حديث الدوري --- شعب واحد ووطن واحد..!! بقلم -ناصر العباسي
نشر بتاريخ: 31/03/2008 ( آخر تحديث: 31/03/2008 الساعة: 21:02 )
بيت لحم - معا - بعد طول إنتظار , إنفضت جلسة عمومية إتحاد الكرة بحلتها المركزية , والتي جمعت أعضاء العمومية في رئتي الوطن الشمالية والجنوبية ، وللأسف ورغم مصادقة أعضاء عمومية المحافظات الشمالية على مسودة النظام الأساسي للإتحاد كونهم يشكلون الأغلبية القانونية , فإنها شهدت في الوقت ذاته إنسحاب غير مبرر لأعضاء محافظات الوطن الجنوبية إحتجاجاً على البند الخاص بتداول الرئاسة بعد كل دورة إنتخابية والذي لم يحظ بأغلبية التصويت عليه فما كان من الأشقاء إلا أن يغادروا قاعة الإجتماع بعد أن عمت الفوضى هناك دون معرفة تلك الأسباب , لكنني أجزم أن هذا الإنسحاب سببه سقوط هذا القرار والذي كان نقطة خلاف منذ أن أبصر مشروع مسودة النظام النور وكنا نحذر منه في السابق ..!!
حقيقة حرصت على متابعة هذا الإجتماع بأدق تفاصيله وكنت أأمل أن يتم فيه مناقشة قضايا تعمل على رفع شأن اللعبة والبحث عن أمور تصحيحية لشؤون الساحرة المستديرة خلال الفترة القادمة , وليس البحث عن مصالح تفيد إنتصار فئة على الأخرى , لأنني أعتبر أن إجتماع العمومية بشكل مركزي يجمع أعضاءها في آن واحد وتحت رعاية "الفيفا" يعد إنجازا كبيرا بحد ذاته للكرة الفلسطينية حتى لو كان بواسطة نظام الدائرة المغلقة " الفيديو كونفرنس " , إضافة أنه عقد تحت هدف عنوانه مستقبل الكرة الفلسطينية متمثلا بالإجتماع من أجل إعتماد النظام الأساسي لإتحاد الكرة , والذي طال إنتظاره وكان غيابه أحد الأسباب التي أوصلتنا لهذا الحال العقيم والمرير.
ورغم أننا شعب ينادي دائما بالديمقراطيه فإنني أعترف أنني كنت أحد الأشخاص المؤيدين لتداول رئاسة الإتحاد بعد كل دورة إنتخابية , وإن هذه القناعة ترسخت لدي رغم أن رئاسة الإتحاد لم تخرج من قطاع غزة منذ أن أنشأ إتحاد الكرة الفلسطيني قبل أربعة عشر عاما !! وهي ما زالت حتى الآن بيد اللواء أحمد العفيفي والمتواجد منذ فترة خارج الوطن , لكننا نعلم أن موضوع عدم التواصل وأقصد هنا التواصل الرياضي على أرض الواقع بين الضفة وغزة كإقامة البطولات المحلية والرسمية وعقد الإجتماعات وتجمع المنتخبات وغيرها يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة بإيجاد حل لهذا الموضوع أو القفز عنه في الفترة الحالية , لأن هذا الموضوع أخذ أكثر من حجمه , وفي نفس الوقت لا يعالج هذا الأمر بالإنسحاب من الجلسه لأننا يجب أن نحترم الرأي والرأي الآخر.
إن الشارع الرياضي أصبح مثقلا بالهموم التي تقع على رأسه بين الفينة والأخرى , وأصبح بحاجة الى رئيس إتحاد قادم يمتلك المواصفات القيادية والإدارية الناجحة مرتبطة بشخصية حازمة وقادرة على إتخاذ القرارات الصعبة دون محاباة أو مماطلة , والعمل للمصلحة العامة دون غيرها , وهذا لا يهم إن كان الرئيس القادم من المحافظات الشمالية أو الجنوبية وهو ما ينطبق أيضا على الأعضاء المنتخبين من مجلس الإدارة القادمين .
لذلك كنا نتمنى أن يخرج هذا الإجتماع بتوافق رياضي جماعي من أجل مصلحة الكرة الفلسطينية ويتوج بإقرار هذا النظام بين شقي الوطن ولا يقتصر على المحافظات الشمالية فقط رغم قانونيته , ولا نريد أن نشهد فصلا جديدا من فصول الصراع الرياضي الداخلي بعد أن مر علينا سابقا فصولا مشابهة سئمنا من متابعتها و كانت حينها بإختلاف الأهداف والمسميات .
إن المطلوب خلال الفترة القادمة هو التحضير الجيد للإنتخابات والتي من المفترض أن تنظم منتصف أيار القادم بإشراف الفيفا والإتحاد الآسيوي ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب رغم التشاؤم بهذا الجانب لمستوى التفكير الغير ناضج حتى الآن لعمومية الإتحاد !! , ويجب العمل على رمي كافة الخلافات وراء الظهر وإحترام نتائج عمومية الإتحاد , وأعلم جيدا أنه ما زال هناك من يتسم بالوعي والمسؤولية في محافظاتنا الجنوبية والشمالية من أجل تجاوز موضوع بند الرئاسة فالنظام الذي تم إعتماده ليس منزلاّ ولا نعتبره نهاية المطاف , رغم التحفظات التي شهدتها طريقة التصويت عليه , وأننا نستطيع تعديل ما نراه مناسبا عند التوافق على قرارا تجتمع عمومية الإتحاد لتثبيته حتى لو جاء بعد حين .
وسنظل شعب واحد ووطن واحد , وسنعمل دائما من أجل الوحدة الوطنية ولنبتعد عن المصالح الشخصية , وسنحارب كل من يغذي مبدأ الإنفصال والشرذمة , وسنقول لهم كفوا أيديكم عن الرياضة الفلسطينية والتي ستبقى موحدة دائما بأبناء شعبها الصامد .