الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

3657 طالبا سجلوا فيها- مساقات جامعية لتعزيز النزاهة ومحاربة الفساد

نشر بتاريخ: 01/03/2020 ( آخر تحديث: 01/03/2020 الساعة: 14:45 )
رام الله - معا - على ضوء التعاون المستمر منذ العام 2017 ما بين هيئة مكافحة الفساد وعدد من الجامعات الفلسطينية البالغ عددهم (11) جامعة وكلية جامعية، كشفت الإدارة العامة للنزاهة والوقاية من الفساد في الهيئة عن الاقبال المتزايد لهذا العام من قبل طلبة الجامعات على الالتحاق والتسجيل في مساقي مكافحة الفساد التي تطرح وتدرس في الجامعات الفلسطينية.
وبلغ عدد الطلبة الملتحقين في هذين المساقين لهذا العام الدراسي 2019-2020 ما يقارب (3657) طالب وطالبة موزعين على كل من جامعة القدس المفتوحة بفروعها في الضفة وغزة، جامعة القدس، جامعة النجاح، جامعة بيت لحم، الجامعة العربية الامريكية، جامعة بوليتكنك فلسطين، جامعة فلسطين الاهلية، جامعة الاستقلال، جامعة فلسطين التقنية بفروعها رام الله، طولكرم، العروب، والكلية العصرية الجامعية.
يأتي طرح المساقين الجامعيين في اطار سعي هيئة مكافحة الفساد لخلق ثقافة مكافحة الفساد، وتعزيز مفاهيم النزاهة والشفافية لدى الفئة الطلابية الشبابية واشراكهم في حمل رساله مكافحة الفساد وصولا الى تمكينهم في مختلف قضايا مكافحة الفساد التي باتت من الأولويات الوطنية الفلسطينية.
وجاءت هذه النتائج كإحدى المخرجات الرئيسية من مذكرة التعاون المشتركة التي وقعتها هيئة مكافحة الفساد مع الجامعات الفلسطينية في اطار توجهات رئاسة الهيئة التي يقودها معالي المستشار د. احمد براك، لتوسيع قاعدة الشراكة مع الجامعات والطلبة بما يساهم في تعزيز جهود مكافحة الفساد وتعظيم اشراك الشباب من فئة طلبة الجامعات لمكافحة الفساد وخلق بيئة طاردة.
وعملت هيئة مكافحة الفساد وبالشراكة مع شبكة من ممثلي الجامعات الأكاديميين على اعداد مؤلفين لهذين المساقين، بناء على توصيات جلسات المتابعة والتقييم التي اجرتها هيئة مكافحة الفساد مع مدرسي المساقين والطلبة في الجامعات، وتم تدريس خطط للمساقين وفق ما يتناسب مع البرامج الاكاديمية لكل جامعة.
واكثر ما يميز هذين المساقين هو التركيز على الجانب العملي المتضمن تزويد الطلبة بحالات دراسية من قبل الهيئة، تنظيم زيارات ميدانية تعريفية للهيئة والمؤسسات ذات العلاقة، بالإضافة الى المحاكم الصورية.
يرى مدير عام الإدارة العامة للنزاهة والوقاية من الفساد في هيئة مكافحة الفساد، د. حمدي الخواجا، أن الهيئة تمضى في شق طريقها نحو الوصول الى كافة الفئات والقطاعات الحيوية في المجتمع في اطار جهودها لتعزيز قيم النزاهة وتأكيد على أهمية الوقاية من الفساد قبل حدوثه.
واشار الخواجا الى أن اعتماد المساقات الجامعية المختصة في مكافحة الفساد، لدى جامعاتنا المحلية يشكل مفصلا بالغ الأهمية في نشر هذه القيم بين أوساط الطلبة في مؤسسات التعليم العالي ما يؤشر إلى تحقيق نتائج مهمة من خلال توعية الطلبة حول مفاهيم الفساد ومخاطرة على المجتمع.
وأضاف الخواجا أن إقبال الطلبة على دراسة هذه المساقات يأتي متوافقاً مع توجيهات قيادة الهيئة في استهداف طلبة الجامعات واشراكهم في جهود مكافحة الفساد كونهم الفئة الأكثر حيوية في المجتمع، مشددا على اهمية تعاون ادارات الجامعات وطواقمها التعليمية للاستمرار في طرح هذه المساقات.
كما أكدت رئيس قسم الدراسات والتقارير في الإدارة العامة للنزاهة والوقاية من الفساد في الهيئة أ. رولا الكببجي، أن الاحصائيات التي تصل إلى الهيئة من خلال الجامعات تعكس مستوى الاقبال والتفاعل العالي من قبل طلبة الجامعات مع قضايا مكافحة الفساد من خلال التحاق (3657) طالب وطالبة في مساقي مكافحة الفساد، سواء مساق " مكافحة الفساد تحديات وحلول" وهو المساق العام المطروح لكافة الطلبة من جميع التخصصات، ومساق "جرائم الفساد في التشريع الفلسطيني" الموجه لطلبة كليات الحقوق في الجامعات.
وأضافت الكببجي أن علاقة الهيئة مع الجامعات الفلسطينية لا تقتصر على تدريس المساقين فقط، حيث تقوم الهيئة برعاية مسابقات تنافسية ما بين الطلبة، حيث وخلال الفصل الدراسي الأول لهذا العام نظمت الهيئة وبالشراكة مع جامعة القدس المفتوحة مسابقة أفضل مشروع تخرج طلابي استهدف طلبة كلية العلوم الاقتصادية والإدارية في الجامعة.
تقدم لهذه المسابقة 30 مشروع تخرج، كما وتنظم الهيئة خلال الفصل الدراسي الحالي نفس المسابقة مع جامعة القدس لطلبة كلية الحقوق.
من جانبه اشار قائم بأعمال عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة، أ.د. ذياب جرار، الى ان الاتفاقية الموقعة بين هيئة مكافحة الفساد وجامعة القدس المفتوحة تنص بوضوح على تدريس الجامعة لمساق "مكافحة الفساد تحديات وحلول"، وطرح المساق كاختياري جامعة، أي أنه متاح لجميع الطلبة بكافة التخصصات، وفي كافة فروع الجامعة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واكد جرار وجود إقبال كبير من الطلبة على المساق، في هذا الفصل وحدة التحق أكثر من (1250 ) طالب وطالبة بالمساق، وقال :" يُمكن أن تكون فئة الشباب مثبطة للفساد، أو محركة له، وبالتالي هناك أهمية وضرورة كبيرة لتوعية هذه الفئة بمخاطر الفساد وضرورة الإبلاغ عن شبهاته"، مشددا على اهمية دورفئة الشباب والاستثمار بهم على اكثر من مستوى وتقوية التزامهم بالقيم والمبادئ الرافضة للفساد من خلال توعيتهم من مخاطره.
واضاف:" تدريس المساقات موضوع مهم جدا، ولكنه وحده غير كافٍ، يجب تضمين المناهج الدراسية بأنشطة عملية، مثل الزيارات واللقاءات والمسابقات الطلابية"، مشيرا الى ان هيئة مكافحة الفساد وبالتعاون مع الجامعة تعملان على تنظيم مسابقة لمشاريع طلابية متعلقة بمواضيع مكافحة الفساد وتعزيز مبادئ الشفافية والحوكمة، وسيحصل الفائزين على جوائز نقدية.
وتابع :" تدريس المساقات وتدعيمها بالأنشطة العملية يخلق نوعا من الوعي عند الطلبة، ويعرفهم على آثار الفساد وجرائمه وطرق مكافحته، ويساهم في إيجاد جيل جديد قادر على محاربة الفساد وصولا لدولة فلسطينية خالية من الفساد.
وبخصوص الكتاب الحالي لمساق "مكافحة الفساد تحديات وحلول" قال جرار :" انه كتاب نظري بامتياز، وتم تجميعه من مصادر مختلفة"، مشيرا الى إعداد كتاب جديد للمساق، بمشاركة خبراء من كافة الجامعات الفلسطينية، و تحكيمه من خبير مختص، ومن المتوقع أن يتم اعتماده قريبا.
واضاف :" تتمنى الجامعة أن يكون الكتاب الجديد مناسبا لأسلوب التدريس المتبع في الجامعة (التدريس المفتوح / المدمج)"، مشددا على اهمية تدعيم المقررات بحالات عملية، وأمثلة على شكاوى تعاملت معها الهيئة، وذلك بهدف إغناء الطلبة وزيادة قدرتهم على فهم آلية العمل المتبعة في الهيئة.
واشاد بجهود الهيئة في متابعة تدريس المساقات بشكل دوري، حيث قامت بعدة لقاءات وزيارات للجامعة، للقاء الطلبة ومدرسي المساق، والتعرف منهم على احتياجاتهم واقتراحاتهم، مؤكدا ان مكافحة الفساد مسؤولية جماعية، لا يقع عاتقها على الهيئة وحدها، وعلى كافة الجامعات والمؤسسات والهيئات أن تكون شريكة في عملية مكافحة الفساد ونشر قيم النزاهة والشفافية.