نشر بتاريخ: 11/03/2020 ( آخر تحديث: 11/03/2020 الساعة: 18:59 )
القدس- معا- طالب الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة ، بمحاربة ومقاطعة المراكز الجماهيرية الإسرائيلية المنتشرة في مدينة القدس وضواحيها رسميا وشعبيا ، وذلك ردا على مساعي الاحتلال لجعلها بديلا عن المؤسسات التعليمية والثقافية والفنية والخدماتية الفلسطينية الموجودة في المدينة.
وقال النتشة في بيان صحفي أصدره اليوم الأربعاء ، ان هذه المراكز تستقطب المواطنين المقدسيين وخاصة شريحة الطلبة من خلال تقديم برامج مختلفة مثل : دورات تعليمية مجانية ورحلات ترفيهية مع إسرائيليين إضافة الى إقامة احتفالات وعروض فنية ومخيمات صيفية مختلطة مع اليهود وكذلك التشجيع على التطوع المدني في المؤسسات الاحتلالية ، ما يعني تهويد الانسان بالتدريج بالتكامل والتزامن مع تهويد الحجر والشجر في المدينة المقدسة .
وأضاف ان هذه الاغراءات سخيفة وذات اهداف مستقبلية خطيرة وخبيثة منها اقناع الجيل الناشئ على الانخراط في صفوف الجيش والشرطة مستقبلا ، داعيا الى اعمال الوعي الفردي والجمعي بخطورة هذه المراكز على بنية المجتمع المقدسي وهويته الفلسطينية والتي يعمل الاحتلال على استبدالها بهوية يهودية مع مرور الزمن .
واوضح النتشة ان الاحتلال ينشر هذه المراكز في عدد من المناطق الحيوية في القدس والتي تغص بالسكان مثل : واد الجوز وبيت حنينا وسلوان والثوري وكفر عقب وسمير اميس اللتان تعتبران من ضواحي القدس شديدة الاكتظاظ البشري وهو ما يؤكد على ان السلطات الإسرائيلية لا تركز على قلب المدينة واحيائها فقط ، وانما انتقلت الى الأطراف في اطار مخطط سياسي يهدف الى دمج من يتم غسل ادمغتهم الى مؤسسات الدولة العبرية .
وشدد النتشة على ان مقاطعة هذه المراكز التي تشكل خطورة على الهوية الفلسطينية والوعي الوطني ، هي مسؤولية جماعية رسميا وشعبيا ، الامر الذي يتطلب وضع خطط واستراتيجيات مضادة تشمل إقامة مراكز فلسطينية مماثلة تكون مدعومة حكوميا وبمشاركة القطاع الخاص الفلسطيني الذي تقع على عاتقه أيضا مهمة مواجهة مشروع التهويد والأسرلة .
كما دعا النتشة قيادات حركة " فتح" وقوى وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في القدس كل في موقعه ، الى تنظيم حملات توعية مباشرة تستهدف الشباب والأطفال واولياء الأمور بالتعاون مع القائمين على المؤسسات المختلفة في القدس لوضع خطة مواجهة جماعية لهذا الخطر الذي يتهدد جيلا فلسطينيا بأكمله ، مشددا على اننا يجب ان لا نترك حيزا فارغا في المدينة ومحيطها دون ان يكون لنا فيه بصمة فلسطينية على الرغم من الحرب الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال علينا .
واكد الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس ، ان الصمود على الأرض هو واجب على كل مقدسي فيما التصدي لعملية التهويد مسؤولية وطنية من الدرجة الأولى ، معتبرا ان معركة الوجود التي تفرضها علينا إسرائيل يجب ان تحسم لصالحنا خاصة وان المقدسيين يشكلون الاغلبية في المدينة المقدسة وهو ما تعمل دولة الاحتلال على تغيير هذا الواقع من خلال سياسة التهجير القسري لتصبح القدس ذات اغلبية يهودية .
كما طالب النتشة مدراء المدارس الفلسطينية في القدس بتخصيص مدة زمنية محددة في الطابور الصباحي للتوعية بخطورة الالتحاق بتلك المراكز وعدم الالتفات الى المغريات التي تقدمها بلدية الاحتلال للتشجيع على الانخراط في مؤسسات يهودية بغلاف عربي ، مشيرا الى ان المرحلة القادمة التي تسعى إسرائيل الى تحقيقها هي اقناع هذا الجيل وبعد غسل ادمغته الى الالتحاق في صفوف الجيش الإسرائيلي وقوات الشرطة على غرار ما يجري في بعض القرى والبلدات العربية في الداخل الفلسطيني .
وقال النتشة ، ان اغلاق إسرائيل لغالبية المؤسسات الفلسطينية في القدس ينسجم مع هذا المخطط ، ولكنه يجب ان لا يكون عامل ردع لنا بقدر ما هو محفز على التمرد على سياسة الاحتلال الاجرامية التي تمنع الوجود الفلسطيني في القدس ضاربة عرض الحائط الاتفاقيات السياسية الموقعة مع منظمة التحرير والتي بموجبها يسمح لهذه الأخيرة بممارسة مختلف النشاطات المدنية في المدينة المقدسة دون اية عراقيل تضعها إسرائيل .
ودعا النتشة الى تحرك دولي وعربي واسلامي عاجل لإجبار إسرائيل على وقف سياسة الضم والتهويد في القدس على وجه الخصوص والتي اتسعت رقعتها بعد اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن المدينة عاصمة لدولة الاحتلال . وقال ان الشعب الفلسطيني يدافع بمفرده عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، مشددا على ان الدفاع عن القدس وحمايتها هي مسؤولية عربية وإسلامية ودولية جماعية ايضا .