الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان يفتتح اعمال مؤتمره الدولي "المكتبات من منظور حقوق الانسان"

نشر بتاريخ: 31/03/2008 ( آخر تحديث: 31/03/2008 الساعة: 21:04 )
رام الله -معا- افتتح مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان ، صباح اليوم ، اعمال مؤتمره الدولي الخاص بالمكتبات بعنوان : " المكتبات من منظور حقوق الانسان " ، والذي يستمر لثلاثة ايام، بالتعاون مع الاتحاد العالمي للمكتبات والمعلومات " IFLA" ، وبرعاية من الوكالة السويديه للتنمية الدولية"" SIDA، ومجموعة الاتصالات الفلسطينية ، وذلك في قاعة فندق الجراند بارك بمدينة رام الله .
وافتتح المؤتمر الذي القيت فيه الكلمات ، بحضور حشد كبير من الباحثين والمهتمين والمختصين من فلسطين وعدد من دول العالم بالنشيد الوطني الفلسطيني.

وفي كلمتها وزيرة الثقافة الفلسطينية ، تهاني ابو دقه، اكدت سعي الوزارة لتكريس دور المؤسسة الثقافية والادبية؛ لايمانها باهمية دور المكتبة كمرتكز اساسي في رفد وعي الانسان، وانطلاقا من وعيها لاهمية القراءة التي بات وضعها مقلقا، نتيجة الفجوة الكبيرة بين الكتاب والمكتبة والقارئ ، الذي يعزف ويبتعد عن هذا النمط والسلوك البشري السامي الخلاق .

وقالت ابو دقه: ان المعرفة من اهم سبل التطور الحضاري ، وذلك يتطلب منا ان نوفر لها كل الامكانات الموصلة اليها بسهولة ويسر، حتى نخلق ونوحد الابداع الذي يعزز ويطور المجتمع المبدع ، الذي يقوم على المعرفة والعلم والحقائق السلمية والامنية ،وهذا ما يحتاجه الفلسطينيين للبقاء على تواصل متواز مع التقدم والحداثة التي اصبحت تحتاج الى المزيد من الابداع والبحث والمزيد من الانتاج الثقافي والفكري المميز والمتميز .

واضافت شاكرة القائمين على المؤتمر :عالم المعرفة يبدأ بالكتاب وينتهي عنده ، فالكتب هي اوعية المعرفة او كما سماها القدماء اوعية الحكمة ، وما الحكمة الا غاية الكتاب .

من جانبها رئيسة الاتحاد العالمي للمكتبات والمعلومات، كلوديا لوكس، اوضحت انها تمثل "1600" عضو في "115" دولة ( مجموعات مكتبات ومؤسسات ) ، ويمثلون اكثر من 300 الف مسؤول مكتبة ومختصا ، وان المكتبات تسهم في دمج الجميع في المجتمع المعلوماتي ، الامر الذي يركز عليه الاتحاد؛ ليضمن ذلك دون اي رقابة ولخدمة حقوق الانسان وتطور المجتمع .

وبينت لوكس ان " IFLA" يطلب توفير وصول جميع افراد المجتمع للكتب ، ويشكل منصة لالتقاء المختصين من جميع الدول وتبادل الخبرات في الانتاج الانساني المكتوب.

بدوره تحدث الدكتور عبد المالك جابر، الرئيس التفيذي للمجموعة الاتصالات الفلسطينية ، عن الاوضاع السياسية بما في ذلك من حواجز وممارسات اسرائيلية وانقسام داخلي ، ومدى تأثير ذلك سلبا على القضية الفلسطينية برمتها ، متطرقا الى الضغوط الدولية التي تمارس على الشعب الفلسطيني لتخفيض سقف مطالبه ،شاكرا القائمين على المؤتمر لما له من اهمية كبيرة في معالجة قضية الحق في الحصول على المعلومات .

وشددت رئيسة بلدية رام الله ، جانيت ميخائيل، على الدور الذي تلعبه المكتبات في التنمية الثقافية ، لان الكتاب الجيد هو خلاصة فكر انساني جيد ومنظم ، لهذا ينعكس اثره على تفكير القارئ بخاصة الصغير وسلوكه ، فينشأ ميالا الى النظام والمعاملة المهذبة مع غيره وهذا اساس النجاح في اي عمل فردي او جماعي .

وطالبت بصب المزيد من الاهتمام بالمكتبات وتزويدها باحدث الكتب لا سيما المكتبات المدرسية والعامة حتى تكون في متناول الجميع ، ولما تؤديه من دور فاعل كزاد فكري متوازن للانسان ، موضحة ان التقدم العلمي والتطور التكنولوجي اضاف وسائل حديثة يسرت نقل المعرفة وبثها بطرق غير تقليدية تعتمد على حاستي السمع والبصر، كالافلام والشرائح والشفافيات والتلفاز واشرطة الفيديو، مؤكدة ان دور البلديات لم يعد يقتصر على تقديم الخدمات وانما الاسهام في التنمية الثقافية .

وفي كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، اكدت رندة كمال ان عدم تمكن المشاركين من قطاع غزه الوصول للضفة ، اول مؤشر على انتقاص حق من حقوق الانسان ، وان حرص اللجنة التحضيرية ومركز رام الله لدراسات حقوق الانسان، على تنظيم المؤتمر والتواصل مع المكتبيين ، لاتاحة الفرصة للقاء خبراء من دول العالم مختلفة لتدارس ومناقشة القضايا والاتجاهات الحديثة التي تهم مجتمع المكتبات والمعلومات في فلسطين على قاعدة " المعلومة حق للجميع " .

وقالت كمال ان المؤتمر يهدف لتسليط مزيد من الضوء على اهمية ضمان حقوق الانسان ذات العلاقة بعمل ومهنة المكتبات وتشمل هذه الحقوق : حرية التعبير، الحق في الوصول للمعلومات بشتى الوسائل والطرق ، التسامح ، قبول الاخر ، احترام التنوع والحقوق الثقافية ، وبالنظر الى هذه الحقوق يبدو جليا انها مرتبطة بشكل وثيق برسالة المكتبات وبدونها لن تكون المكتبات قادرة على تزويد خدمات معلوماتية تراعي احتياجات التنيمة الانسانية .

هذا واكد مدير عام مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان ، الدكتور اياد البرغوثي، ان المركز يهتم اساسا بالعمل في مجال الثقافة وضرورة تطويرها لمواكبة العصر ، وحتى تصبح اكثر انسجاما مع مفاهيم حقوق الانسان والديمقراطية ، وان عقد هذا المؤتمر- المكتبات من منظور حقوق الانسان - يهدف لتحقيق مسألتين هامتين هما :

الدعوة الى الاهتمام بالمكتبيين على اعتبارهم الامناء على مكنوزات الثقافة ، والمسألة الثانية ، العمل على ايجاد ما يسمى بالمكتبة المتسامحة التي تستوفي كل متطلبات الراحة لكافة القراء ، وتحوي كافة انواع المعرفة من حيث التخصصات والتنوع الفكري والايدولوجي.

وبين البرغوثي ان العمل بروح التنوع والتعددية والتسامح والحق في الاختلاف والدفاع عن الحريات ، اهم ما ميز مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان وما جعله رياديا في عمله طيلة السنوات العشر الماضية .

وافاد ان المركز الذي هو عضو في عدة منظمات دولية كالفدرالية الدولية لحقوق الانسان والشبكة الدولية للتعليم والحريات الاكاديمية ، يقود الان عملية تأسيس الشبكة الاقليمة للتسامح والتي تضم اعضاء من منظمات المجتمع المدني وشخصيات من معظم البلدان العربية .

واعتبر المؤتمر ان الفلسطينيين والى جانب اهتمامهم بقضايا التحرر والتخلص من الاحتلال ، فانهم يملكون مساحة كافية للاهتمام بالثقافة الانسانية وتطورها وتعميمها .