الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المسرح المتنقل تجربة رائدة ينفذها اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية

نشر بتاريخ: 01/04/2008 ( آخر تحديث: 01/04/2008 الساعة: 13:08 )
رام الله- معا- يقوم اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي - الإدارة العامة للعلاقات العامة والمشاريع بتنفيذ برنامج - يدا بيد- من اجل فلسطين خالية من العنف الأسري منذ بداية تشرين ثاني نوفمبر الماضي في ستة من محافظات الضفة الغربية الوسطى والشمالية.

وتقوم فكرة البرنامج الأساسية على معالجة ظاهرة العنف الأسري الآخذة في التفشي والازدياد في المجتمع الفلسطيني، وقد صمم البرنامج الذي يستمر لمدة ثلاثة أعوام الكاتب سليم دبور والذي اعتمد على إقامة مئات ورش العمل التي سوف تكون بمثابة الدروس النظرية والتدريبية في التعامل مع قضية العنف الأسري، إلا أن اللافت في هذا البرنامج هو أنه يتضمن بالإضافة إلى ورش العمل والمحاضرات تقديم مسرحية بعنوان - بالك بتهون - والتي تتعامل مع موضوع العنف الأسري وتعالجه بشكل مميز بحيث يتناغم مع ما يتم طرحه في ورشات العمل التي يتم تنظيمها في القرى والمناطق المستهدفة في البرنامج.

المسرحية - بالك بتهون - والتي تم عرضها الافتتاحي في قاعة خليل السكاكيني بداية كانون ثاني الماضي ولاقت إقبالا لافتا في عرضها الأول برغم عدم القيام بالأعمال الدعائية المناسبة تم الانتقال بها إلى القرى والبلدات والمخيمات التي يشملها البرنامج وقد لاقت ترحيبا جماهيريا واسعا في معظم إن لم يكن في كل المناطق التي عرضت بها.

وحول هذه التجربة التي تعتبر فريدة ورائدة من حيث الانتقال بالمسرح إلى المشاهد أو المتلقي في المناطق البعيدة والنائية والمهمشة قال الكاتب سليم دبور بأنه أراد من خلال ذلك أن يعمم بداية "ثقافة المسرح" في الواقع والشارع الفلسطيني الذي هو في الواقع يعتبر بعيدا عن المسرح أو ثقافة المسرح، خاصة وأن لديه من الهموم ما يجعله بعيدا عن هذه الثقافة المهمة والجيدة والمسلية، هذا عدا عن أن العادة كانت ولا تزال في ان هنالك بناية لمسرح هنا أو مسرح هناك وعلى المهتم أو الجمهور أن يذهب إلى تلك المسارح إذا ما أراد أن يشاهد عرضا لمسرحية ما.

ويعتقد دبور بأن هذه الوسيلة هي من أنجع الوسائل وأكثرها نجاعة لإيصال الفكرة إلى المتلقي، خاصة في عالم أصبح لا يرغب ولا يمارس أو ينكب على القراءة، كما أن الموضوع الذي تناقشه المسرحية يعتبر استكمالا لما ورد في الورشات التدريبية وهذا أحد الأهداف الرئيسية لهذا العرض المتنقل، وعلى ذلك فإن إمكانية ترسيخ ما ورد في تلك الورشات التعليمية أو التدريبية يصبح أفضل من خلال العرض المسرحي، ويعتقد بأن المسرحية حققت ولا تزال تحقق أهدافها وخاصة في ظل هذا التفاعل الكبير من قبل الجمهور الذي يطالب عادة باعادة العرض وتكرار التجربة. كما أشار السيد دبور إلى أن العروض سوف تشمل 120 قرية وبلدة ومخيم في محافظات الضفة على مدى ثلاثة أعوام.

أما المخرج المساعد حسين نخلة والذي قام بتمثيل دور الشيخ متولي في المسرحية فيقول بأنه كانت هنالك بعض التجارب الصغيرة في الماضي بالانتقال بالمسرح إلى الأرياف والمناطق البعيدة والمهمشة، إلا أنها كانت محدودة واقتصرت على عروض للأطفال وضمن مجالات ضيقة ومحدودة على العكس من هذه المسرحية التي تتعامل مع قضايا حساسة في المجتمع وتعالج قضية هامة تؤثر على المجتمع الفلسطيني بشكل عام، كما انه يعتقد بأن هذه التجربة لاقت نجاحا منقطع النظير وذلك من خلال الأعداد التي كانت تحضر المسرحية والتي كانت تفوق ما هو متوقع في كثير من الأحيان، عدا عن التفاعل الحقيقي الذي يمكن ملاحظته من خلال النقاش الذي عادة ما يلي المسرحية.

كما يعتقد بأن استمرار العروض لمدة ثلاثة أعوام قد يشكل نوعا ما من الثقافة والفكر المسرحي لدى الجمهور وخاصة في القرى والأرياف التي لم تعهد من قبل تجربة بهذا الحجم.

وقد عبر عن رغبته بأن تكون الفرقة الحالية نواة لفرقة مسرحية تابعة لاتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي وان تتوالى أعمالها وألا تقتصر على هذه المسرحية خاصة في ظل الرغبة التي لمسها من قبل الجمهور بتكرار التجربة والقيام بمزيد من العروض.

اكثم البرغوثي والذي يقوم بإدارة النقاش بعد كل عرض من العروض قال بأنه سعيد لحجم المشاركة في النقاشات التي عادة ما تدور بعد كل عرض خاصة وأن التجربة جديدة وهي تؤكد على تعطش الجمهور لمثل هذه الأعمال خاصة في ظل الإقبال الهائل على الحضور والمطالبة الدائمة باعادة العرض وتكرار التجربة.

الممثل نضال مهلوس والذي لعب الدور الرئيسي من خلال دور أبو العبد يقول بأن استجابة الجمهور كانت مذهلة وان التفاعل الذي لمسه لم يكن أبدا متوقعا، وأكد على أن المسرحية تقوم بإيصال رسالة غاية في الأهمية وان هذه الجولة في القرى والأرياف البعيدة تعتبر خبرة جيدة وجديدة على الجمهور الفلسطيني ويأمل من خلالها نشر ثقافة المسرح في الأوساط الشعبية وفي المناطق البعيدة لا إن تقتصر على الطبقة المثقفة أو سكان المدن.

أما رأي الجمهور فقد كان ايجابيا في كل ما يتعلق بالعمل المسرحي، عفاف هودلي أمينة سر جمعية عنبتا النسائية الخيرية قالت بأنها غاية في السعادة لان المسرح ينتقل إلى الناس وأن حضور الفرقة إلى البلدة يعتبر عملا غير مسبوق بالنسبة لأهالي البلدة، وأنها ومن خلال حضورها لورشات العمل لاحظت الربط الجيد بين ما تم طرحه في ورشات العمل وبين ما تم في العرض المسرحي، وقد طالبت بإعادة العرض من اجل حضور عدد اكبر من الأهالي في بلدتها عنبتا.

أما غسان أبو ريا رئيس نادي عنبتا الرياضي فطالب بضرورة ألا تكون هذه هي المرة الأولى والأخيرة وقال بان توقيت العرض كان جيدا خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الحالية التي يعاني فيها المجتمع الفلسطيني من حرمان شديد لأسباب كثيرة في مقدمتها الاحتلال وإقامة الجدار والتضييق على الناس.

الجمهور الذي شارك في الحوار بعد انتهاء العرض أشاد بشكل عام بالتجربة، وكانت مشاركة النساء اللواتي حضرن العرض المسرحي لافتة وجيدة في النقاش الذي دار حول ما تم عرضه في المسرحية عن أسباب العنف وطرق العلاج ومواجهة هذه الظاهرة، إلا أن ما تم الإجماع عليه من قبل الجمهور بشكل عام هو تكرار مثل هذا العمل لما له من فوائد ومزايا.