؤسساتها بما فيها استيعاب كل فصائل العمل الوطني والاسلامي، والذي ينبغي ان لا يكون مشروطا بترتيبات سلطوية على الأرض في قطاع غزة هو مكسب للشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير ويشكل رداً على هذه الاتفاقات.
وقال شاهين، ان المطلوب ألان أن يباشر الرئيس أبو مازن المشاورات مع القوى لإزالة العقبات والشروع في التحضيرات لانتخابات عامة وفق نظام التمثيل النسبي الكامل. بجانب هذا يتطلب تنفيذ القرار الذي اتخذه الاجتماع القيادي بتاريخ 28/1/2020 عشية اعلان خطة ترامب – نتنياهو وهو العمل على تغيير وظيفة السلطة رداً على الاصوات التي تنادي بحلها، لتنتقل من سلطة مقيدة باتفاقات مع الاسرائيليين إلى سلطة تنفذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي بجانب خطة تنموية داعمة لصمود شعبنا الفلسطيني.
وفي نهاية الندوة طرح بعض الحضور بعض التساؤلات، تمت الاجابة عليها من قبل المتحدثين وقدمت توصيات إلى القيادة الفلسطينية للإسراع بتنفيذ قرارات الاجماع الوطني لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشعب الفلسطيني ... كما اشاروا إلى ضرورة مغادرة حالة التآكل في الاستعدادات النضالية بالميدان لإعادة الثقة لدى أوساط شعبية واسعة التي اهتزت خلال السنوات الاخيرة نتيجة لحالة المراوحة في المكان والاستسلام لخيار المفاوضات التي لم توصل إلى أية نتيجة بعد عقدين ونصف وما نشأ عن هذه الحالة من واقع اجتماعي واقتصادي سيء، الأمر الذي يستدعي البدء الفوري بإنهاء حالة الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية والنضال ضمن برنامج القواسم المشتركة لإنجاز الحقوق الوطنية لشعبنا.