نشر بتاريخ: 15/03/2020 ( آخر تحديث: 15/03/2020 الساعة: 10:12 )
ان محاولة الادارة الامريكية وسلطات الاحتلال البحث عن بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية هي محاولات عابرة لن ولم تمر وان خطوات تطبيق صفقة القرن بإقصاء سكان الأرض الأصليين وشطبهم يأتي في سياق استكمال ترجمة الخطة الامريكية على ارض الواقع وتعزيز سياسات اليمين الاسرائيلي المتطرف القائمة على التطهير العرقي والتهجير القسري والفصل العنصري والسرقة والكذب والتزوير وترسيخ نهج النظم الصهيونية والعنصرية التي تعمل بشكل ممنهج لإضعاف النظام وضرب الشرعية وخرق القانون الدولي وحقوق الانسان الفلسطيني .
إن ممارسات الاحتلال القمعية هي ممارسات معادية للشعب الفلسطيني وتتناقض مع مفهوم السلام الدولي والأسس التي انطلقت من خلالها عملية السلام وخاصة في ظل ما يسمى صفقة القرن الامريكية والسلام الحقيقي يبدأ في الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ومنحه الحرية ومساعدته لإعادة أعمار أراضيه وما دمره الاحتلال ووقف كل الأنشطة العدوانية ضد الشعب الفلسطيني الذي يتطلع لنيل حريته واستقلاله وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها.
إن المطلوب فلسطينيا في ظل هذا النوع من التشابك المعقد ولغة القوة التي يفهمها ويمارسها الاحتلال هو العمل ضمن مشروع وطني شامل وليس مشروع فئوي شخصي حزبي ضيق لا يخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني وهذا يتطلب ضرورة اعادة صياغة الاهداف الوطنية بما يضمن تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية كخيار استراتيجيي لمنظمة التحرير الفلسطينية والعمل على احترام قرارات الحكومة الفلسطينية ووقف أي تساوق مع مشاريع التصفية وما يعمل الاحتلال على تطبيقه ضمن مشروع صفقة القرن الامريكية وضرورة تحديد اهداف الحركة الوطنية الفلسطينية ودعم الحكومة الفلسطينية.
من هنا يجب علي الجميع ان يدرك ان عليه واجبات وأول هذه الواجبات هو الجمع بين المتطلب الدولي والمطلب الوطني حيث لا يمكن الاستمرار في فرض حصار ظالم علي شعبنا وسياسة التجويع واستمرار حركة حماس في السيطرة على قطاع غزة والتمسك في الحكم ضمن منهج لا يمكن له الجمع بين المطلب الوطني والممكن دوليا لان قرار حماس الوطني مرهون بقرار حركة الأخوان المسلمين عالميا.
إن الشعب الفلسطيني ليس لوحده في العالم وان المتغيرات الدولية هي التي تحكم السياسة وما يجب ان يحكم سياستنا الفلسطينية هو المتطلب الفلسطيني أولا وأخيرا قبل كل شيء وإن الواقع المر والظروف القهرية التي يعيشها شعبنا هي التي دفعتنا الي التطرق لهذا السياق من التحليل والنتائج حتى لا نتباكى علي أبواب العواصم العربية والعالمية وأمام كاميرات التصوير المتلفزة فان الشعب الفلسطيني يدرك حجم المؤامرات التى تحاك ضده وخاصة في ظل مؤامرة تصفية القرن الاخطر على القضية الفلسطينية مما يتطلب العمل بشكل شمولي واستراتيجي لوضع خطط وطنية لتصدي لمؤامرة خلع الشعب الفلسطيني من اراضيه وإعادة تشريده وفرض دويلة بديله عن الدولة الفلسطينية المستقلة وإيجاد هياكل بديلة للتعامل مع الاحتلال وترجمة صفقة القرن عمليا على ارض الواقع.
ان الشعب الفلسطيني لم يتخل يوما عن اهدافه الوطنية المتكاملة ويدرك تماما بان هدفه الاساسي وخياره الاستراتيجي وعنوانه الكفاحي الاول والأخير هو فلسطين الدولة المستقلة والقدس عاصمتها وكانت قدرته فائقة على صياغة برنامجه السياسي والكفاحي والجمع بين المتغيرات الدولية والمتطلبات الفلسطينية لتكون الجماهير الفلسطينية هي الاقوى والمنتصرة والصامدة والمرابطة والمعبرة عن كل مراحل الصمود والبطولة والفداء.
* سفير النوايا الحسنة في فلسطين
* رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية